بدأ المسؤولون الامريكيون باظهار السر الذي يخفي برنامج مساعدة اليمن في محاربة الارهاب العالمي. و كانت واشنطن الى يومنا هذا ترفض التعليق على موضوع البرنامج هذا متحججة بعدم ارادتها فتح اوراقها امام معارضي الحكومة اليمنية . و صرح كبار المسؤولون للصحافة ان امريكا تستعد لزيادة دعم الحكومة اليمنية في محاربة الارهاب بشكل حاد. و وضح المسؤولون ان وزير الدفاع الامريكي روبرت غيتس اعلم للكونغرس عن ضرورة فرز 34 مليون دولار لدعم القوات الخاصة اليمنية. و قد صرح من قبل ان البنتاغون انفق حوالي 150 مليون دولار لمساعدة الحكومة اليمنية في محاربة الارهاب الا ان التفاصيل لم تعلن. و من اهم اهداف هذا البرنامج هو مكافحة منظمة "القاعدة في شبه الجزيرة العربية". و قررت الحكومة الامريكية مساعدة السلطات اليمنية في مواجهة هذه المنظمة الامريكية بعد الحادث الذي جرى على الطائرة الامريكية في ديسمبر / كانون اول الماضي. و يذكر ان مواطن افريقي استطاع ان يحمل الى الطائرة اداة خطيرة في ملابسه الداخلية. لم تصرح الاستخبارات الامريكية ما هي الالة بالضبط و لكنها لم تمانع تصريح بان الاداة كانت خطيرة جداً. و لكن هذا امر قليل الاهمية و المهم هنا حسب رأي الامريكان ان المواطن الافريقي اعترف بانظمامه الى منظمة القاعدة في شبه الجزيرة العربية. و من الواضح ان هذه المنظمة بالفعل موجودة او على الاقل كانت موجودة سابقاً. و كان الانترنت مجال نشاطها الوحيد. و خلال السنوات الاخيرة كان عمل المواطن الافريقي العمل الوحيد الذي قامت به المنظمة خارج نطاق الشبكة العنكبوتية. و امر مثير انه عندما عرضت امريكا على اليمن المساعدة قامت الاخيرة بطلب المساعدة المادية و الاجهزة العسكرية و رفضت استقبال القوات الامريكية. و كما نرى الان الامور تجري بالعكس تماماً. حيث اعلن المسؤولون الامريكان ان مشروع شراء لليمن طائرة حربية و الات عسكرية اخرى يقع في مرحلة التحضير. اما المساعدة التكتيكية للقوات الخاصة اليمنية فانها تجري بكل عزم حيث قدم الى اليمن المدربين الامريكان. و نتيجة لهذا تعلن اليمن بشكل يومي عن القضاء على القاعدة مثلما تعلن العراق و افغانستان. و لكن هل سيساعد الامريكان في استقرار الوضع في البلاد التي تنظر الى امريكا باقصى حذر؟ يبقى هذا السؤال الى حد الان من دون اجابة. و في الوقت نفسه قليل ما يعلق الخبراء الروس على مشكلة الارهاب القادمة من اليمن. و هذا ما قاله الخبير في مسألة محاربة الارهاب عضو مجلس النواب الروس للشؤون الدولية سيميون باغداساروف:
انا دائماً اقول ان خطر الارهاب الذي يهدد روسيا يقدم ليس من اليمن و لا الصومال ولا العراق و لا حتى افغانستان و انما من جورجيا المجاورة. و امر معروف ان المنظمات الارهابية التي تعمل في شمال القوقاز غالباً ما تستخدم الاراضي الجورجية للراحة و اعادة تجميع قواتها. و من جورجيا تحديداً يقدم الدعم الاديولوجي للارهابيين في شمال القوقاز. و لكن بالطبع لا تتحدث امريكا عن ذلك. اما ما يخص اليمن فاننا نعلم ان امريكا قدمت الى العراق لمحاربة القاعدة. و لم يكن من قبل هناك القاعدة و لا ارهابيون، و ماذا نرى اليوم؟
عموماً بعدما بدأت امريكا محاربة الارهاب في العالم العربي بشكل كثيف زادت نسبة العمليات الارهابية في المنطقة. الا ان امريكا تؤكد ان القاعدة على وشك ان يقضى عليها بشكل نهائي. و اليمن بدوره موقع مهم لاننا كما نعلم يمر على شواطئه اكبر طريق لتصدير النفط.