تتوالى ردود الأفعال من العديد من دول العالم المرحبة بانطلاق مؤتمر الحوار الوطني في اليمن والذي بدأ فعالياته الاثنين الماضي بصنعاء. فقد رحبت حكومة ألمانيا الاتحادية بانطلاق مؤتمر الحوار الوطني في اليمن والذي اعتبرته خطوة مهمة لحل الأزمة السياسية.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن وزارة الخارجية الألمانية في بيان أصدرته اليوم الثلاثاء القول: "من المهم الآن انخراط جميع الأطراف في الحوار لإيجاد حلول دائمة للتحديات التي تواجه اليمن".
وشدد البيان على الأهمية التي يكتسبها مؤتمر الحوار الذي ينعقد برئاسة الرئيس عبد ربه منصور هادي وبمشاركة 565 شخصا ويبحث عدد كبير من القضايا لبلورة المعالجات اللازمة لها بما فيها القضية الجنوبية فضلا عن الاتفاق على دستور جديد للبلاد.
وأكد البيان ان الحكومة الألمانية تعمل كل ما بوسعها لدعم العملية الانتقالية، مشيرا إلى أن وزير الخارجية الألماني فيستر فيلله قد أوضح في كلمته أمام الاجتماع الوزاري الخامس لمجموعة أصدقاء اليمن الذي عقد مطلع مارس الجاري في لندن أن ألمانيا تدعم بقوة كافة الجهود المبذولة للوصول إلى الاستقرار السياسي في اليمن بجانب تعهده بتقديم معونة أضافية لليمن مقدارها 5ر1 مليون يورو لدعم مؤتمر الحوار لتضاف إلى ما رصدته ألمانيا من مبالغ لدعم التنمية في اليمن والتي وصلت إلى 120 مليون يورو خلال عامي 2011 و2012.
ورحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بانطلاق الحوار الوطني في اليمن، معتبراً أنه يشكل فرصة تاريخية لليمنيين حتى يشاركوا في تطور وازدهار بلدهم.
وأصدر المتحدث باسم "بان" بياناً الليلة الماضية أبرز فيه أن الأمين العام يرى أن الحوار سيغذي عملية صياغة الدستور، ويمهد الطريق لإجراء انتخابات عامة في العام 2014.
وقال بان: إن الشعب اليمني اختار مسار الحوار السلمي والمصالحة، والحوار يشكل فرصة تاريخية لليمنيين، بكافة أطيافهم، وسيخولهم العمل معاً لحل المشكلات، وبناء الثقة وضمان العدالة، وتعزيز حقوق الإنسان والمساهمة في تطور وازدهار البلاد.
وعبر الأمين العام عن رضاه لأنه تم التحضير للحوار الوطني بطريقة بناءة وشاملة.
وفي ذات السياق رحب الاتحاد الأوروبي بتدشين مؤتمر الحوار الوطني الشامل في اليمن، واعتبره خطوة تاريخية هامة للمرحلة الانتقالية اليمنية.. جاء ذلك في بيان أصدرته الممثلة العليا للشؤون الخارجية وسياسات الدفاع بالاتحاد - نائبة رئيس المفوضية الأوروبية السيدة كاثرين اشتون.
وعبرت اشتون في بيانها عن تهاني الاتحاد الأوروبي للرئيس عبدربه منصور هادي ولحكومة الوفاق وللشعب اليمني بهذه المناسبة.. قائلة: "ندعو كل المعنيين بالحوار إلى الانخراط والمشاركة بشكل إيجابي في الحوار لكي تمضي العملية السياسية إلى الأمام وصولا إلى اعتماد دستور جديد واستكمال التحضيرات وإجراء الانتخابات بحسب الجدول الزمني المتفق عليه".
وكانت الولاياتالمتحدةالأمريكية رحبت أيضاً بانطلاق الحوار الوطني في اليمن، مؤكدة انه طريقة للشفاء من جروح الماضي والسير نحو يمن ديمقراطي جديد.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند خلال مؤتمر صحافي الليلة الماضية "نحن سعداء جداً بأن الحوار الوطني بدأ في اليمن".. مضيفة "هذا أمر لطالما دعمناه باعتباره طريقاً لشفاء جروح الماضي والسير بالبلاد قدماً، وضمان تطبيق أفضل التقاليد الديمقراطية في اليمن الجديد فتتم معالجة الأحزان والتوترات عبر الحوار".
إلى ذلك رحبت بريطانيا أمس، بالحوار الوطني اليمني، داعية كافة الأطراف للعمل على تحقيق المستقبل الذي تستحقه بلادهم.. وقال وزير الخارجية وليام هيج: "أهنئ الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وحكومته وكافة المشاركين في الحوار الوطني اليمني على انطلاقته الناجحة".
