لن يختلف اثنان على إن وجود الثكنات العسكرية داخل المدن يشكل خطرا ثبت بالدليل القاطع حدوثه فالأحداث التي جرت خلال الفترة الماضية ابرزت بجلاء حجم هذا الخطر الذي يهدد أمن المدنيين وكان آخرها وليس بالأخير بالطبع مجزرة الضالع البشعة التي اثارت مشاعر كل انسان تجري في عروقه دماء بشرية وقد سبقتها سلسلة من الإعتداءات من قبل العسكر الذين يفترض تواجدهم في أماكن أخرى على أطراف البلاد بحسب وظيفتهم ليحموا أرواح وممتلكات المواطنين وليس العكس . وحامية المكلا تحتل مكانا بالغ الأهمية وسط مدينة المكلا وتطل على أحياء شديدة السخونة في احداثها وكانت في الأيام الماضية مثار هلع ورعب مواطني هذه الأحياء حيث اضطر البعض منهم الى مغادرة مساكنهم جراء تلك الأحداث . من هنا ومن منطلق إن الشعب هو صاحب الأمر وصاحب الكلمة العليا التي يجب إن يخضع لها من يقوده جاءت فكرة تحويل مصدر الرعب هذا الى مصدر اطمئنان يعود بالنفع على اهل هذه البلدة الطيبة ومن جاورها من البلاد وليس أحق بهذا المكان من إن يكون بلسما لجراح ودواء لعلل كأن يكون مدينة طبية تتوفر بها كافة المنشآت والمعدات والتجهيزات والفضاءات المكانية للتوسع المستقبلي . وفكرة المدينة الطبية ليست بالجديدة فهي حلم جميل تم اعداد خطوطه العريضة من قبل ثلة من الأكاديميين بكلية الطب جامعة حضرموت كما تم تجهيز كل متعلقات المشروع ومتطلباته وكانت العقبة الأولى وجود المكان اما التمويل فان مشروعا كهذا سيلقى بالتأكيد اهتماما كبيرا لدى مختلف القطاعات الداعمة وقد بدأ بالفعل . ايضا فمشروع المدينة الطبية هذه مقرر له إن يكون نواة لجامعة طبية تليق بأسم حضرموت العريق وتضم كل التخصصات الطبية وتخدم القطاع العريض من ابنائها . وكمواطن حضرمي اولا ثم كطبيب واكاديمي ورئيس لنقابة أعضاء هيئة التدريس بجامعة حضرموت اتقدم بهذا المقترح مدعوما بالخطوات العملية التالية: اولا البدء في حملة شعبية لجمع التوقيعات من كل سكان حضرموت تأييدا لهذا المطلب. وكي نكون عمليين فانني اقترح إن تقوم كل منشأة صحية في ربوع حضرموت ( مستشفى , مركز صحي , وحدة صحية . أدارة صحية وغيرها ) بتخصيص موقع محدد لجمع التواقيع كما تقوم المواقع الإلكترونية المختلفة بتنزيل استبيان حول هذا المطلب تؤخذ نتيجته كوثيقة مع جملة التوقيعات . ثانياً نعتبر هذا الموضوع رسالة موجهة للمسئولين في المحافظة وعلى رأسهم محافظها بعدم التصرف في هذه الأرض لأي غرض كان ويتم البدء فورا بتشكيل لجنة لتسليم الموقع لجامعة حضرموت ثالثا تتحمل جامعة حضرموت وكلية الطب مسئولية تشكيل لجنة لمتابعة هذا الموضوع مع الجهات الرسمية من جانب ومع المانحين من جانب آخر للتعجيل باخراج هذا المشروع لأرض الواقع حيث إن كل الأمور التحضيرية للمشروع شبه جاهزة لدى كلية الطب . وأنا شخصيا على اتم الإستعداد للقيام بأي عمل يصب في تحقيق هذا الحلم الجميل الذي ستطوي به حضرموت صفحة من التشاؤم لتفتح آفاقا واسعة من جوانب الخير والتفاؤل الذي تستحقه حضرموت وأهلها الطيبين الذين كانوا على الدوام أدوات بناء في شتى أرجاء المعمورة