يُفترض أن يتصدَّر خبر سفر الفنان أيوب طارش، للعلاج في الأردن، عناوين الصحف الحكومية والأهلية على حدٍّ سواء.. لأنه لا يقل أهمية عن أية شخصية سياسية أو وطنية، بل هو أكبر شخصية وطنية بما قدَّمه للوطن، رغم أنه لم يأخذ مقابل ذلك سوى النُّكران. ماذا لو أن أيوب طارش قام بسحب أغانيه وأناشيده الوطنية، ومَنَعَ وسائل الإعلام من بثِّها!! حينها سنكتشف أننا دون هوية ودون مرجعية لمناسباتنا الوطنية التي حاول الكثير المساس بها وتشويهها في مذكِّراتهم وكتبهم التي طبعوها لتحتوي سيرة حياتهم المليئة بتضخُّم الذات، وتهميش الآخرين، والحديث عن هذه المناسبات من منظور شخصي لا علاقة له بالأنا الجمعية. كيف ستبدو الصباحات دون النشيد الوطني، في المدارس والمعسكرات.. لا بد أنها ستكون أكثر شحوباً من شجرة عارية، فحين نسمع أيوب نشعر بمعنى الانتماء لهذا الوطن.. وحده أيوب تغنَّى بالوحدة وغنى لها منذ السبعينيات، وأنشدَها كأمر واقع قبل أن نخترع يوم الثاني والعشرين من مايو. أيوب طارش يا رئيس الجمهورية، ويا حكومة الوفاق هو الذي تقفون إجلالاً أمام نشيده الوطني في كل احتفالاتكم، وهو الذي يقف لنشيده كل الزعماء في مطار صنعاء حين يأتون إلى اليمن، وفي المطارات الأخرى حين يستقبلكم الآخرون في زياراتكم لبلدانهم. حاولوا أن تنصتوا لأغنية "املأوا الدنيا ابتساما"، وأغنية "درب يونيو"، وأغنية "لمن كل هذي القناديل"، و"بلادي بلادي بلادي اليمن"، و"عاد أيلول"، و"هتافات"، و"هذه يومي"، و"وهبناك الدم الغالي"، و"يا وثوب الشعب في سبتمبر".. اسمعوا هذه الأغاني لتعرفوا ماذا قدَّم أيوب لهذا الوطن، وقارنوا ذلك بما قدمتموه. أيوب، هو نشيدنا الوطني، يعاني الآن في أحد مستشفيات الأردن، فماذا أنتم فاعلون؟