سنرى من الأهوال وضياع الأبناء أكثر ممانرى الآن إن لم يتم التنبه والوقوف بحزم أمام هذه الظاهرة قال فضيلة الشيخ ناظم عبدالله باحباره خطيب جامع عمر بالمكلا إن قصوراً كبيراً يرافق تربية الأجيال في حضرموت في السنوات الأخيرة بعد سنوات مشرقة من الأدب والأخلاق والقيم والمبادئ الفاضلة التي غرسها أجدادنا وأباؤنا في نفوسنا. وأكد باحباره في خطبة الجمعة أن الآباء بات همهم الأكبر تربية أجساد أبناءهم وتوفير لقمة العيش لهم كيفما كانت من حلال أم من حرام ، وعدم الاهتمام بالجانب الروحي والإنساني للأبناء الذي نشأ الكثيرون منهم في أحضان الرذيلة والمعاصي والأخطاء ، في الوقت الذي تركهم أبائهم فريسة سهلة لها لعدم قيامهم بالدور الواجب عليهم ، وقضاء أوقاتهم في جلسات المقاهي والطرقات وأحاديث القيل والقال التي شغلتهم عن القيام بواجب التربية الحقيقي ، أو العمل ليل نهار لبناء أجساد الأبناء دون الاهتمام بالتربية الاسلامية. ودعا خطيب الجمعة الآباء إلى الحذو حذو النبي لقمان عليه السلام الذي وضع لابنه وهو يعظه منهج حياة وطريقاً في التعامل مع الله ومع الناس ليكونوا من الفائزين ، مستغرباً كيف يسمح أولياء الأمور لأبنائهم في هذه الأيام بالتسكع في الطرقات والسهر إلى منتف الليل ومصاحبة ذوي الأهواء والفتن والخطايا دون أن يحركوا ساكناً ، حتى تطاول الأبناء على آبائهم ومعلميهم في المدارس بالمقارنة مع احترام الطالب والإبن لوالده ومعلمه في الستينيات والسبعينيات والثمانينيات . وأوضح الشيخ باحباره أن كل هذا الانهيار في الأخلاق والسقوط للقيم والمبادئ أفرز مجتمعاَ شاباً متخاذلاً متطاولاً على اسرته ومجتمعه ، لايعرف قيمة للكبير ومستعد لمواجهة من كان في سبيل الحصول على رغباته التي أسهم فيها كل ذلك الإهمال واللامبالاة في التربية، وأضاف كم كشفت الأيام عن حوادث لشباب في مراتع الرذيلة في الفنادق وهم في مستنقعات المخدرات والحشيش والقات والتدخين دون أن يقدر عليهم أحد ، وكم سمعنا ورأينا بأم أعيينا فتيات خلعن جلباب الحياء ولم يستطعن إيقافهن أي أحد ، وسنرى من الأهوال أكثر من هذا إن لم يقم أولياء الأمور بدورهم في متابعة والرقابة على ابنائهم في هذا الزمن الخطير الغارق في الفتن والأحداث مذكراً بقوله تعالى " ياأيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدو لكم فاحذروهم . ودعا الخطيب في ختام الخطبة إلى ضرورة قيام الجهات المختصة من مؤسسات تربوية وتعليمية ومنظمات مجتمع مدني مهتمة بقطاع التربية والتعليم بوضع رؤى وخطط مستقبلية للوقوف أمام أسباب هذا الانهيار الأخلاقي ، ووضع الرؤى لاستعادة أخلاق وقيم ومبادئ حضرموت في قطاع التربية والتعليم الذي يبكي أياماً مضت وسنين خلت كان المعلم فيها يحظى باحترام الجميع.