" بقلم/ أبي إبراهيم محمد بن صالح بابحر" بسم الله الرحمن الرحيم - إيران دولة مسلمة, عرفت الإسلام منذ وقت مبكر عندما أرسل النبي محمد صلى الله عليه وسلم رسالة إلى كسرى ملك فارس يدعوه فيها إلى الدخول في الإسلام لكنه أبى واستكبر, وبعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بدأ الفتح الإسلامي لهذه البلاد سنة 13ه في أواخر عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه, واستمرت عملية الفتح في عهد خليفته عمر بن الخطاب رضي الله عنه, وحقق المسلمون نصراً مبيناً في موقعة نهاوند سنة 21ه, فسميت هذه الموقعة "فتح الفتوح" لأن دولة الساسانيين لم تقم لها قائمة بعدها, فاستكمل المسلمون فتح سائر أرجاء إيران في عهد الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه, وقتل يزدجر آخر ملوك الساسانيين سنة 31ه, فطويت صفحة الساسانيين وأصبحت إيران من ديار المسلمين وساهمت إيران في (عصرها السني) في بناء صرح الحضارة الإسلامية الراقية, التي أنجبت كثيراً من علماء المسلمين في مختلف الفنون والعلوم , وغلبت عليها الصبغة (السنيّة) منذ الفتح الإسلامي حتى قيام الدولة الصفوية سنة 906ه. لكن هذا الوضع سرعان ما تلاشى إذ تحولت إيران في عهد (الشيعة الصفويين) إلى بؤرة للنزاع والصدام مع العالم الإسلامي, ولم تعد إيران حينئذ مركز رفد وإمداد للحضارة الإسلامية, حيث غلبت عليها الصبغة الشيعية منذ أن حكم الصفويون إيران ثم أعلنوا المذهب الشيعي مذهباً رسمياً للدولة سنة 907ه وحتى يومنا هذا؛ فكيف تسلل (التشيع الرافضي الصفوي) حتى حوّل بلداً كإيران من (سنّة خالصة) إلى (شيعة غالبة)؟؟!. - بينما الشعب المصري مشغولٌ بجنيّ أول ثمار ثورته التي قام بها ضد الظلم والاستبداد, وبينما هو متجهٌ إلى اختيار رئيسٍ يحكمه في الفترة المقبلة.. إذا به يفاجأ بخبر ينزل عليه كالصاعقة؛ مفاده: أن أحد مراجع الرافضة وهو المسمى (بعلي الكوراني) قد تسلّل خلسةً إلى بلاد مصر في حين غفلةٍ من أهلها وانشغالهم بإجراء الانتخابات الرئاسية وافتتح (حسينية) شيعية, ليقام فيها الطقوس الشيعية من النياحة والسبّ والتغبير واللطم وغيرها!!. - وفي أحد مواقعنا الالكترونية (السنية) هنا بحضرموت,كتب أحد كتابها عن الثورات العربية, وتطرق – مروراً – إلى مسألة توريث الحكم وذكر الصحابي الجليل أمير المؤمنين وخير ملوك الأمة صهر النبي صلى الله عليه وسلم معاوية بن أبي سفيان رضي الله تعالى عنهما وأرضاهما,.. إذ بأحد المتسلِّلين يدخل على الموقع ليعلق على كلام الكاتب- الذي وجد به شيئاً مما في نفسه – فنفث بعض سمومه وأحقاده بحق بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم, ورضي الله تعالى عنهم أجمعين. - كثيراً ما نسمع أن إيران (الشيعية) تبنّت القضية الفلانية في بلد عربي (سني), فيفرح بها البعض كما هو الحاصل من مغازلة إيران نحو (القضية الجنوبية) في المشهد اليمني, ومحاولة تدخل بعض (قنواتها) المحسوبة في إظهار القضية من منظور حرص (إيران) على أبناء الجنوب, بينما إيران نفسها تحتل ثلاث (جزر إماراتية) وتتدخل في الشأن (البحريني) وتثير زوبعة الشيعة في (السعودية) وتموّن (الحوثي) بكل ما يلزم لقتل أهل صعدة –زيدية وسنة– فهل مثل من هذا حاله يؤتمن على (قضية)شعب؟. هذه صور – ومثلها مئات – تعبر عن مدى التسلّل والاختراق (الشيعي الرافضي) لمجتمعاتنا (السنيّة) التي بطبيعتها يجهل غالبيتها خطر (المدّ الشيعي الرافضي) الوافد على بلداننا السنية التي تمثل عمق العالم