بعد دخول كثير من العائلات اليهودية إلى الإسلام، صار الأبناء يتحرجون من ديانة أجدادهم القديمة . اعتمدت الأقلية اليهودية في اليمن على حياتها الصنايعية إضافة إلى ما يأتيهم من حوالات مالية من أقارب لهم في تل أبيب. عمل أبناء الطائفة اليهودية في المعمار ولا تزال آثارهم ماثلة حتى على جدران عديد مساجد يمنية . ولعل أبلغ صور التسامح الديني هو وجود نجمة داوود في قمرية شُباك منزل مجاور لمئذنة مسجد في منطقة «القاع» بصنعاء. كما هو الحال -أيضا- لدى بضعة مساجد بينها مثلا مسجد (المظفر) في تعز ،حيث توجد نجمة داوود منحوتة على وجه بوابة المسجد. نجمة داوود لم تزل حتى اللحظة منحوتة لصق رأس بوابة جامع المظفر في المدينة القديمة بتعز, لكن أحداً من اليهود، لم يعد موجوداً الآن هناك! بالمناسبة ، للزميل نبيل الأسيدي تحقيقات صحفية ميدانية، تتعلق بيهود اليمن. أتمنى عليه أن يعيد ترتيبها ونشرها في كتاب . إذ هي من أعمق التناولات الصحفية التي اشتغلت في هذا المجال . من أحد تلك التحقيقات الشيقة التي قرأتها له قبل سنوات أتذكر كلام «موسى بن يحيى»- وهو أحد أبناء الطائفة اليهودية ويعمل معلما للغة العبرية – أتذكره وهو يقول بثقة: لو لم يهاجر يهود اليمن، ولم يسلم منا الكثير، لكنا الآن أكثر من ربع سُكان اليمن. طبقا لآخر معلومة قرأتها قبل 5 سنوات فإنه يوجد في مدينة "ريدة " وهي آخر معاقل اليهود في اليمن ما يقارب ال «300» يهودي، يمارسون طقوسهم الدينية في معبدهم هناك بحرية كاملة، ولا يجد أي زائر لهذه المدينة أي صعوبة في التعرف على منازلهم، فأغلبها تحمل نقوشاً بعضها حديثة الصنع على أبواب وجدران منازلهم. [email protected]