تفتق الحس الشعبي في قريتي وقرى أخرى في مديرية صعفان عن قناعة وإرادة لبناء عدد هائل من البرك والسدود الصغيرة التي تحتل إمّا أرضية البيت أو أطراف المدرجات الزراعية .. وحققت الفكرة نجاحاً كبيراً حيث أوجدت حالة معقولة من القدرة على مواجهة الجفاف بسبب ما يترتب على شحة المطر خاصة في سني القحط. * مثل هذه البرك والسدود ينبغي أن تعمم في القُرى اليمنية بدون استثناء ما استطاع الناس إلى ذلك سبيلاً، وإنشاؤها فيه خير كثير سواء للتعويض عن جفاف بعض العيون التي ترفد سكان القرى بماء الشرب أم تأمين ارتواء الماشية خاصة من تلك السدود التي يحرص أصحابها على أن تكون مجاري الأمطار نظيفة كما هو حال تلك التي تصبها أسطح المنازل عبر ممرات غير ترابية ولا تطالها المخلفات، فضلاً عن الحاجة لسقي الزراعة التي كثيراً ما تتأثر بل وتنتهي بخلفية شحة المطر. * وهذا الجهد الشعبي الطيب المشكور لا يغني عن الحاجة لأن تضاعف الحكومة جهدها بحيث يحتل بناء السدود والحواجز مساحة كبيرة في تفكيرها تفضي في النهاية للحيلولة دون تسرب أمطار الصيف إمّا إلى الرمال التي لا تشبع أو إلى البحر الذي لا يكف عن تحويل كل ما يصل إليه إلى ماء مالح لا قبل لاقتصادنا بتحويله إلى ماء عذب صالح للشرب أو الزرع. * ومن يتابع سيرة اليمن الأولى حتى قبل أن يلعب العالم الصناعي بكوكب الأرض سيلاحظ الحكمة الكبيرة من وجود ثمانين سداً يمنياً في فترة تاريخية واحدة رغم أننا لم نكن بتلك الأعداد التي تتضاعف فتلتهم كل شيء. إن من شأن التوسع في إنشاء السدود والكرفانات والحواجز بتمويل حكومي أو خارجي وزيادة توعية المواطنين بأهمية إنشاء السدود الصغيرة الخاصة بما يحفظ ما تجود به سماء الله الكريم من الأمطار سيفيد الزراعة ويعود بالنفع على المواطنين عبر تعافي اقتصاد الأسر التي تعمل في الزراعة وتعافي اقتصاد البلاد عموماً؛ فالزراعة هي الباقية والبترول والغاز والتخريب والفساد إلى زوال .. إن شاء الله.