المجلس العسكري سرق ثورة مصر.. واللقاء المشترك سرق ثورة اليمن!! البديل هو الزحف الثوري إلى القصر الجمهورية كما حصل مع مبارك ولا بُد من محاكمة أركان النظام لا مشاركتهم السلطة «الحصانة» مقايضة فاشلة بين «صالح» و«المشترك» وسأصدر كتاباً عن دور «صالح» في مقتل الحمدي أمريكا تريد نظام حكم إسلامي بلا أنياب على النمط السعودي والتركي والقطري أبرز الصعوبات التي واجهت اللجنة اختلاف وجهات النظر بين الحراك وباقي الثوار لعل أبرز ما أوضحته ثورات الربيع العربيّ الساخن هو مدى تداخل شعوب المنطقة العربية وتفاعلها مع بعضها البعض، فليسَ أدلّ من تصدُّر الثورة تلقائياً من بلد عربي إلى آخر بمجرد قيامها، وما يتبع ذلك هو التضامن العربي لدى الأقطار العربية مع القطر الذي يعيش حالة الثورة. اللجنة الشعبية المصرية لمناصرة الثورة اليمنية إحدى النماذج الأكثر وضوحاً لهذا التضامن، ولهذا كان لنا هذا مع رئيسها عادل الجواجري، وهو صحافي ومحلل سياسي ورئيس لتحرير جريدة الأنوار.. ويتحدث الجواجري الذي ألف 14 كتاباً سياسياً منها: كتاب "اليمن فوق البركان"، بحماس عن الثورة الشبابية السلمية باليمن، فهو كان أحد أوائل السياسيين العرب الذين طالبوا بسقوط علي عبدالله صالح في العام 2008 حينما قال: إن التخلص من علي عبدالله صالح واجب قومي وعربيّ!. ما هو موقع الثورة اليمنية على خارطة الثورات العربية؟ - لا شك أن ثورة الشعب اليمني العظيم لها خصوصيتها، ومكانتها المرموقة بالنظر إلى شعبيتها الجارفة وسلميتها، فرغم وجود 60 مليون قطعة سلاح من كل الأحجام، إلا أن الثورة استمرت سلمية، رغم محاولة النظام الفاسد جرها إلى (العسكرة) أو تحويلها إلى مجرد خلافات ومنافسات على السلطة داخل بيت الأحمر، لكن شباب الثورة – وهم وقودها – أكدوا على شعبيتها وسلميتها، من خلال توسيع رقعة التظاهرات والاعتصامات في 17 محافظة والتمسك بمطالب سياسية، وجماهيرية تتجاوز وقدرة أحزاب المعارضة أو أي طرف آخر على مصادرتها. ما أوجه الشبه بين ثورتي مصر واليمن من وجهة نظرك؟ - هناك جوانب مشتركة عديدة أهمها الشعبية والسلمية، والمطالب الواحدة، لكن الثورة المصرية كانت أسهل في بلوغ الهدف، ثم واجهت صعوبات، بينما كانت ثورة اليمن أًصعب لوجود السلاح، والقبائل المسلحة، ووجود نظام حكم لا يعترف إلا بالقوة، لذلك الثورة اليمنية كانت أعقد، واستمرت فترة أطول، كما يُلاحظ أن العسكريين في مصر سرقوا الثورة ومثلهم فعلت أحزاب اللقاء المشترك التي سرقت أيضاً ثورة اليمن، وهكذا في ثورات العرب، نقوم بالثورة في أجمل صورها ثم تأتي الغربان لاختطافها. ما هو تقييمك لمسار الثورة اليمنية بعد تشكيل حكومة الوفاق الوطني؟ - الثورة لابد وأن تستمر؛ لأنها لم تحقق أهدافها السامية بعد، فلازال النظام القديم الفاسد يحكم ويتحكم لاسيما في القوات المسلحة والخارجية، وهي مفاصل مهمة في الحياة السياسية ناهيك عن وقوع الأجهزة الأمنية الحساسة في يد عصابة أبناء الرئيس المخلوع، كما أن أقطاب النظام وأركان الفساد لم يحاكموا بعد، ولا توجد ثورة في العالم لم تحاكم الفاسدين الظالمين إلا وتعتبر ثورة فاشلة، والمسألة ليست مجرد انتقام ممن أفسدوا، وإنما تطهير المجتمع من الفاسدين والتأسيس لمجتمع القيم والأخلاق والتنمية والحداثة. هل تعتقد أن تشكيل الحكومة سيعمل على تحقيق أهداف الثورة؟ - تشكيل حكومة الوفاق الوطني أضرّ بالثورة؛ لأنه جعل الحزب الفاشل (المؤتمر) شريكاً في الحكم، وجعل أحد أقطاب النظام رئيساً مؤقتاً، ولم تقم وزارتا الداخلية والعدل بفتح تحقيق في جرائم علي عبدالله صالح وعصابته، ناهيك عن أن فكرة بقاء النظام القديم يعني أن الثورة لم تصل بعد إلى القصر الجمهوري، والبديل هو الزحف الثوري تجاه القصر الجمهوري، كما حصل في مصر حين لم يستسلم مبارك، إلا بعد أن تحرك الثوار تجاه قصر الحكم في مصر الجديدة، ومهما كانت التكلفة لابد من اعتقال رأس النظام وأركان الحكم ومحاكمتهم وليس مشاركتهم السلطة. ما رأيك بالمبادرة الخليجية، وكيف تقرأ دور المملكة السعودية في الثورة اليمنية والثورات العربية عموماً؟! المبادرة الخليجية هي أصلاً سعودية تم ترتيبها بين أهل الحكم في السعودية وعلي عبدالله صالح، لذلك لا يمكن اعتبارها إقليمية ولا دولية، هي مبادرة لإنقاذ السعودية أكثر منها لإنقاذ النظام الفاسد في صنعاء؛ لأن نجاح الثورة الشعبية على حدود السعودية يرشح لانتقال رياح الثورة إلى هذا البلد المتخم بالفساد بكل صورة، وقد دفعت السعودية مليار دولار للإنفاق على تظاهرات مؤيدة للنظام في ميدان السبعين، والغريب أن عائلة علي صالح نهبت نصف المبلغ، وأنفقت الباقي في مناورات أسبوعية للإيحاء بأن هناك جماهير تؤيد وتدعم النظام، وبشكل عام لم تؤيد السعودية ثورتي مصر وتونس، لكنها دعمت التدخل الغربي في ليبيا وسوريا نكاية في النظم التي واجهت النفوذ السعودي في العقدين الماضيين. كيف تفهم الحصانة كما وردت بالمبادرة؟ وهل ستضمن عدم محاكمته على الجرائم الجنائية التي ارتكبها صالح ونظامه طوال السنوات الماضية؟ - الحصانة هي نوع من المقايضة بين أحزاب اللقاء المشترك وعلي صالح وهي مقايضة فاشلة؛ لأن الثورة الشعبية اليمنية العظيمة لن تتخلى أبداً عن خيارها التاريخي في محاكمة أركان النظام عن جرائم لا تسقط بالتقادم ولا يجوز لأحد ولا شرعية لأحد في التنازل عن الدم اليمني الذي سفك والأعراض التي انتهكت والثورة التي نهبت، ونحن كناصريين لن ننسى دماء الشهداء بدءاً من الرئيس البطل إبراهيم الحمدي وصولاً إلى آخر شهيد في عدن أو تعز أو صنعاء، فقد بات معروفاً أن صالح شارك في مؤامرة قتل الحمدي وهناك كتاب أعددته سيصدر قريباً فيه وقائع مذهلة عن دور صالح في قتل الحمدي وشقيقه. هل ستعمل الثورات على تحقيق انتقالات نوعية في حياة الشعوب أم أنها ستغير في الوجوه دون السياسات؟. - الثورة هي حركة تغيير المجتمع جذرياً، أي هدم النظام القديم وبناء نظام