الإسلامي وغالبيته الساحقة. وهذا التسلل (الفكري والعقدي الرافضي) الوافد على المجتمعات السنية له أسباب منها: 1- جهل غالبية (السنة) بحقيقة الخلاف مع (الشيعة الرافضة) الذي يظنه البعض منحصراً في مسائل تعبدية, ولا يتصور أن حقيقة الخلاف تعود إلى (أصل الدين والمعتقد ومصدر التلقي). فالقرآن عندهم محرف, والعصمة للأوصياء مع الأنبياء, والصحابة كفروا وارتدوا إلا نفراً يسيراً, ولديهم مدناً مقدسة أعظم من مكة والمدينة, وإعطاءهم أئمتهم صفات الربوبية والإلوهية والكمال المطلق .. وغير ذلك من مخالفة أصول الدين, مما هو مدون في أصول مراجعهم وأصح كتبهم. 2- الجهل بمدى خطورة (المد الرافضي) في العالم الإسلامي, وأطماعه (الطائفية) وما يحدثه من صراعات ونزاعات وتفرق وحروب طاحنة في البلدان التي يتسلل إليها, (لبنانوالعراقوالبحرين وشمال اليمن – صعدة – ومالي والسنغال بأفريقيا وغيرها .. خير مثال لذلك). 3- انخداع الكثير من (السنة) بدعاوى (الرافضة) التي يطلقونها (تقية وخداعاً) لغيرهم, مثل: ما يسمى (بالتقريب بين المذاهب), والدعوة إلى التقارب ونسيان الماضي, بينما هم يغلقون بلادهم في وجه الغريب المخالف, ويشددون الخناق على أكثر من ثلث السكان من السنة داخل (إيران), ويحرمونهم من أبسط حقوقهم الدينية والمدنية, فلا جوامع يقيمون فرائض الله فيها, ولا مناصب يطالبون من خلالها بحقوقهم, وأما الماضي فهم الجادون في نبشه وإثارته فطعنهم في الصحابة ورميهم لأمهات المؤمنين غير خافٍ على أحد. 4- اغترار الكثير بشعارات (الرافضة) الجوفاء, التي يتبنونها (إعلامياً) وينسفونها(عملياً), كتبنيهم (لقضية فلسطين) التي لم تجد منهم غير الصراخ والصياح, وعداوتهم لأمريكا التي يسمونها (علناً) (الشيطان الأكبر) وهي في الحقيقة لهم (الولي الحميم), ولعل كثيراً من المتابعين ما زالوا يذكرون فضيحة (إيران جيت) التي كشفها جناح آية الله حسين المنتظري عن طريق مجلة الشراع اللبنانية، وتعرض صاحبها لمحاولة اغتيال بسبب نشره لأسرار هذه الصفقة بين إيران – الثورة الإسلامية الشيعية – وبين الشيطان الأكبر, واعتراف نائب الرئيس الإيراني (أبطحي) أنه: لولا إيران لما استطاعة أمريكا أن تسقط كابول ولا بغداد!!. 5- ومن أخطر أسباب ذلك التسلل(الرافضي) وجود أبواق نشاز تدعوا له وتبشر به وتعظم رجالاته ودولته وحركاته وأحزابه التي تعمل لصالحه.وهذه الأبواق منها المخدوع ومنها المأجور, تعمل في ظلام الليل حتى إذا وجدت غفلة من الناس مدت أصابعها كالإخطبوط, ونفثت سمومها كالحية, واستنسرت كالبغاث. وهؤلاء قد يكونون أساتذة ودكاترة أكاديميين, وقد يكونون سياسيين ومحللين ومنظرين, ويظهرون في صور مختلفة وأشباح مشبوهة في فتراتٍ من غفلة المجتمع وانشغاله بهموم أخرى. 6- استغلال حالة الفقر والمخمصة في المجتمعات الإسلامية (السنية), فعبر بناء مشروع صحي أو تربوي أو ثقافي أو غيره .. ينشر (الرافض). و عبر مساعدة الفقراء وكفالة الأيتام والأرامل وغيرهم .. يرفع (شعار التشيع). وعبر استقطاب البعثات العلمية والمهنية وغيرها..يخرج الدعاة والمبشرون إلى (المذهب الشيعي الرافضي الإثني عشري). وبينما يعيش أكثر من 30 بالمائة من الشعب الإيراني في بطالة وفقر, إلا أن دولتهم الغنية تطعم فقراء (إفريقيا) وتكفل أيتام (أندونيسيا) (لتشييعهم). 