قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إنه "يعمل بكل جهد" لتلافي وقوع صدامات بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان العراق، وذلك في أعقاب التوتر الأمني بين الجانبين على خلفية تشكيل قوة حكومية تتولى مسؤولية ما توصف بالمناطق المتنازع عليها بين الطرفين. وخلال مؤتمر صحفي عقده اليوم السبت بمقر رئاسة الوزراء في بغداد قال المالكي "نعمل بكل جهد لتلافي وقوع صدامات، وتوصيتنا للإخوان في الإقليم أن يحذروا من تفجير صراع ليس فيه مصلحة لأحد لا لهم ولا لغيرهم". واعتبر أن "الوضع في كردستان لا يحمد والناس قلقون وخائفون، وأبناء المناطق الأخرى أيضا قلقون لأن الحرب ليست لعبة ولا نزهة ولا ينبغي لنا العودة إلى منطق الفرض والتعالي لأن الإقليم لا يتعالى على المركز والمحافظة لا تتعالى على المركز بل هناك دستور ينظم العلاقة وغير ذلك لا يوجد أي منطق آخر"، وتعهد بالعمل على الوصول إلى حل لتهدئة الوضع إلى حين حسم الأمور دستوريا وقانونيا. وأكد المالكي أن من حق القوات الحكومية المركزية التحرك في أي منطقة من مناطق العراق، وكشف عن اقتراح قدمه في الاجتماع الأخير بين الحكومة المركزية وحكومة الإقليم لتشكيل قوات أمنية من أهالي "المناطق المتنازع عليها"، والاقتراح يتضمن إبقاء سيطرات (نقاط تفتيش) الجيش والبشمركة وفق صيغة الاتفاق السابق بين الطرفين. وأوضح أن الإقليم طلب إبقاء خمسة ألوية من البشمركة في تلك المناطق وانسحاب الجيش الاتحادي منها. فشل المفاوضات وكان الأمين العام لقوات البشمركة الكردية جبار ياور قد أكد في وقت سابق اليوم السبت أن المباحثات مع الحكومة الاتحادية في موضوع نشر قوات من الجيش العراقي في المناطق التي توصف بالمتنازع عليها لم تحقق أهدافها. وقال ياور للصحفيين إن "الحكومة العراقية لم توافق على أغلب النقاط التي قدمها الإقليم لحل أزمة المناطق المتنازع عليها، رغم أن المباحثات سجلت بعض التقدم في اليومين الأولين لكننا فوجئنا برفض رئيس الوزراء نوري المالكي لكل المقترحات دون مبرر". وأشار إلى أنه سيتم إطلاع رئيس الإقليم مسعود البارزاني اليوم بكل تفاصيل الاجتماعات التي عقدت الأسبوع الماضي مع وفد من وزارة الدفاع العراقية في بغداد. يشار إلى أن إقليم كردستان العراق هدد خلال الأسبوع الماضي بمهاجمة القوات الحكومية إذا تجاوزت الأخيرة المناطق التي توصف بالمتنازع عليها بين الجانبين ومن بينها مدينة كركوك. وتصاعدت حدة التوتر بين بغداد وأربيل إثر مواجهات بين قوات الأمن العراقية ومسلحين في قضاء طوزخورماتو قتل خلالها أحد المارة، وقامت حكومة الإقليم على إثرها بحشد آلاف المقاتلين رغم تأكيد قائد عمليات دجلة الفريق عبد الأمير الزيدي أن العملية كانت تهدف لاعتقال أحد المشتبه فيهم. وعلى خلفية هذا الحادث، بدأت بغداد وإقليم كردستان العراق إرسال قوات إلى المنطقة مما زاد من التوتر خاصة مع وجود إشكاليات عالقة بين الطرفين وعلى رأسها تبعية الأراضي والاستفادة من موارد النفط. اخبارية نت – الجزيرة نت