لفتة كريمة ورائعة أقدمت عليها الإدارة العامة للأعلام جامعة حضرموت بالتنسيق والتعاون مع إذاعة المكلا لإقامة الاحتفالية الباذخة التي احتضنتها قاعة الأستاذ الدكتور علي هود باعباد رحمة الله للمؤتمرات والمعارض الدولية ذكرى العاشرة لهذا البرنامج وإذاعة الحلقة (500 ) من عمر هذا البرنامج المديد الذي يعده ويقدمه الأستاذ الدكتور / عبدا لله صالح بابعير الأكاديمي وخبير اللغة العربية ، والحقيقة أن هناك عدد من البرامج اللغوية التخصصية كانت ملء السمع والبصر ويتابعها بحب وشغف الملايين من المستمعين على طول البلاد العربية وغيرها من البلدان العربية وغيرها من البدان نشير إلى نموذجين على سبيل الاستدلال ليس الا البرنامج الشهير ( قول على قول ) الذي يعده ويقدمه من هيئة الإذاعة البريطانية القسم العربي ( BBC ) الإعلامي واللغوي الفلسطيني حسن الكرمي وقد حظي هذا البرنامج بشعبية طاغية لدى إعداد واسعة من المستمعين في فترة السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي أما النموذج الآخر فهو البرنامج اللغوي الشهير لغتنا الجميلة الذي يعده ويقدمه الشاعر والغوي فاروق شوشه وهو برنامج يومي يذاع من إذاعة القاهرة استمر على مدى ستة أعوام وقدمت من ألفين 2000 حلقة وقد كلل هذا الجهد في أن يصدر كتاب من ستة أجزاء وكانت كليشة البرنامج تتضمن البيت الشهير لشاعر النيل حافظ من مطلع قصيدته ( اللغة العربية تنص حظها ) أنا البحر في احشائة الدر كامن ، فهل سألوا الغواص عن صدفاتي ، الفعالية أقيمت برعاية كريمة من قبل الأستاذ الدكتور محمد سعيد خنبش رئيس جامعة حضرموت واستهلت بتلاوة عطره من آي من الذكر الحكيم وكلمة الإدارة العامة للإعلام بالجامعة ألقاها الأستاذ / أحمد زين باحميد المدير العام للإعلام وكذا كلمة للزميلة أفراح محمد جمعة خان مدير عام إذاعة المكلا وكلمة اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين بساحل حضرموت ألقاها الدكتور / عبدا لقادر علي باعيسى نائب رئيس فرع الاتحاد وتوجت الكلمات بكلمة راعي الاحتفالية الأستاذ الدكتور / محمد سعيد خنبش رئيس الجامعة ، أما كلمة المحتفى به الأستاذ الدكتور عبدا لله صالح بابعير فكانت تحفة أدبية ولغوية تحلى فيها الإبداع وشدت أنظار الحضور على مدى عشرين دقيقة في حالة من الإصغاء من قبل الحضور ، نادراً ما يحدث ونقتطف مقاطع من هذه الكلمة ( يشرفني في هذا الصباح ، أن أكون في هذه الاحتفالية التي ينظمها الإدارة العامة للأعلام بالجامعة بالتنسيق مع إذاعة المكلا بمناسبة النصف الأول من الألفية الأولى من عمر البرنامج ( في رحاب لغة الضاد ) هذا البرنامج الذي يمتد في الزمان إلى عام 1998م حين أذيعت الحلقة الأولى في يوم الاثنين 4 مايو 1998م ثم انقطع البرنامج مابين عامي 2000 2004م واستمر بعد ذلكم التاريخ إذاعة المكلا تاريخي معها ليس مرتبطاً بهذا البرنامج إذاعة المكلا جزء مني وأنا جزء منها ، أنا ارتبطت بالإذاعة قبل ارتباطي بالجامعة عندما كنت معلماً في التعليم العام إذاعة المكلا كنت مساهما فيها للتصحيح اللغوي لنشرات الإخبار وبعض البرامج في زمن يمكن أن نصفه بأنه الزمن الجميل ، الزمن الذي كنا فيه نعطي ولا نأخذ شيئاً الإذاعة بالنسبة لي جزء مهم جدا وارتباطي بكل طاقمها كل الزملاء الأعزاء افخر بهم وأعزهم . في عام 1998م وضعت على فكرة الاشتراك في خارطة البرامج لإذاعة المكلا وان لايكون وجودي فيها مقتصراً على التصحيح اللغوي فجاءت فكرة إعداد هذا البرنامج وكنت في البداية كذلك فهذه الدروس ستتوجه إلى فئة مخصوصة هي فئة المختصين في اللغة العربية وستكون الاستفادة منها محدودة وقليلة فجاء التفكير إن يكون هذا البرنامج شاملاً لأوجه المعرفة اللغوية ، تقدم هذه المعرفة الثقافة اللغوية إلى جمهور المستمعين بمختلف ثقافاتهم وتباين مستوياتهم لكي يحصل كل منهم على فائدة ، ولهذا كنت أجد في كثير من الأحيان أن هناك من يستمع إلى هذا البرنامج من ربات البيوت وسائقي السيارات وعامة الناس يصنعون أسئلة في الشارع عن كلمات معينة وما مدى صمتها وهل هي صواب أو خطأ ، فأحسنت إن هناك شيئاً من الغرض الذي أقيم من أجلة البرنامج قد تحقق والحقيقة أن هناك عوامل نجاح تضافرت لهذا البرنامج وهي تشاركيه أولاها المديرون الدين تعاقبوا على هذه الإذاعة بدءاً بالزملاء محمد علي عمرة وحسين محمد بازياد وسالم علي الشاحت وعلي صالح باقي وآخرهم الزميلة أفراح محمد جمعة خان قد حرصوا كل الحرص أن يبقى هذا البرنامج في الخارطة البرامجية وهذا شئ يستحقون علية الشكر والثناء إضافة إلى الجهد الذي بذلاه منفذي ومخرجي هذا البرنامج وهما مهندسي الصوت الرائعين عبدا لله السيود الذي نفذ واخرج 125 حلقة من هذا البرنامج وواصل المشوار بعده أسامة عمر جابر الذي أنجز واخرج 375 حلقة ولازال يواصل عطاؤه في هذا الجانب فلهما كل الشكر والثناء . كما أشير في هذا الصدد إلى الزميل أحمد زين باحميد المدير العام للإعلام بالجامعة التي كانت الاحتفالية التكريمية لهذا البرنامج من بنات أفكاره وبذل جهداً في المتابعة مع قيادة جامعة حضرموت وإذاعة المكلا في أن تحققت على الواقع هذه الاحتفالية الباذخة والذي تجسد فيها الوفاء والعرفان في أبهى معانيه وأجل صوره .