يسود التوتر الشديد مدينة عدن بعد مواجهات مسلحة أسفرت عن مقتل محتج وجندي ظهر اليوم الأربعاء بمنطقة خور مكسر، في الوقت الذي عم فيه العصيان المدني أرجاء المدينة. وقال شهود عيان ل"المصدر أونلاين" إن قوات الأمن والجيش حاولت فتح الطريق الذي قطعه محتجون في حي العريش بمنطقة خور مكسر، مضيفين أنها أطلقت الرصاص بشكل مكثف على المحتجين ما أدى إلى مقتل محتج وإصابة آخرين. وأضافت المصادر أن مواطنين ممن يملكون السلاح في المنطقة اشتبكوا مع قوات الجيش ما أدى إلى مقتل جندي من قوات الحرس الجمهوري. وأكد مصدر طبي ل"المصدر أونلاين" مقتل شخص وجرح ثلاثة على الأقل، مضيفاً أن القتيل يدعى "نبيل يحيى محمد علي" ( 33 عاماً). وبحسب سكان محليين، فما تزال الاشتباكات مستمرة بشكل متقطع حتى الواحدة ظهر اليوم. وقالت مصادر أمنية ل"المصدر أونلاين" إن دبابات ومدرعات طوقت منطقة العريش، مضيفة أنها تسعى لمداهمة المنازل بحثاً عن مسلحين. وشهدت مدينة عدن عصياناً مدنياً شل الحركة في المدينة بشكل شبه تام، استجابة لدعوة شباب الثورة السلمية المطالبين بإنهاء حكم الرئيس علي عبدالله صالح المستمر منذ نحو 33 عاماً. وشهدت معظم مديريات محافظة عدن عصياناً مدنياً بنسبة 100%، حيث لم يذهب الموظفون إلى مقار أعمالهم، وأغلقت المحال التجارية والمؤسسات الخاصة أبوابها أمام العامة، وشهدت الحياة توقفا ملحوظا بشكل غير مسبوق. وفي الضاحية القديمة لمدينة عدن، نفذت مجاميع شبابية مسيرة أنطلقت بمناسبة يوم خطاب الرئيس اليمني صالح وإعلانه الحرب على الجنوب في عام 1994م الذي يتصادف 27 ابريل. حيث تحركت المسيرة في عدد من أحياء مديرية كريتر قبل تفريقها من قبل الحرس الخاص المنتشر بالقرب من البنك المركزي بالمدينة. وفي مديرية الشيخ عثمان شهدت الأحياء المحيطة بالمديرية إضراماً للنيران في مداخل المديرية التي تعد أكثر المديريات عدداً للسكان، لتنفيذ العصيان المدني في الوقت الذي شهدت مديرية دار سعد خلواً كبيراً لوسائل المواصلات والمارة في ساعات الصباح. وقال شهود عيان في مديريتي المعلا والمنصورة إنهم منعوا من التنقل بين مديريات المحافظة بعد وضع حواجز اسمنتة في مداخل المديريتين وإضرام النيران فيها. وحذر اكاديميون وباحثون من فرض العصيان المدني بالقوة في المدينة، داعيين الشباب إلى توسيع الاهداف والشعارات لتشمل كافة القوى المهنية والعمالية بالمحافظة، كما حذروا من "المندسين" لإحداث اعمال تخريبية في المحافظة. وكان الكاتب الصحفي نجيب يابلي قال في ندوة عن العصيان المدني في ساحة الاعتصام بالشيخ عثمان ان سلوك العنف وقلع أعمدة الإنارة وماشهدتها المحافظة من فوضى لا علاقة لأبناء عدن فيها، ويفتعلها وافدون الى المحافظة التي شهدت تاريخا مدنياً حافلا في النضال السلمي.