بالامس .. الاثنين 23 سبتمبر 2013م احتفلت المملكة العربية السعودية بمرور 81 سنه على ترسيخ وحدتها الوطنية في 21 جماد الثانية 1351ه الموافق 23 سبتمبر 1932م . أي الذكري ال 83 بحسب التقويم الهجري لوحدة مالا يقل عن ثلثي الجزيرة العربية على يد الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود ، الذي بداء مسيرته لتوحيد ذلك الشتات المتناثر و المتصارع بين تلك الإمارات و الكيانات القبلية و العشائرية – المتناحرة لحساب القوي الدولية عشية الحرب العالمية الأولي .. على اثر اقتحامه لحصن المصمك في الرياض في 5 شوال 1319ه الموافق 17 يناير 1902م . ● ثلاثون عاما مابين اقتحام المصمك وإعلان توحيد المملكة العربية السعودية عشية الحرب الثانية في 23 سبتمبر1932م مليئة بالأحداث والمعارك العسكرية والسياسية لم تنل من همة هذا الرجل رغم مختلف العروض و الإغرائات الدولية .. لم تزده إلا تصميما على مواصلة كفاحه على مختلف الجبهات بما فيها الجبهة الداخلية ، التي اهتزت عدت مرات وهو قاب قوسين من تحقيق هدفه في سباق قاسى ومعركة اقسي مع عامل الوقت وفي تقديره .. بحسب قراءتي لتلك المرحلة – ألذاتية والتي لا أجد لم تعرض لسيرة هذا القائد التاريخي مبررا لتجنبها ، الصراع الدولي الذي أعقب الحرب العالمية الأولى و أفضى إلي الحرب العالمية الثانية بعد إعلان توحيد سلطنة نجد ومملكة الحجاز وبقية المناطق التي استطاعت همة هذا القائد اخضاعها لحكمه من خلال مسارين الأول ويتمثل في تحريرها من حكم أمراء العشائر و الثاني عن طريق توفير الأمن والاستقرار من خلال المساواة في المواطنة وعدل الشريعة الإسلامية .. بالإضافة إلي التسامح مع خصومة من حكام وأمراء العشائر في تلك المناطق المتناثرة على ارض جزيرة العرب . ● استعادة الرياض و بسط سلطان عبد العزيز على نجد .. ما كان ليتم لو لا الحنكة السياسية التي تميز بها والتي تمثلت في استغلاله لانشغال القوي الدولية بصراعاتها قبل وبعد الحرب العالمية الأولي 1914م – 1918م التي شهدت سقوط امبراطوريات أوربية وأدت إلي تغير خرائطها السياسية .. في تزامن مع تغيير خارطة الجزيرة العربية .. القادم من فيافي الدهناء بعد توحيد قبائلها وحشد باديتها في اتجاه الحجاز .. المضطربة أوضاعها السياسية والأمنية حني بويع في 8 يناير 1926 من قبل مجلس الشورى الحجازي و النخب و القبائل بهي ملكا علي الحجاز ولقب يومها بسلطان نجد وملك الحجاز .. واعترفت بهي قوي ما بعد الحرب العالمية الأولي ومنها الاتحاد السوفييتي . ● رغم ذلك الاعتراف .. التنافسي لكسب وده وربما النفوذ داخل الجزيرة العربية المطوقة من باب المندب في الجنوب الغربي و حني الكويت و العراق بالنفوذ البريطاني .. وفي ظل صراع قوي ما بعد الحرب الأولي الذي سبق الحرب العالمية الثانية في سبتمبر1939حتي أدرك حجم خطورة المتغيرات على ما حققه خلال ثلاثة عقود ليعلن وحدة المملكة العربية السعودية في 23 سبتمبر 1932م . ● هذا اليوم لم يجنب المملكة السعودية مخاطر إطماع القوي الدولية بل وجنبها أن تكون احد ساحات معاركها الشرسة وعزز استقلالها وعلاقاتها الدولية في لقاءه بالرئيس الأمريكي روزفلت في 14 فبراير 1945م علي ظهر الفرقاطة الأمريكية (كوينسي) في البحيرات المرة بقناة السويس في إعقاب مؤتمر يالطا.. بين القوي المنتصرة في الحرب . لتبدءا مرحلة جديدة من ترسيخ الوحدة السعودية على جبهة مختلفة .. هي التنمية والتحديث التي واصلها أبنائه سعود و فيصل وخالد و فهد و عبدالله .. ونشاهدها حية لا في هذه المدن وعمرانها المرفرفة في هذا اليوم على أعمدتها الرايات الحاملة لشعار التوحيد .. التي توحدت خاض عبد العزيز معاركة تحتها ووحد المملكة في 23 سبتمبر 1932م بها .. لتتغير خرائط الجزيرة العربية يومها ويفرض على القوي الكبرى تغيير خرائط استراتيجياتها . ● هذا سبتمبر السعودي الذي غير خرائط واستراتيجيات في جزيرة العرب 1932م ولعله ليس من قبيل الصدفة أن يأتي سبتمبر اليمني و بعد ثلاثين سنة في26سبتمبر1962لتشهد الجزيرة العربية متغيرات كبري انتهت بتحطم القوس البريطاني الممتد من باب المندب بمحاذاة بحر العرب جنوبا وعلي الخليج و حتى الكويت شرقا لتدخل المنطقة مرحلة جديدة من الصراع الاستراتيجيات ،لا أظن أن مايجري على ارض اليمن الذي سيحتفل بالذكري الخمسين لثورة سبتمبر 1962م إلا انعكاسا لها وربما يتجاوز ذلك بكثير حيث تطمح بعض القوي إلي استعادة شيئا من نفوذها الذي خسرت .. في شهر المتغيرات الكبرى على ارض جزيرة العرب !! . ● هذا ما خرجت به من تجوالي عصر 23 سبتمبر 2013م في متحف الملك عبد العزيز.. يرحمه الله بمدينة الرياض ! .