انفرط عقد التحالف الشيعي أو ما يطلق عليه "أحزاب إيران في العراق" بعد إعلان مفوضية الانتخابات العراقية عن تسجيل 140 قائمة لخوض الانتخابات النيابية المقررة نهاية أبريل القادم. ومثلما تشظت القائمة العراقية إلى "عراقيات" لخوض الانتخابات المقبلة يتكرر السيناريو مع التحالف الشيعي المكون من أحزاب دينية وطائفية مدعومة من إيران، بانفراط عقد مكوناته التي فضّلت المشاركة في الانتخابات بقوائم منفصلة أو بتحالفات غير التي كانت سائدة في انتخابات 2010. وأبلغ مصدر شيعي صحيفة "العرب" بأن مبعوثا إيرانيا قام بزيارة لم يعلن عنها لبغداد والنجف في محاولة لرأب الصدع بين مكونات التحالف الشيعي. وأشار إلى أن الوفد الإيراني كان يحمل توجيهات محددة من مسؤول الملف العراقي في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني لقادة الأحزاب الشيعية الحليفة لإيران تقضي بالحفاظ على وحدة التحالف الشيعي وتغليب مصلحة الحفاظ على دوره وتماسكه لاستمرار إدارته لشؤون العراق. وكشف المصدر أن الوفد الإيراني لم يلتق زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، في إشارة تعكس عدم رضى إيران عن موقف الصدر إزاء حكومة المالكي وتصريحاته المتكررة بضرورة استبداله بشخصية شيعية أخرى. ويقابل هذه التطورات في التحالف الشيعي، اعتراف حلقاته بصعوبة المحافظة على تماسكه لخوض الانتخابات التشريعية المقبلة، إذ استبعد التيار الصدري تكرار تجربة التحالف لتمسك حزب الدعوة برئاسة الحكومة المقبلة، وأكدت كتلة المواطن التابعة للمجلس الأعلى الإسلامي أن نظام "سانت ليغو المعدل" لا يشجع الكتل الكبيرة على النزول بقوائم موحدة، فيما أشارت كتلة الفضيلة إلى أن رغبتها في توسيع التحالف تصطدم بنظام احتساب الأصوات. (نظام "سانت ليغو، طريقة في احتساب الأصوات الانتخابية للحد من عدم التماثل بين عدد الأصوات المعبر عنها وعدد المقاعد المتحصل عليها. وهو عامل تستفيد منه عادة الأحزاب الكبيرة على حساب الصغيرة). وكشف الصدريون عن عزمهم خوض الانتخابات بأربع قوائم. وفيما تمسكت كتلة المواطن "بلونها وشكلها"، شدد ائتلاف دولة القانون على استمرار الاحتفاظ بقائمته بينما اقترح حزب الفضيلة نزول مكونات التحالف الوطني بثلاث قوائم كحد أعلى. ويعتزم تيار الإصلاح الوطني الذي يترأسه إبراهيم الجعفري وحصل على مقعد واحد فقط في الانتخابات السابقة، خوض الانتخابات التشريعية المقبلة بشكل منفرد، مؤكدا انفتاحه على الكتل السياسية الأخرى بعد الانتخابات. إلى ذلك يرى حميد معلة، المتحدث باسم المجلس الأعلى الإسلامي، أن نظام "سانت ليغو المعدل لا يشجع الكتل الكبيرة على النزول بقوائم موحدة كما لا يعطي فرصة للقوائم الصغيرة"، مرجّحا "خوض المجلس الأعلى لانتخابات 2014 بقوائم متعددة". وكشف النائب عن كتلة الأحرار أمير الكناني أن التيار الصدري منشغل حاليا بالإعداد للانتخابات التمهيدية في 14 محافظة، لمعرفة حجم المرشحين وقواعدهم الشعبية، مبينا أن المرحلة التمهيدية ستنتهي منتصف الشهر المقبل. وقال الكناني إن فكرة جمع مكونات التحالف الوطني في قائمة واحدة، دائما تطرح قبل كل انتخابات، لكنه يستدرك قائلا إن التيار الصدري يرفض الدخول في التحالف بسبب موقف حزب الدعوة الذي يشترط أن تكون رئاسة الوزراء من الدعوة حصرا على شرط أن يتولاها المالكي نفسه. ويتوقع القيادي في التيار الصدري خروج كتلة الجعفري من التحالف الوطني بسبب فرض حزب الدعوة شروطا مسبقة على المتحالفين معه حول منصب رئيس الوزراء دون انتظار نتائج الانتخابات.