نعم … (انددع) رجل مكلاوي خمسيني, اشتهر بهذا اللقب, اسمر اللون,في شفتيه بقع وردية, إذا لم تكن من علامات البرص فهي من أقاربه, لا يعد من قبيلة (المنغوليين) وان كانت استدارة وجهه وبروز جفنيه تجعل المتسرع يحسبه منهم, أو تابعا لهم, كما لا يحسب من المجانين(الأقحاح) لكن ثمة شبهات تحوم عليه. يعمل (انددع) حمالا, مؤهلاته العضلية ساعدته على هذه المهنة, بيد أنه غير ملتزم في عمله , ويعوض العجز المالي في حياته الخاصة بما يجود به تجار المدينة. (لانددع) هواجسه النفسية الغامضة يعبر عن بعضها في وريقات يلتقطها من فضاء السبيل,في هذه الوريقات يلعب مع نفسه لعبة الجنة والنار كما يراها ويتوهمها , جنة (انددع) وناره معدة لصنف واحد من الناس ,هم تجار المدينة , فهؤلاء بحسب وثائقه يدخلون الجنة ويخرجون منها إلى النار في اليوم الواحد أكثر من مرة, لا يكتب في وريقاته أسباب دخول التجار الجنة أو خروجهم منها , إنها جنته وناره, وعندما نسترق النظر أو نستدرجه لكشف وثائقه نجد أن باعيسى وبادحمان وباصم وباطاهر في النار بينما نجد باجابر والناخبي وباعوم والشرفي وباحجري في الجنة ,ويتبادل هؤلاء المواقع, وتتعد الأسماء الداخلين جنة (انددع) وناره بحسب ما يراه ويقرره ,ويتذوق تجار المدينة حلاوة هذه الجنة ويكتوون بنارها, فربما أصحاب جنة الصباح يكونون مع أهل النار في المساء, وهكذا ,وهناك أسماء لبعض التجار المشهورين(بالحرص الحاد) تتكرر في خانة أهل النار مما يدل على أن الأمر لا يخضع فقط للهواجس . وإذا كان (لانددع) ناره وجنته التي خصصها لصنف التجار , فهناك من يرى الجنة بغير عين (انددع) وظنونه من ذلك من يرى قرب المحبين هي الجنة وجفاءهم هو النار, وآخر يفضل النار مع الحبيب ولا الجنة عند الأهل(نارك ولا جنة أهلي) ويحرص ثالث على القلوب أن تعشقا وفي ضرام الحب أن تحرقا , وهكذا فبينما جنة (انددع )وناره وليدة الهواجس في المعقول واللامعقول نجد أهل الشعر والهوى تتقلب لديهم الموازين والمقاييس يخوضون في المجاز, إن جاز أو ما جاز , يكتبون بقلوبهم لا يلتفتون لفتاوى القرضاوي ولا الشيخ بن باز . إن الجنة التي نتمناها والنار التي نخافها لا تدخل في مجال لعبة (انددع) وخيالات الشعراء , إنهما من دخلهما لا يخرج منهما النار يخرج منها الموحدون من أهل المعاصي، والفائز من زحزح عن النار وأدخل الجنة ويكفينا رعبا من النار أنها نزاعة للشوى ويكفينا طمعا في الجنة أن فيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر . و ليسمح لنا أخونا ( انددع) باستعارة لعبته ولكن باختيار شخصيات متنوعة في مدينة المكلا ومع تغيير يسير في أصول اللعبة, بحيث يضع من استهدفته اللعبة نفسه في الجنة أو النار. فان كنت عزيزي القارئ من أحد الأصناف المختارة أو عكسها ضع نفسك في المكان المناسب, وانطلق, وليكن تحديدك سري وشخصي, ولنا رجاء عندك من قبل الدخول في حلبة اللعب أن لا يكذب على نفسه ولو في هذه اللعبة, فمن في الجنة ومن في النار؟؟؟ : طبيب عيناه على جيب المريض ,مسؤول خان الأمانة ,رجل دين يتكلم عندما يكون السكوت من ذهب ويسكت عندما يكون الكلام من ذهب, رجل ينمو لحمه ويتغذى دمه من مال حرام, مدرس يزرع الخوف وينشر البلادة, قاضي تناسى ضميره, إنسان مصلحته أولا وأخيرا , متسلق على حساب الآخرين, متذبذب يقول ما لا يفعل ويفعل ما لا يقول ,منافق يبيع الكلام……………… واللعبة بسيطة, والمهم أن يلعب من لعب بصدق , وإذا كانت لعبة (انددع) أكثر عملية من حيث التحديد المباشر – وان تغيرت عنده مواقع التجار بحسب الهواجس والصدقات- فإن لعبتنا فيها من التداخل والغرابة ما يجعل معايير أخينا (انددع) ترتبك أمامها ,أما إذا بحثنا عن جنة الشعراء ونارهم فسنجد الناس في واد وهم في واد. وجنة الخلد لها معاييرها وسبلها الأكثر وضوحا ويصل إليها من سعى لها سعيها وشملته الرحمة الربانية القريبة من المحسنين , أما النار …………….