يعيش قطاع السياحة في اليمن ركوداً تاماً نتيجة تردي الوضع الأمني وعزوف السياح عن المجيئ الى البلاد، ما أسفر عن اغلاق أغلب المنتجعات السياحية أبوابها حتى امام السياحة الداخلية التي ضعفت هي الأخرى. لكن المجهول للكثيرين، كما يوضح عبدالله عمر، العامل السابق في منتجع الخوخة السياحي غرب البلاد، وحالياً انضم إلى صفوف العاطلين عن العمل بعد أن أغلق مالك المنتجع أبوابه وسرح جميع موظفيه، قائلاً: «المشكلة لم تعد فقط تدفق السياح الأجانب إلى البلاد بسبب الحرب على الإرهاب، وإنما أيضاً بالتراجع المخيف للسياحة الداخلية». وأشار إلى أن جميع الشواطئ في الخوخة تبدو شبه فارغة من الزوار القادمين من مختلف مناطق البلاد في إجازة عيد الفطر، التي يعول عليها العاملون في قطاع السياحة بأن تعوضهم ولو نسبيا عن الركود الذي يعانون منه طوال العام، لكن الآمال التي عقدوها على تدفق سياحة الداخل تراجعت بمعدل كبير. وقال جلال سالم غباري وهو مرشد سياحي «على خلاف كل سنة لم أحصل سوى على 20% مما حصلت عليه العام الماضي مقابل إرشاد الزوار إلى الاماكن التي يرغبون فيها، كالفنادق، الشاليهات، سوق السمك واللحوم». ويقول عادل شرف الدين من منتجع جمعان في الخوخة «في مثل هذه الوقت من كل عام لا تجدلك مكاناً، أما اليوم فأغلب الغرف فارغة والشاليهات على البحر كذلك مع أن الأسعار التي نتقاضاها مقابل إيواء الزبون لا تكاد تفي بقيمة الديزل المخصص للمولدات الكهربائية». ويعزى تراجع السياحة الداخلية إلى الاضطرابات التي تشهدها اليمن منذ سبعة أشهر، لاسيما شبح الحرب الذي يخيم على أجواء البلاد منذ إعلان قادة عسكريين مناصرتهم للثورة الشعبية التي اندلعت منذ الثالث من فبراير الماضي والتي لاحت أولى علاماتها باندلاع المواجهات بين قوات الأمن والجيش الموالية للنظام وأبناء الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر في حي الحصبة في مايو الماضي، وتفجر المواجهات في مناطق يمنية أخرى. أما البعض الأخر فقد فضل البقاء في منازلهم خشية من تفجر الحرب في أي لحظة وتعرض منازلهم للنهب من قبل رجال القبائل والبلاطجة الذين يبدون تحفزاً ملحوظاً للإغارة والنهب مثلما يفعلون في كل مرة، وزاد من تلك المخاوف التلويح من حين إلى آخر باستعداد مجاميع قبلية لدخول صنعاء بغية تأديب الثوار. ويقول علي أحمد الموظف في العاصمة صنعاء «مع أنني في كل عطلة أقوم برحلة إلى عدد من المناطق الساحلية، إلا أنني هذا العام أتردد بذلك كلما خيم شبح الحرب على العاصمة، علاوة على أنني في المرة الأخيرة سفرت أفراد الأسرة إلى قريتي في أوصاب وبقيت في صنعاء خشية من أن يتعرض بيتي لمكروه». وكانت احتجاجات الحراك جنوب وشرق البلاد منذ اندلاعها العام 2007 قد أصابت السياحة الخارجية والداخلية على حد سواء بالشلل التام في المناطق الجنوبية الشرقية كعدن والمكلا وسيئون، وأدت إلى إغلاق العديد من الفنادق والمنشآت السياحية، فيما يبدو أن هيمنة شبح الحرب الأهلية على البلاد واضطراب الأوضاع العامة سيقضيان على ماتبقى من هذا القطاع.