مثنى الجادرجي: منذ أکثر من عامين، يعتصم قرابة 300 شخصمن أفراد الجالية الايرانية المتواجدين في اوربا أمام المقر الاوربي لمنظمة الاممالمتحدة في جنيف و هم يطالبون المنظمة و من خلالها المجتمع الدولي بالتدخل الحازملمنع وقوع کارثة إنسانية بحق سکان أشرف و ضمان أمنهم و حياتهم من التهديدات والاخطار المحدقة بهم هؤلاء المعتصمين الذين يتکونون من أفرادمن إختصاصات و أعمار شتى، تجمعهم إرادة صلبة و قناعة و إيمان کامل بمطاليبهم العادلة التي يطالبون المجتمع الدولي بها، وهم يقفون بثبات صامدين أمام مختلفحالات الطقس و المناخ من دون أن يأبهوا لذلك وانما الذي يهمهم هو أن تصل رسالتهمالى المجتمع الدولي و يتلقون إجابتها بصورة عملية من خلال إجراءات مدعومة بالقانونالدولي تضمن أمن و سلامة سکان أشرف الذين قد تم نقل قسم کبير منهم الى مخيم ليبرتي،والامر الملفت للنظر أن المعتصمين لم ينهوا إعتصامهم على الرغم من توقيع مذکرةالتفاهم الخاصة بالحل السلمي لمشکلة معسکر أشرف بين الاممالمتحدة و الحکومةالعراقية أواخر عام 2011، إذ يبدو أن الظروف و الاحداث علمتهم الکثير من المعاني والعبر، خصوصا فيما لو کانت الحکومة العراقية التي وقعت المذکرة حليفة استراتيجيةللنظام الايراني، ومن هنا فقد إستمر الاعتصام و إستمروا في التأکيد على المطلبالاساسي بضمان أمن و سلامة السکان من أية أخطار او تهديدات محدقة بهم لکنهم رفعوافي الايام الاخيرة شعارا و مطلبا جديدا تجلى في المطالبة بتحويل مخيم ليبرتي منمخيم مؤقت الى مخيم دائمي ريثما تتم إجراءات نقل سکان ليبرتي الى دول ثالثة، وهيإجراءات طويلة و معقدة و تأخذ زمنا طويلا کما هو الحال معها دائما، ولهذا السببفإن بقاء سکان ليبرتي في ظروف إستثنائية تسلبهم حقوقهم کطالبي لجوء سياسي أمر لابدمن إعادة النظر فيه من خلال جعل المخيم دائميا ريثما يتم نقل الجميع. هذا الاعتصام الذي وللأسف البالغ لم يلتفتإليه الاعلام العربي و يعطه حقه، أثبت للعالم صدق تنبؤاته و توقعاته و کذك مصداقيةتخوفه من الظروف و الاوضاع المحيطة بسکان أشرف و ليبرتي على حد سواء، حيث أن صحيفةالسياسية الکويتية و بناءا على مصادر سياسية مطلعة في بغداد، کشفت النقاب عن أنالنظام الايراني قد طلب من رئيس الوزراء العراقي نوري المالکي في زيارته الاخيرةلطهران خلال الاسبوع الماضي، تسليمها نحو 166 شخصا بينهم نساء من منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة، هذه المصادر ذکرت ان النظام الايراني يحاول إستثمار توقيت تصاعد الخلافات بين المالکي من جهة و بعض حلفائه في التحالف الوطني الشيعي والزعيم الکردي مسعود البارزاني و زعيم ائتلاف العراقية أياد علاوي من جهة ثانية،لإجبار رئيس الوزراء العراقي على تلبية طلبها بجدية و بسرعة مقابل دعم بقائه في المنصب. الامر الخطير في المسألة، أن هذه المصادر قد حذرت من أن بعض الميليشيات الشيعية و بتنسيق مع خلايا قوات القدس الارهابية داخل العراق تتحرك لخطف قيادات منمجاهدي خلق من معسکر أشرف ليتم نقلها الى داخل إيران. من هنا، فإن ضرورة إلتفات المجتمع الدولي الى أمن و سلامة سکان أشرف و ليبرتي، واجب إنساني و قانوني و أخلاقي قبل کل ذلك منأجل الحيلولة دون وقوعهم في قبضة نظام قمعي معروف و مشهور بإنتهاکاته المستمرةلأبسط مبادئ حقوق الانسان و قد سبق وان تمت إدانة هذا النظام من جانب الجمعيةالعامة للأمم المتحدة و الهيئات و المنظمات الانسانية و الحقوقية الاخرى 58 مرة،ومن الواجب أيضا تحذير الحکومة العراقية و شخص رئيس الوزراء نوري المالکي من مغبةحدوث هکذا عملية إرهابية وانه و الحکومة العراقية سيتحملان المسؤولية کاملة عن ذلك.