في الأمثال الشعبية الحضرمية مايدعونا للتأمل وأخذ العبرة لما يحدث ويحاك بنا إذ أنها عصارة التجربة والخبرة المليئة بما أفرزتها الحياة بكل مافيها من حلو ومر .. الأحداث الجارية اليوم على أرضنا ( حضرموت ) تعكس حالة المثل الشعبي القائل ( العرس في النقعه والحراوه في سهوط) وهو يعكس حالة التباين والمفارقة بين مكانين ذات بعدين مختلفين تماما لحدث واحد…!! نحن اليوم نشهد الصراع بكل معانيه وعلى ضراوته هناك في عاصمتهم المحصنة بمتاريس الإنغلاق التام من كل شيء لكننا نشهد الموت المريع يحصدنا في عاصمتنا المسالمة هنا بالمكلا وهنا يمكننا قراءة المشهد بدقة وبتأني لما يحدث بعيدا عن تسطيح الأمور أو إعطائها صبغة أو لون دون حقيقة ماتعكسه من ألوان تحمل لون وجهها الحقيقي الذي تستحقه ..!! منذ مقتل المقدم بن حبريش ثم تلاه المقدم بن قديم ثم توالى مسلسل الإغتيالات المنظمة تسحقنا تباعا وما علامات الإستفهام على موت العلامة عبد الله محفوظ الحداد من ذلك ببعيد ….و.كما يشهد الحصاد المر لهذا المسلسل النازف من جسد الأمة تباعا رموزا وشخصيات وقيادات عسكرية وأمنية وسياسية هي من ذلك الإستهداف ليست ببعيدة ..!! بالأمس إجتمعت القبائل في (عين ون) وبعدها في أمكنة أخرى متعددة تبعا لكل حدث على حدة ..وتعدد اللقاءات والنتيجة واحدة هي إننا نبقى على ذات الشاكلة وذلك السقف من التخوف المخترق أساسا من بين صفوفنا وتمضي الأيام تجر ذيول الخيبة علينا إذا مانحن جرجرناها بأنفسنا في أسوأ أحوالنا الذي يعكسها واقعنا اليوم ..!! اليوم نرى في المشهد لحضرموت تنوع كبير لمكونات ولدت وللأسف ميتة في مهدها أو أريد لها أن تخلق بهذه التخلق العدمي ولنا معرفة وصلة وتجارب مع جلها إن لم تكن كلها وهي يافطات عريضة لا أثر لها في واقعنا الذي نرى ويلاته تزحف علينا كغول مخيف ونحن نتدثر بخيباتنا إتجاه الوقاية منه …!! هذه المكونات الخليط منها الغارق في نرجسية حضرميته المفرطة إن لم نقل المهلكة له والممتد ذراعه الى أعالي جبال نقم أو شمسان كلها تلتقي في إطار منسقية بكل تناقضاتها ربما يجمعها هم الإنتماء لحضرموت كما جمع بعضها هم الإرتماء في أحضان مشاريع غير حضرمية ..!! حضرموت في كل هذه المعمعة الوحيدة الحاضرة الغائبة من مشهد تراجيدي قدر لها أن تكون مسرحا له دون رضاء منها أو من أهلها الوطنيين الذين لايزالون بعيدين كل البعد حتى عن مدرجات هذا المسرح الأليم.. اللهم إلا من سماع أنبائه المفجعة بالمطلق ..!! دعونا نعيد ترتيب المشهد الحضرمي بكل تعددات ألوان طيفه التي تجاوزت القوس القزحي الحضرمي الوطني في مغربه ودون مشرقه ولنقف مع حاجتنا الماسة والملحة اليوم الى الأمن الذي فقدناه عند كل عتبة من عتبات القتل الممنهج الذي يفتك بنا ليل نهار ..لنرسم لنا طريقا في تلك المفازات الوعرة وبدروبها المخيفة ونحن على مفترق الطرق الذي لابد أن نسلكه شئنا ام أبينا وهي معركتنا القديمة/ الجديدة المفروضة علينا ولامفر منها إلا أن نتحملها جميعا ونتحمل معها تكاليفها الباهضة ..لكنها عند الإجتماع ستقل التكاليف وتنحصر الخسائر وربما لاتتوقف دائرة الإستهداف لنا لأن ذلك هو قدرنا اليوم وغدا ..!! فهل نجتمع على هدف حماية أنفسنا ونحدد أولوياتنا على ذات الشاكلة التي يحدد الآخر أولوياته ضدنا …لابأس من إيجاد عدو مفترض وخصم مناكف للتدريب على مناورة الخصم القادم إلينا فالإستكانة لا تجلب إلا الخنوع والموت البطيء للجميع دون تمييز ..!! فهل إستوعبنا الدرس ووعينا الهدف ؟؟ .فنحن الآن وحضرموت على ذات المفترق …!!