رفضت المعارضة اليمنية أمس عرضا بالمشاركة في محادثات بوساطة خليجية تجري في السعودية لنقل السلطة، وحددت مهلة أسبوعين لتنحي الرئيس علي عبد الله صالح. وكان وزراء خارجية دول الخليج قد قالوا إنهم سيوجهون الدعوة لصالح الذي يواجه احتجاجات مستمرة منذ شهرين تطالب باستقالته، وإلى معارضيه لحضور محادثات الوساطة بشأن نقل السلطة. غير أن المعارضة كانت مترددة بشأن العرض. وقال محمد المتوكل، وهو أحد زعماء المعارضة البارزين: إن المعارضة تؤكد مجددا الحاجة إلى الإسراع في عملية تنحي صالح في غضون أسبوعين؛ ولذا فإنها لن تذهب للرياض. ويخشى حلفاء اليمن الغربيون من أن تؤدي مواجهة مطولة في البلاد إلى اندلاع اشتباكات بين وحدات متناحرة بالجيش في العاصمة وفي أماكن أخرى، وتحدث فوضى، ما سيكون في مصلحة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ومقره اليمن. وكانت المعارضة اليمنية قد رفضت في البداية بيانا من مجلس التعاون الخليجي بشأن إطار العمل للمحادثات التي كان من المقرر أن تعقد في الرياض؛ لأنه ينطوي فيما يبدو على تفادي صالح المحاكمة مستقبلا، كما لم يدعُ البيان إلى نقل فوري للسلطة. وفي وقت لاحق، اجتمع زعماء المعارضة مع سفراء السعودية وعمان والكويت يوم الثلاثاء سعيا إلى الحصول على توضيح من مجلس التعاون الخليجي عن مفهومه "لنقل السلطة" الذي لم يحدد جدولا زمنيا للتنحي. ولمح بعض زعماء المعارضة إلى أن المحادثات قد تبدأ غدا السبت قبل أن يصرح المتوكل بأن الإيضاحات التي قدمها سفراء دول الخليج غير كافية. وقال المتوكل إن المعارضة لم تجد في الإيضاحات التي طرحها السفراء أي شيء يلبي طلبها بتنحي الرئيس اليمني فورا. وكان صالح قد قبل إطار عمل المحادثات في حين رحب اللواء علي محسن، وهو لاعب رئيس آخر وقريب للرئيس اليمني تحمي وحداته المحتجين في صنعاء بخطة مجلس التعاون الخليجي. ومن الناحية الفنية، يمكن أن يستمر نقل السلطة في اليمن حتى حلول انتخابات الرئاسة القادمة المقرر إجراؤها عام 2013، وهو احتمال غير مقبول بالنسبة للمعارضة. وعرض صالح إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية هذا العام في إطار الإصلاح السياسي، لكنه يقول إنه يجب أن يظل في الحكم ليشرف على التغيير أو يسلم السلطة لما وصفها "بأيد أمينة". من جهة أخرى، عبر جمال بن عمر، المستشار السياسي في الأممالمتحدة عن تفاؤله بنجاح المبادرة الخليجية لإنهاء الأزمة السياسية وجمع أطرافها على طاولة الحوار، مؤكدا دعمه لمبادرة دول مجلس التعاون الخليجي، حاثا في الوقت ذاته جميع الأطراف في اليمن على التعامل معها لما فيه مصلحة البلاد. وأكد المستشار الذي اختتم مؤخرا زيارة لليمن لغرض التعرف على وجهات نظر السلطة والمعارضة إزاء الأزمة القائمة بينهما وجود اتفاقات كبيرة بين السلطة والمعارضة في اليمن في عدد من مسائل وقضايا المشهد السياسي باليمن.. لكنه أشار في المقابل إلى وجود "قضايا ما زال فيها نقاش وبعضها لا يزال موضوع خلاف". وعبر في تصريحات صحفية نشرت أمس في صنعاء عن سعادته لاستمرار التواصل بين أطراف الأزمة، ودعا جميع الأطراف لنبذ العنف والاتجاه للتفاوض كأسلوب سلمي لحل الأزمة على أساس توافقي.