مازال اليمن يستولي على ذات خانة الاهتمام الدولي، بعد ان دفعت الحرب على الحوثيين ، باليمن الى بؤرة هذا الاهتمام ، و جاء تصعيد القاعدة منى صفوان ليضاعف هذا الاهتمام للنقطة الاكثر توترا في جنوب الجزيرة العربية. فبرغم ان اعلان و قف الحرب في جبهة صعده، قد عمل على سيادة الهدوء العام في الشارع اليمني، الذي رحب بفكرة وقف الحرب على الجبهة العسكرية، الا ان المجال افسح لحروب اخرى، متعددة بدأت تشن... فحرب الاوضاع الاقتصادية و السياسية، هو الجبهة التي لم تخمد، بهدوء الجبهة العسكرية، و مؤتمر برلين حول اليمن الذي يفتتح في برلين مطلع شهر يونيو" هذا الاسبوع" يؤكد ان استقرار اليمن، و تنميته، يؤمن للعالم الهدوء. فاحداث اليمن تضرب في عمق اوروبا، كون عدم استقراره يهدد العالم، لذا ياتي هذا الاسبوع مؤتمر برلين الذي يفتتح في الخامس من هذا الشهر، كتتمة لمؤتمر لندن، الذي عقد نهاية شهر يناير .2010 ، و تدعوا اليه المانيا في هذا الوقت ليعاد الاهتمام بسير اليمن بعد الحرب، فقد صرح وزير الدولة في الخارجية الالمانية "ان انهيار اليمن هو خطر على العالم،و استقرار اليمن ضرورة ملحة ". و هذا يظهر مدى القلق الذي تعانية اوروبا و العالم خوفا من تدهور الوضع في اليمن بشكل يصعب السيطرة عليه، و يشارك في المؤتمر خبراء و باحثيين في السياسية و الاقتصاد من المانيا و العالم. ويذهب اليمن الى اوروبا ممثلا بوزير الخاريجة ، باحتة عن امل لها في اعادة وضعه الى الاستقرار المطلوب. وليست اوروبا و حدها المهتمة باستقرار اليمن، الذي يهدد وضعه الامني، الامن الاقليمي للخليج، و المنطقة العربية، فالوصول الى بلد مستقر وامن ، و غني، ليس هدفا لليمنيين وحدهم، بمعزل عن جيرانه الخليجيين، فالمؤتمر ياتي بالتعاون مع دولة الامارات العربية المتحدة، و ليجدد التزام برلين و ابو ظبي باهمية امن اليمن و استقراره و وحدة اراضيه. وان كان اليمنيين يعولون كثيرا على عودة العمالة اليمنية الى الخليج، والتي اخرجت بعد حرب الخليج الثانية 1990، رافعين شعار "نحن اولى من العمالة الاسيوية"، فان الخليج الذي يشارك في مؤتمر برلين ممثلا بالاماراتالمتحدة، و قبله في مؤتمر لندن يناير الماضي، هو ذاته الخليج الذي كان العضو الاهم في مؤتمر المانحيين 2006، و الذي خصص لدعم اليمن تنمويا، و الذي اخفقت حكومته، بعدها في الايفاء بوعودها تجاه المانحيين لسد الفجوات التنموية التي تضمن للعالم استقرار اليمن. الحكومة اليمنية التي تجد نفسها منذ انتهاء مؤتمر المانحيين 2006 مطالبة في كل تجمع دولي يخص اليمن، باظهار مدى جديتها في تنفيذ ما اتفق عليه للتخلص من الفقر والبطالة و المشاكل التعليمية والصحية، لضمان انهاء الخانة التي يتزايد فيها الارهاب في اليمن، و يسهم في تقلقل الاوضاع و زيادة وتيرة العنف. اليمن الذي يتعاون مع اصدقائه و اشقائه، ليخرج من ازماته الاقتصادية و السياسية، يحتاج لاعادة اعمار صعده اكثر من 4 مليار دولار، و يضطر لتنفيذ برنامج طارئ لمدة 3 سنوات لانعاش البلاد اقتصاديا، لتخفيف حدة الغضب و الحنق في عدد من المناطق اليمنية لا سيما الجنوب. فعدن " المدينةالجنوبية" التي من المفترض انها العاصمة الاقتصادية و الميناء الحر " لا تعامل حتى الان كمنطقة حرة، فهي بحاجة الى اصلاح الموانئ اولا، و تجديد و بناء بنيتها التحتية من مستشفيات و طرق و مدارس، و مد خدمات المياةو الصرف الصحي. هذه المشاريع التمنوية الاساسية تفتقر اليها مدن كبرى في اليمن، وهو مما يزيد صعوبة الشركاء الدوليين، الذي يزيد قلقهم في تاخر اليمن بالايفاء بوعوده التنموية، مع زيادة نسبة الفساد المالي و الاداري. ان الرؤية في صنعاء تقول، ان الدولة تحاول الخروج من ازمتها الاقتصادية بالامساك بثوب المجتمع الدولي،ومن ازمتها السياسية بفتح نافذة الحوار التي هشمتها الحرب و الصراعات السياسية، فعشية عيد الوحدة 20 كان اعلان الرئيس اليمني لمشروع حكومةو طنية تحتوي كل الاطراف السياسية في اليمن، مبادرة تهدف الى ردم الفوهه السياسية، ليمكن السير بعجلة التنمية، دون الوقوع في حفر، تؤخر الوفاء بالالتزامات الاقتصادية. ان كل الاجهزة الحكومية،و التابعة لرئيس الدولة ، الاعلامية منها، تشحذ كل قواها لجمع اطراف السياسية مجددا، ليمكن لليمن بعد اعلان و قف الحرب على الجبهة العسكرية، ان يحتمي بسلام سياسي، يوفر له جو يحتاجه، لحل معضلته الاقتصادية. غير ان مائدة الحوار الوطني لحد الان فارغة، و لم تسجل حضورا ملموسا رغم مرور اسبوعان على اعلان المبادرة، لطرف المعارضة، التي تتشكل احزابه في تجمع سياسي واحد " اللقاء المشترك" الذي يشترط اطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين، قبل الجلوس للمائدة، التي يتعجل المؤتمر الشعبي العام " الحزب الحاكم" ان يراها ممتلئة. غير ان الضفة السياسية الاخرى تعاني ذات الاعاصير، في صفوف المعارضه بعد تقديم 3 اعضاء في لجنة الحوار الوطني المشكلة من قبل احزاب المشترك، متهمين لجنة الحوار انها لا تسير وفق ما اتفقت عليه الاطراف التي و قعت على وثيقة الانقاذ الوطني، و هي الوثيقة التي قدمتها المعارضة كمشروع لانقاذ اليمن. من الذي يمكنه انقاذ اليمن، في الخارج هناك من يمد يديه للدعم المالي الذي لايذهب الى مكانه في وجود تصدعات سياسية بين المعارضة و السلطة من جهه، و بين المعارضة نفسها من جهة اخرى، التصدع السياسي، ينذر في حال استمراره ان اليمن لن ينعم طويلا بحالة الهدوء النسبي على الجبهة العسكرية التي شملت جبهة صعدة فقط. فجبهة القاعدة لم تزل مشتعلة، و تنذر باحراق المنطقة و العالم، كون القاعدة تتخذ اليمن المقر الرئيس لها، لذا فالاصدقاء الاوروبيون و الحلفاء الامريكان متعجلون لرؤية اليمن، مستقر و امن و غني.