اكد حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن امس السبت رفضه تسليم السلطة بشكل سلمي الا عبر الانتخابات، مؤكدا تمسكه بالرئيس علي عبدالله صالح الذي يواجه حركة احتجاجية كبيرة تطالب باسقاط نظامه. وجدد صالح من جهته تاكيده «ثباته وصموده» في وجه الحركة الاحتجاجية المتعاظمة. وقال بحسب ما نقلت عنه وكالة الانباء اليمنية الرسمية «نؤكد ان الشرعية ثابتة وصامدة امام التحديات، ولا يمكن ان نسمح لاقلية قليلة ان تتغلب على الغالبية العظمى من ابناء الشعب». واضاف «اننا صامدون راسخون رسوخ الجبال، ولن تهزنا بأي حال هذه الاحداث، فلقد واجه شعبنا في الماضي العديد من التحديات وتغلب عليها، وسوف يخرج من هذه الازمة أكثر قوة وعزيمة». ويواجه الرئيس اليمني منذ نهاية كانون الثاني حركة احتجاجية متعاظمة تطالب باسقاط نظامه، انضم اليها عشرات الضباط والسياسيين والدبلوماسيين. وكان صالح اكد الجمعة في كلمة القاها امام مؤيديه في صنعاء انه «ثابت» في وجه الاحتجاجات رغم انه مستعد «لتسليم السلطة الى اياد امينة». وقال المتحدث باسم الحزب الحاكم طارق الشامي امس ان «السلطة لن تسلم الا الى من يختاره الشعب عبر انتخابات، وهي الطريقة الوحيدة لتحقيق انتقال سلمي للحكم». من جهتها، اعتبرت اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام بعد اجتماع برئاسة صالح ان الازمة السياسية في البلاد ناجمة عن «المواقف المتعنتة من قبل حزب الاخوان المسلمين (الاصلاح) وحلفائه في احزاب اللقاء المشترك والحوثيين وتنظيم القاعدة». واضافت بحسب ما نقلت وكالة الانباء اليمنية الرسمية ان «ما يزيد عن عشرة ملايين مواطن (...) نزلوا الى الساحات العامة في كافة محافظات الجمهورية» وعبروا عن «تمسكهم بالشرعية الدستورية وبالامن والاستقرار». وتشير اللجنة بذلك الى حشود ضخمة من اليمنيين افترشت ساحتين في صنعاء الجمعة ضمن تجمعين منفصلين للمعارضين والمؤيدين للرئيس. وتجمع المعارضون لصالح في ما اطلقوا عليه «جمعة الرحيل» في ساحة امام جامعة صنعاء باتوا يطلقون عليها اسم «ساحة التغيير» حيث يعتصم الآلاف منذ 21 شباط فيما احتشد مناصرو النظام في ساحة قريبة بدعوة من الرئيس. وقالت اللجنة العامة انه «من غير المقبول والمنطقي لي الذراع وتجاوز الشرعية الدستورية وفرض رأي الاقلية على رأي السواد الاعظم من جماهير الشعب»، في اشارة الى المطالبة بتنحي صالح. ورات ان حشود الجمعة «اخرست كل الالسن البذيئة (...) ومثلت استفتاء جديدا وواضحا على الشرعية الدستورية ومكانة» الرئيس اليمني. وكان صالح اكد في كلمة القاها امام مؤيديه انه «ثابت» في وجه الاحتجاجات المطالبة برحيله رغم انه مستعد «لتسليم السلطة الى اياد امينة». وقال «نحن معكم، ثابتون ثابتون (...) وصامدون امام كل التحديات»، مضيفا «لسنا بحاجة الى السلطة لكننا بحاجة الى تسليم السلطة الى اياد امينة (...) لا الى اياد حاقدة وفاسدة ومتآمرة». وجاءت كلمة صالح بعدما اخفق لقاء عقد مساء الخميس بينه وبين اللواء علي محسن الاحمر الذي كان يعد احد ابرز اعمدة النظام، في التوصل الى حل للازمة في البلاد، بحسب ما افادت مصادر سياسية. وقالت المصادر القريبة من الطرفين ان صالح والاحمر الذي اعلن بداية الاسبوع انضمامه الى المحتجين «التقيا مساء الخميس (...) في محاولة لرأب الصدع ومنع انشقاق المؤسسة العسكرية وبحث آليات تسليم السلطة». وتابعت ان «اللقاء اخفق في نزع فتيل الازمة وتقريب وجهات النظر بين الطرفين». وقتل 80 متظاهرا منذ بداية الحركة الاحتجاجية في اليمن بحسب ما تؤكد منظمة العفو الدولية، بينهم 52 سقطوا يوم الجمعة الماضي في صنعاء برصاص مناصرين للنظام وفقا لما يقول المعتصمون في العاصمة اليمنية. وحذر المتحدث باسم اللقاء المشترك المعارض محمد قحطان من «استعداد للانقضاض على ساحة التغيير». واوضح لقناة العربية امس ان «تصريحات السلطة تتحدث عن استعداد الرئيس للرحيل ولكن ما يجري على الارض يبدو استعدادا للانقضاض على ساحة التغيير». واضاف «هناك مؤشرات على ذلك بينها اعادة توزيع للقناصة (...) واعادة انتشار بعض البلطجية (...) ونصب صواريخ» جديدة. في هذا الوقت اعلن مصدر امني يمني مقتل ستة من عناصر تنظيم القاعدة في اشتباك مع الجيش في محافظة ابين الجنوبية، معقل التنظيم المتطرف. وقال المصدر ان «عناصر القاعدة شنوا هجوما على وحدة عسكرية متمركزة قرب محطة للكهرباء في لودر، الا ان عناصر الجيش تصدوا لهم بقوة ما اسفر عن سقوط ستة قتلى من المهاجمين». وتاتي هذه الاحداث فيما تضعف سيطرة القوات الحكومية على بعض المناطق بعد انضمام عشرات الضباط الى الحركة الاحتجاجية، وسط تنافس بين وحدات الجيش الموالية للاحمر والحرس الجمهوري الموالي لصالح، الامر الذي ادى الى اشتباكات بين الجانبين سقط فيها قتلى. الى ذلك عاودت صحيفة 14 اكتوبر الحكومية الصدور في عدن بعد ايام من التوقف نتيجة انضمام هيئة تحريرها الى الحركة الاحتجاجية. وقال مصدر مسؤول في 14 اكتوبر ان «الصحيفة عاودت الصدور (امس) بمواد صحافية اكثر انفتاحا حيث نشرت تقريرا بعنوان المسيرات المعارضة ترفع شعارات تطالب باسقاط النظام».