جديد، وإذا لم تحقق الثورة هذا الهدف لا تكون ثورة، والنماذج عديدة لعل أهمها ثورة عبدالناصر الشعبية في عام 1952 في مصر، وهي التي غيرت وجه مصر والمنطقة والعالم، لذلك تكالبت عليها قوى الاستعمار بغرض إجهاضها، ولم تفلح إلى أن أجهضها السادات ومبارك المدعومين من السعودية وأمريكا، ولست أشك أن الثورة اليمنية سوف تنتصر وتزيح هذه الطائفة الفاسدة من الحكام بشرط استمرار التصعيد الثوري وعدم الاقتناع بأحزاب قديمة هي أصلاً جزء من النظام السابق ولا تريد سوى تعديلات، أو مجرد تجميل وإصلاح للنظام، أما الثورة فهي الإطاحة بالنظام نفسه وبناء نسق اجتماعي، ديمقراطي، حضاري جديد. بماذا تفسر نجاح الإسلاميين في الوصول إلى السلطة بنسبة كبيرة من خلال الانتخابات في هذه المرحلة؟. - الإسلاميون نجحوا لثلاثة أسباب: أولاً: اللعب على أفكار الناس البسيطة عن الدين وضرورة تطبيق الشريعة الإسلامية، ويجوز القول إنهم استفادوا من الأمية الثقافية السائدة في الوطن العربي من موريتانيا إلى اليمن والصومال. العامل الثاني: هو أنهم حصلوا على تمويل ضخم من السعودية وقطر ودول أخرى، مكنتهم من إقامة مشاريع خدمية في الريف والمناطق الشعبية العشوائية. العامل الثالث: صراعات الأحزاب القومية والليبرالية وانشقاقاتها، وهو أمر أفسد قدرتها على الحركة الجماعية، ومن ثم التأثير في المشهد السياسي، لكن مع ذلك أؤكد أن نجاح الإسلاميين مؤقت ومرحلي، وسوف تتغير الكيمياء السياسية في فترة قريبة. ما الذي استجد لترضى الولاياتالمتحدة عن وصول الإسلاميين للسلطة ودعمهم من خلال قطر وإعلامها؟. - أمريكا تريد نظام حكم إسلامي بلا أنياب على النمط السعودي والتركي والقطري، فهي تحكم باسم الدين، وتزعم أنها تطبق العدالة، لكنها في الواقع تصب في مصلحة الرأسمالية العالمية والغرب والصهيونية، وانظر إلى تركيا كيف أنها لم تقطع علاقاتها مع العدو الصهيوني رغم جرائم العدو، وانظر إلى قطر عراب التطبيع الإعلامي والتجاري، بينما تزعم أنها تدعم الثورات العربية أنه عالم عجائبي وعبثي. ماذا عن اللجنة الشعبية المصرية لمناصرة اليمنية التي تترأسها؟ كيف نشأت فكرة إنشاء اللجنة؟ وما هي أهدافها، آلية عملها، وما الذي قدمته حتى الآن، مع ذكر أبرز الصعوبات التي تواجهها؟. تأسست اللجنة المصرية لدعم الثورة اليمنية في مطلع شهر إبريل 2011 كمبادرة قومية، سرعان ما جمعت مثقفين وإعلاميين من مختلف التيارات السياسية. مقرها هو مقر المركز العربي للصحافة والنشر بشارع فيصل بالجيزة. تضم حالياً حوالي 200 من رموز الحركات السياسية المصرية وانضم إليها يمنيون يقيمون في القاهرة. واللجنة شاركت في التظاهرات أمام سفارة اليمن بالقاهرة، ونظمت عدة ندوات عن المستقبل بعد الثورة اليمنية ومقررها العام هو عادل الجواجري.. أما أبرز الصعوبات التي واجهتنا فهي اختلاف وجهات النظر بين الثوار، حول أسلوب العمل وأولويات المرحلة خاصة بين شباب الحراك الجنوبي وباقي الثوار.