يونس آيريس – فرانس برس يعد نهر رياتشويلو من المواقع العشرة الأكثر تلوثاً في العالم، بحسب منظمة "الصليب الأخضر البيئية"، وهو يفصل بيونس آيريس عن ضاحيتها الجنوبية التي تضم خمسة ملايين نسمة في أحيائها الفقيرة ومصانعها. ومياه هذا النهر الممتد على 60 كيلومتراً داكنة اللون وهي تنقل المعادن الثقيلة السامة والنفايات لتصب في مجرى "ريو دي لا بلاتا". ويمر هذا النهر الذي تنبعث منه رائحة كريهة في حي لا بوكا الشهير الذي يتوافد إليه السياح لزيارة شوارع حي كامينيتو في الهواء الطلق، حيث ولد التانغو وملعب نادي "بوكا جونيورز" المعروف باسم "لا بومبونيرا". وتحوي مياه رياتشويلو مستويات من الزئبق والزرنيخ والزنك والرصاص تزيد عن المعدل المسموح به بنسبة 50%، بحسب معطيات "غرينبيس" وغيرها من الجمعيات البيئية. وهذه النسب المرتفعة من المواد الملوثة تعرض سكان المناطق المجاورة للنهر لخطر الإصابة بأمراض جلدية وتنفسية. ويعتبر حي فيلا إنفلامابليه المنطقة الأكثر تأثرا بالتلوث، وهو يقع بالقرب من المجمع البيتروكيميائي "دوك سود" الذي يرمي في المياه كمية كبيرة من النفايات الكيمياوية. محاولات إزالة التلوث باءت بالفشل وتعود أولى محاولات إزالة التلوث من النهر للعام 1810 وقد منيت عدة مبادرات أخرى من هذا القبيل بالفشل، لكن في العام 2008 ألزمت المحكمة العليا السلطات باتخاذ تدابير عاجلة، فتحسن الوضع قليلا. وتتسبب النشاطات الصناعية في وحدات معالجة الجلد ومصانع إنتاج المنتجات الكيمياوية ب95% من التلوث، بحسب المعطيات الرسمية. و35% من سكان المنطقة لا يتمتعون بنفاذ إلى شبكة مياه الشرب، كما أن 55% منهم لا يتمتعون بنظام صرف صحي. وقال الغواص المحترف غييرمو بالبي إن "الغوص في مياه رياتشويلو أشبه بالغوص في مياه سوداء مجلدة". وعندما تتساقط الأمطار الغزيرة على بيونس آيريس، تتشكل برك مياه في الأحياء وتنقل في طريقها إلى رياتشويلو النفايات على أنواعها وتنبعث منهار روائح جد كريهة لدرجة أن السكان يبقون نوافذهم مغلقة. وكشفت الهيئة المعينة بمنطقة حوض ماتانزا رياتشويلو التي تضم بلدية بيونس آيريس والحكومة الفيدرالية ومقاطعة بيونس آيريس أنه أزيل من النهر 190 ألف طن من النفايات حملت في 12 ألف شاحنة. أما وزير البيئة الحالي، خوان خوسيه موسي، فهو أكد في مارس أن التلوث سيزال بحلول العام 2016 في ما يخص النفايات الصناعية والمنزلية ومياه المجارير. وتعتبر "غرينبيس" أن هذه التصريحات بعيدة عن الواقع في ظل غياب معايير تفرض على الشركات. وقد كشفت المنظمة البيئية أنه "لم يسجل أي تقدم منذ العام 2008 على صعيد نوعية المياه ومستويات سميتها التي لا تزال جداً مرتفعة. وينبغي على كل من الحكومة الوطنية وسلطات مقاطعة بيونس آيريس توفير الموارد المالية اللازمة لإزالة التلوث من النهر.