طرد قاضي محكمة جرائم الحرب العسكرية في معتقل خليج غوانتانامو رمزي بن الشيبة، أحد المتهمين الخمسة في هجمات 11 سبتمبر/أيلول مرتين من جلسة استماع تمهيدية لتحدثه مباشرة إلى القاضي العسكري بدون إذن، شاكيا من تعسف وقسوة حراس السجن. وقد حاول بن الشيبة أمس الثلاثاء في جلسة الصباح وجلسة الظهر استغلال فرصة توجيه القاضي سؤالا له إن كان يفهم حقوقه، وقال للقاضي إن حراس السجن يتعمدون إحداث ضوضاء وطنين عال أثناء الليل ليحرمونه من النوم، ولكن القاضي رفض الاستماع وعندما أصر بن الشيبة على أقواله أمر القاضي بإبعاده من الجلسة ووضعه في زنزانة. وعندما سحب الحراس بن الشيبة أثار قضية سجون وكالة المخابرات المركزية الأميركية السرية وصاح بأن حياته في خطر، وخاطب القاضي قائلا "إنك مجرم حرب". وعلّل القاضي إبعاد بن الشيبة عن الجلسة بأن المتهم "غاضب" وقد يصيح بدون استئذان كاشفا عن معلومات سرية مثل مكان الاعتقال. وادعى ممثلو الادعاء في المحكمة بأنهم حققوا في الأمر وأن حراس السجن أكدوا لهم أن لا وجود لقيام أي محاولات لحرمان بن الشيبة من النوم. جلسات تمهيدية إلا أن محامي بن الشيبة المعين من وزارة الدفاع الأميركية قال للمحكمة إن موكله ربما يكون بحاجة إلى تقييم قواه العقلية، وأكد أن موكله ليس "مصابا بهلوسات" سمعية أو بصرية حتى يدعي أن هناك من يتعمد إحداث ضوضاء في زنزانته، وطالب هيئة المحكمة بالتحقيق في مزاعم موكله موضحا أن حرمانه من النوم قد يؤثر على قدرته في ممارسة حقه بحضور جلسات المحاكمة. وقد حضر جميع المتهمين وهم خالد شيخ محمد, ووليد بن عطاش وعلي الهوساوي, وعلي البلوشي. وتخصص المحكمة هذه الجلسات لبحث القضايا الإجرائية وبيان حقوق المتهمين والاستماع إلى شكاوى الدفاع وتحديد حجم المعلومات السرية التي سيُسمح بإعلانها أثناء الجلسات، خاصة تلك المتعلقة بأماكن الاعتقالات السرية وعمليات التعذيب وأساليب التحقيق التي تتبعها المخابرات الاميركية. وقد بدأت في معتقل غوانتانامو جلسات الاستماع في المحاكمات التمهيدية للمتهمين الخمسة في قضية هجمات 11 سبتمبر/أيلول على برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك ووزارة الدفاع الأميركية في واشنطن عام 2001. من جهة أخرى، قالت وزارة الدفاع الأميركية إنها سلمت اثنين من المعتقلين في قاعدة غوانتانامو إلى السعودية. وأوضحت أن المعتقليْن هما سعد محمد حسين القحطاني وحمود عبد الله حمود. وبذلك ينخفض عدد المعتقلين في قاعدة غوانتانامو إلى 160 يقبعون في معتقل غوانتانامو منذ أعوام بدون توجيه تهم لهم أو محاكمتهم. يذكر أن ظروف الاعتقال في غوانتانامو كانت على الدوام مثار جدل في الولاياتالمتحدة والعالم، ودائما ما اعتبر محامو المعتقلين أن تقنيات التحقيق المستخدمة ترقى إلى مرتبة التعذيب.