أرسل، قيس علي الإرياني، وهو أحد المقربين من المحامي حسن الدولة الذي تم اغتياله مطلع الشهر الجالي؛ رسالة قال فيها: يؤسفني أن أنقل لكم خبر إغتيال زوج شقيقتي، المحامي حسن أحمد الدولة فجر يوم الأربعاء 5 ديسمبر في مسكنه بالعاصمة صنعاء.حسن شاب يبلغ من العمر 42 عاماً له ثلاثة أطفال أصغرهم تبلغ من العمر سنتين وهو محاموناشط سياسي بدأ نشاطه السياسي بهدوء في إنتخابات 2003 البرلمانية . كان حسن مليئاً بالحيوية ومليء بالأمل لتغيير اليمن للأفضل. كان هادئاً ولا يحضر في الإعلام لأنه كان يؤمن دوماً بالهدف. لقد كان حسن من أوائل الناس الذين خرجوا في إنتفاضة العام 2011، وأصبح عضواً في اللجنة القانونية لساحة التغيير بالجامعة.
لقد كان حسن محامياً حقيقياً، يعمل بصمت لجمع الأدلة ضد من إرتكبوا الجرائم بحق المتظاهرين في جمعة 18 مارس 2011م، وقد قاوم كل الضغوط من مختلف الجهات حتى تلك التي حسبت على "الثورة" وهي بالواقع قد أساءت للشباب. لقد آمن بأهمية التغيير ولم يخف من شيء، وكان دائم الدفاع عن حقوق الإنسان بغض النظر عن الطرف الذي ينتهك تلك الحقوق. تم إنتخاب حسن كأمين عام مساعد لإتحاد المحامين العرب، حيث قرر أن يكون أكثر نشاطاً وأن يعمل بشكل أكبر، وقد تلقى العديد من التهديدات ولكنه لم يبلغ عنها لأنه يعلم تمام العلم بأن ذلك لن يجدي نفعاً، ومؤخراً كان الدولة المحامي الرئيسي بإسم ضحايا يوم عاشوراء.
بدم بارد تمكن المجرم من دخول شقة حسن (مع العلم بأن شقته في عمارة لا تبعد بأكثر من 100 متر عن رئيس الجهاز المركزي للأمن السياسي-جهاز المخابرات الرئيسي في اليمن- وهي منطقة أمنية) وقام بقتله على سريره وهو نائم، ولم يسمع أحد صوت الرصاص لأن المجرم استخدم سلاحاً كاتماً للصوت.
جاء المحققون بعد تلقيهم إتصال من إبن الضحية حوالي الساعة السادسة صباحاً، وقد شرعوا في تفتيش الشقة، مع العلم بأنهم تركوا الشقة مفتوحة للزوار، وبعد أن قضى المحققون بضع ساعات دخل خلالها العشرات من الزوار قال المحققون أنهم لن يتمكنوا من رفع البصمات لأن عدداً كبيراً من الناس دخلوا الشقة!لقد حضر لمسرح الجريمة عدد من الشخصيات الكبيرة، ولكن المحققين لم يتكلموا مع الجيران ولم يوجهوا أية أسئلة لهم، ثم قاموا بعد أكثر من خمس ساعات بأخذ الجثة.
كيف يمكنك الوثوق بالمحققين الذين لم يقوموا بأبسط الإجراءات المتبعة في مثل هذه الحالات، وكيف يمكنك الوثوق بهذه الحكومة التي هي عبارة عن أشخاص يمثلون أطرافاً متصارعة على الحكم والسلطة
الإغتيال المؤسف للمحامي حسن الدولة الذي لم يكن ذا شأن كبير في الإعلام كان موجهاً لما يقوم به من عمل، وهو أول جريمة من نوعها في اليمن ويبدو أنه جاء كرسالة موجهة لطرف ما... ويبدو أنه البداية في إستخدام الناس لتحقيق مكاسب سياسية رخيصة من قبل الإطراف المتصارعة في اليمن. رحمك الله يا حسن ورحم الله بلد أصبح أرخص ما به هو الإنسان!