7- استقطاب بعض المنتسبين إلى (آل البيت النبوي الشريف), من جهة أن مذهب (الرفض) قائم على (الغلو) في حب (آل البيت) رضوان الله عليهم, والمطالبة بحقوقهم ومظلوميتهم .. هكذا تزعم (الرافضة)! وتبني مذهبها الباطل على أقوال وروايات (كاذبة) تنسبها إلى (آل البيت) وهم منها برآء. و(آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم) معلوم فضلهم ومنزلتهم في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وعند أمة الإسلام, والأخيار منهم يعلمون أن مجرد النسب وحده من غير تقوى ولا إيمان ولا متابعة لجدهم سيد ولد عدنان صلى الله عليه وسلم لا يغني شيئاً, بعد أن نزلت {تَبَّتْ ..}, وبعد أن قال صلى الله عليه وسلم لأخص أهل بيته:(..فإني لا أغني عنكم من الله شيئاً). وحاشا الأمة – فضلاً عن الصحابة- أن يجحدوا فضل (آل نبيهم) وقد أوصاهم بهم. بينما لو نظر الواحد من (آل البيت) بإنصاف لمنزلتهم عند (الرافضة) مدعيي حبهم لعلم من يحب (آل البيت) ممن يبغضهم, فعلى سبيل المثال: (الرافضة) تجيز التمتع (بالهاشمية) فأي فضل أبقوا لهم؟!, ويروون أن: قائمهم – المهدي- إذا خرج في آخر الزمان يضع السيف في قريش حتى يفنيهم. فأي حبٍّ هذا الذي يدّعونه لهم ؟!!. فنحن نربأ بأحد من (أهل البيت الكرام) أن يتلوث بعقيدة كان أول من تبرأ منها ومن أهلها سادة (آل البيت) عليّ وبنوه رضي الله عنهم. مع علمنا أن (الرافضة) أخزاهم الله يحاولون ذلك, كما حاولوا مع بعض (آل العماد) وغيرهم من (آل البيت) فأضلوهم بعد الهدى. 8- اتكاء البعض على دعوة (حرية) الرأي والفكر والمعتقد, من غير نظر إلى ما قد تحدثه هذه الحرية (المزعومة) من مفاسد وخراب ودمار. فإن هذه الدعوة تحمل سماً مغلفاً بالعسل! إذ كيف تكون حرية (الفرد الواحد) أو البعض من الناس على حساب وحدة شعب أو دولة كاملة؟؟ أليس من الظلم والفساد تفريق جماعة المسلمين المتحدة فكراً وعقيدةً ومذهباً بزرع بذرة الرفض الخبيثة التي ما ظهرت في مجتمع إلا وفرقته ومزقت شمله؟ وهذا ما هو حاصل في (العراق) و(البحرين) الآن. وليس الخلاف مع الفكر والمعتقد (الشيعي الرافضي) كالخلاف الحاصل بين المذاهب الفقهية (السنيّة) الأربعة وغيرها كما قد يتصوره البعض, ولكن الأمر أعمق من ذلك وأكبر. 9- ما تلعبه السفارات والمكاتب الإيرانية (الشيعية) في البلدان الأخرى من دور كبير وملموس في نشر (الرفض) والترويج له بصور مختلفة, وبصمات الأصابع الإيرانية في (الفتنة الحوثية في اليمن) غير خافية ودور (السفارة) ظاهر. يقول (عبد المهيمن كريم) الداعية السنغالي في مقال له بمجلة البيان عن (جهود الرافضة في السنغال):.. يرجع دخول التشيع وانتشاره –أي في السنغال – إلى جهود السفارة الإيرانية ، فهي التي كانت ولا تزال تتولى مهمة نشر الصحف والكتب واختيار العناصر المؤيدة لإيران لتقديم الدعوات إليها لزيارتها في أعياد الثورة!، ولما تشيعت مجموعة من الناس بواسطة هذه الدعايات ، لعبت (السفارة) دوراً كبيراً في دعمهم ماديّاً وتقديم المعلومات لهم من الكتب والصحف، بل ذهب بعض الناس إلى أنهم كانوا يجتمعون في أول الأمر داخل (السفارة)، ويتلقون فيها الدروس التكوينية حتى أسسوا أخيراً حركة باسم حلقة المثقفين . 10- مداهنة بعض (أهل السنّة) للرافضة رجاء دعوتهم وهدايتهم, أو ظناً منهم أن ذلك يكون سبباً في وحدة الصف وجمع الكلمة!!. وما علم هؤلاء أن (التقية) دين (الرافضة) ويروون:" من لا تقية له لا دين له ". فقوم هذا دينهم ومبدؤهم .. الخداع والمكر والحيل, كيف تنفع معهم المداهنة, فهم يتلونون كالحرباء, لا تنفع معهم إلا الصراحة وكشف أباطيلهم وضلال فكرهم ومعتقدهم, (والله غالب على أمره). وسيكون لنا مع (الشيعة والتشيع) جولات أخرى – بإذن الله –.