أصيبت يوم أمس الثلاثاء الطفلة "ندى يحيى عبدالله القاعدي" برصاص مسلحين يفرضون حصاراً مسلحاً على قرية المزعالة منذ أكثر من شهر. وكانت الطفلة ندى - التي لم يتجاوز عمرها التاسعة- قد أصيبت يوم أمس في إطلاق النار من قبل العصابات المسلحة التي تفرض حصاراً على قرية المزعالة وهي تلعب بجوار منزلها، حيث لم يعفيها عمرها الصغير من تلك الرصاص التي تفتك بأي شيء يتحرك في القرية المحاصرة . الطفلة ندى كانت أمنيتها إكمال دراستها التي حرمت منها وظلت حبيسة منزلها بفعل ذلك الحصار ولم يحالفها الحظ في النجاة من رصاص الجماعات المسلحة التي تنتمي إلى قبيلة بدر وتفرض حصاراً على القرية بسبب خلاف على أرض يملكها الأهالي. وكان الشهيد عبدالرقيب - الذي قتلته رصاصة المسلحين أيضاً ثاني أيام العيد- زميلها ويدرس معها في نفس الفصل الدراسي بمدرسة السلام بالشاهل حجة والتي تحولت بفعل الحصار إلى مدرسة تنعي طلابها الذين يتساقطون بجوارها يوما بعد آخر في قصة إنسانية لا تستطيع الكلمة أن ترسم تفاصيلها. بكت الطفلة ندى عندما علمت باستشهاد الطفل عبدالرقيب على يد العصابات المسلحة ثاني أيام عيد الأضحى المبارك، لكنها لم تعرف أنها ستكون ضحية تلك الرصاص التي تهطل على القرية من كل الاتجاهات كالمطر ولا يسيل منها على الأرض سوى دماء النساء والأطفال فقط. ظنت الطفلة ندى أن استشهاد الطفل عبدالرقيب سيوقظ النفوس الحية ويؤثر في موقف الدولة المتخاذل وسيشكل نهاية المأساة التي صنعت من قرية المزعالة منطقة منكوبة، وبعدها بأيام أصيبت آمنة حسن القاعدي وبعدها جاء دورها عندما أصيبت صباح يوم أمس الثلاثاء وضلت تنزف تحت الحصار لساعات. وفي سياق متصل كان وجه النائب العام رسالة إلى وزير الداخلية بالقبض القهري على العصابة المسلحة والتي تفرض حصاراً على قرية المزعالة بشاهل حجة منذ أكثر من شهر وتسببت في مقتل الطفل عبدالرؤوف علي القاعدي وعبدالرقيب حسين القاعدي وجرح ثمانية آخرين، بينهم ثلاثة أطفال وامرأة، وإحالتهم إلى النيابة العامة وكذلك البحث والتحري مع قيادة إدارة أمن المحافظة والتي لم تقم بواجبها في حماية الأهالي والقبض على العصابات المسلحة.