تكتبُ في جريدة واسعة الانتشار – بمقياس اليمن طبعاً! - إما ناقداً ظاهرة مقيتة، أو مُشيداً بحالة مُجيدة، أو باسطاً "استقراحاً" تجاه موضوع ما من مواضيع الدنيا أو الدنيا .. (هامش: مفردة"إستقراح" هي من الأفاعيل حسن عبد الوارث التجديدية البنيوية التي أدخلها صديقي الأستاذ عبد الباري طاهر على القاموس اللغوي !). وبعد أن تكتب ما تكتبه .. تظن أن لما كتبت صدى أو ردة فعل أو أي شيء من بنات الفائدة، وإنْ كُنَّ عوانس ! وتُفاجأ بأن عشرين زميلاً – جُوَّانياً وبرَّانيا ً- كتبوا ما كتبته، بصدد هذا الموضوع أو ذاك، إمّا قبلك وإمّا بعدك .. وربما في الجريدة ذاتها .. و"يا داخل مصر من زيَّك كثير "! ويدعونك إلى حضور ندوة، أو المشاركة في حلقة نقاش .. وإثر هُنيهات خاطفة من تجوال بصرك الكليل على أوراق هذه الفعالية أو تلك، تكتشف – بما لا يدع مجالاً لأدنى شك – أن هذه الموضوعات، بحذافيرها وأحافيرها، سبق بسطها وعجنها وخبزها في ندوة عقدت قبل عام، اوحلقة نقاش أقيمت منذ شهور كثيرة اوقليلة! ولاتستطيع حينها أكثر من أن تهتف بلسان يوسف وهبي بك (ياللهول)!!..و.. "ما الحياة الا سيمنار كبير"! أي أن الخطبة الخطبة، والجمعة الجمعة .. أما عاق والديه فشخص آخر! إننا أُمَّة لاتقرأ ... وإننا أُمَّة لا تتذكَّر... وإننا أُمَّة لا تهتمُّ البتَّة!! ولعن الله امرئاً أيقظ أُمَّةً هانئةً في نومها وسباتها وٍنسيانها وغيبوتها ...ولا أعاد فينا امرئاً من ناسلة أبي ذر الغفاري او سفيان الثوري..وأكثر فينا - آمين – أمثال أشعب وهبنّقة، وصاحبي ذاك الذي في الجراف ! [email protected]