وأضاف إن مثل هذه الحوارات تمثل أفضل فرصة لليمنيين للتواصل وحل الخلافات بشكل سلمي.. ومضى قائلا: "أتمنى بكل إخلاص أن يتوصل الحوار الوطني إلى توصيات يتفق عليها الزعماء اليمنيين على نطاق واسع حول المستقبل السياسي للبلاد وخاصة حول الدستور الجديد والاستعدادات الخاصة بالانتخابات الديمقراطية التي تشهدها اليمن ابريل القادم".
ودعا هيج اليمنيين للعمل معا للوصول إلى المستقبل الذي يتطلع له الشعب اليمني ويستحقه.. واختتم تصريحاته قائلا: "لقد مر اليمنيون معا بطريق طويل من الكفاح منذ اندلاع أعمال العنف في 2011 وأوضح الشعب اليمني صبرا وإصرارا واستطاع زعماءه السياسيين التغاضي عن خلافاتهم وصولا بالبلاد إلى انطلاق الحوار الوطني".
روسيا هي الأخرى رحب بانطلاق المؤتمر معربة عن أملها في أن تكتسب العملية السياسية بانطلاقه طابعا مستداما لا رجعة فيه.
وأكدت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها على أهمية هذا المؤتمر باعتباره النموذج الوحيد القادر على العمل لتسوية كافة المشكلات التي توجهها البلاد على أيدي اليمنيين أنفسهم مع الدعم النشط من جانب المجتمع الدولي بما يلبي مصالح أغلبية الشعب اليمني.
وأكدت في ذات الوقت موقف روسيا المبدئي الداعم لجهود وتوجهات هادي في سبيل تحقيق إصلاحات شاملة وعلى نطاق واسع في البلاد، داعية كافة القوى السياسية في اليمن إلى الالتفاف حوله.
وقالت" نرى أنه يجب على كافة القوى السياسية الوطنية الابتعاد عن الخلافات القائمة والالتفاف حول الرئيس التوافقي المنتخب عبدربه منصور هادي والعمل على الحفاظ على توازن القوى القائم في الآونة الأخيرة في البلاد بهدف عدم السماح بعودة المواجهات الداخلية".
كما رحبت جمهورية فرنسا بانطلاق مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي بدأ أعماله بصنعاء.. وقال الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية الفرنسية فيليب لاليو في بيان صحفي " تشيد فرنسا بإطلاق الرئيس هادي في هذا اليوم مؤتمر الحوار الوطني الشامل وإن قيام هذه المسيرة السلمية والديمقراطية هو بمثابة قرار شجاع من قبل السلطات وجميع اليمنيين".
وأضاف لاليو "منذ التوقيع على مبادرة الخليج في 23 نوفمبر 2011م تحقق العديد من التقدم مع انتخاب رئيس جديد ووقف أعمال العنف".. داعياً كل مكونات المجتمع اليمني إلى المشاركة معاً في الحوار الوطني بغية إسماع صوتها ووضع أسس دستور جديد والاتفاق حول إطار الانتخابات المقبلة.
وعبر فيليب لاليو عن ثقة فرنسا بأن الحوار الوطني الذي باشر به الرئيس هادي سيسمح ببناء يمن مستقر ومزدهر ومحترم لدولة القانون وسيادته.
من جانبها، رحبت وزارة الخارجية الصينية بتدشين مؤتمر الحوار الوطني الشامل و الذي جاء نتيجة للجهود المشتركة من الأطراف اليمنية المعنية.
وأكد بيان باسم المتحدث بوزارة الخارجية الصينية أن المؤتمر يعتبر خطوة أخرى إلى الأمام خطتها عملية الانتقال السياسي في اليمن.
وكانت صحف عمانية قد شددت يوم أمس الأول على أهمية انعقاد الحوار الوطني في اليمن، والذي يجتمع فيه كل الفرقاء للعمل معا على حل مشاكل الوطن المتراكمة مم عقود ماضية ،معتبرة إياه بأنه يشكل المخرج الأفضل والأنسب لليمن من الدخول في نفق مجهول والذي سيؤثر على المنطقة بأسرها
وأوضحت أنه ليس خافيا أن اليمن لا يزال يعاني من حيث الوضع الإنساني وتراجع الاقتصاد، مؤكدة أن الاقتصاد اليمني في أمَسِّ الحاجة إلى عمليات إنعاش جادة وهذه العمليات الإنعاشية لا يمكن أن تتأتى إلا في إطار توافق سياسي واستقرار أمني.
كما واصلت الصحف السعودية أمس اهتمامها الكبير، بفعاليات انعقاد مؤتمر الحوار الوطني في صنعاء، وبدء جلساته من خلال العديد من الاخبار والتقارير والمقالات التي تصدرت صفحاتها.
وتطرقت كافة الصحف السعودية إلى الآمال والتطلعات التي يعقدها اليمنيين على مؤتمر الحوار الوطني الذي انطلق يوم أمس الأول في العاصمة اليمنيةصنعاء بكلمة من فخامة رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي.