حذر الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في مهرجان نظمه حزبه في بيروت لدعم الانتفاضات في البلدان العربية من أن الضربات الجوية الغربية لليبيا ستفسح المجال لمزيد من التدخلات في كل الدول العربية. وذكر نصر الله في مهرجان جرى أمس بضاحية بيروت الجنوبية أن تقاعس معظم القادة العرب والمسلمين عن القيام بمسؤولياتهم فتح الطريق أمام التدخل الغربي في ليبيا. ومضى الأمين العام لحزب الله قائلا "لا نعرف إلى أين تتجه الأمور"، مضيفا أن الضربات الجوية "تفتح الطريق للتدخل الغربي في كل دولة عربية مما يعيدنا إلى عصر الاحتلال والاستعمار والتقسيم". وأضاف أن الوضع في ليبيا معقد للغاية. وفي إشارة إلى ثوار ليبيا قال نصر الله -الذي كان يتحدث عبر شاشة عملاقة- إن عليهم أن يعوا أن التدخل الدولي من شأنه توريط ليبيا في لعبة أمم كبرى. وأضاف "نحن هنا نقول لكم إننا معكم وندعمكم ونحن جاهزون لنأتي لمساعدتكم لما فيه خيركم وخيرنا وبأفضل ما نستطيع". وأكد نصر الله أن "ما يجري في ليبيا هي حرب فرضها النظام على شعب كان يطالب بالتغيير دون السلاح وأصبح هذا الشعب أمام خيار الدفاع عن الذات، وبدأت الحرب المفروضة شرقا وغربًا"، واعتبر أنه "ليس أمام الثائرين في ليبيا سوى الصمود". ولفت الأمين العام لحزب الله إلى ما أسماه اللعبة الأميركية في المنطقة لدفع الأمور إلى التقسيم وإلى حرب أهلية. وقال إن أميركا ما دامت تدعم إسرائيل فهي كاذبة في كل ادعاءاتها بشأن حقوق الإنسان، مشددا على أن هنالك خلفيات أخرى للتدخلات الأميركية طمعًا في حقول النفط وخشية أن تذهب إلى أيد صادقة. الصبر والثقة ودعا نصر الله ثوار العالم العربي المطالبين بتغيير الأنظمة الحاكمة إلى التحلي بالصبر والثقة في النصر. وقال "نداؤنا من لبنان المقاومة المحررة في عام 2000 والمنتصرة في عام 2006 أن الخيار الوحيد هو أن تثبتوا وتصبروا وتصمدوا، وأن تكونوا على ثقة من نصر الله وعونه لكم، إن بقيتم في ساحات المواجهة والجهاد". وأضاف "يجب التأكيد على أن الثورات هي إرادة ذاتية للشعوب هذه ثورات شعبية حقيقية منطلقة من الناس والشباب والنساء والرجال والصغار ولحقت بها القوى السياسية وهي تعبر عن وعي وحماسة واستعداد عال للتضحية والفداء، وهذا ما لا يجوز أن تغفل عنه هذه الأنظمة التي تواجه هذه الشعوب". ودعا نصر الله الحكام العرب إلى الإنصات إلى شعوبهم قبل فوات الأوان مشيرا إلى أن الدم الذي يسفك سيدفع الأنظمة إلى إعطاء الناس حقوقا أوسع. وأشار إلى أن "انتصارا كبيرا" تحقق في كل من مصر وتونس، وأن ليبيا دخلت في "حرب أهلية"، في حين وضع النظامان في البحرين واليمن شعبيهما "على شفير حرب أهلية". وعن البحرين أعرب عن اعتقاده ب"أن هناك مظلومية خاصة، لافتا إلى أن البحرين جزيرة صغيرة وشعبها مليون نسمة وهو مسالم ومظلوم خرج للمطالبة بحقوقه المشروعة فرد عليه بالقتل، خرج المئات من الشباب وكان بالإمكان استيعاب هذا الحدث دون إطلاق النار". ولفت إلى أنه "تحت القتل تمت الدعوة إلى الحوار ولكن الشعب في البحرين واصل مسيرته، وأكد وطنية تحركه وعدم انتسابه لأي خلفية طائفية، ولكن استعين عليه بالجيوش". سلاح العاجز واعتبر السيد نصر الله أن "ما يجري في البحرين ليس تحركًا طائفيا بل إنه سلاح يستخدمه العاجز، وهذا لن ينال من إرادة الأحرار في البحرين". وعن الوضع بلبنان أشار إلى أنه "ليس لدينا ما نناقش حوله. موضوع المقاومة لا يعالج بالتحريض فنحن لا نخاف من الحوار، فلدينا أدلة وشواهد ومدرستنا في الدفاع عن وطننا تدرّس في أهم الكليات الحربية في العالم"، لافتا إلى أن "كل هذا الضجيج لن يؤثر شيئا على أداء المقاومة"