قال سعادة سفير الجمهورية اليمنية في كندا الأستاذ خالد محفوظ بحاح إن القوى الوطنية الجنوبية مترددة أو رافضة للمشاركة في الحوار، لعدم ثقتها في مخرجات أو تطبيق بنود الحوار على ارض الواقع نظراً لخبرتها في التعامل مع نظام الحكم في الشمال كما أكدت ذلك الكثير من عدد من الأحداث السابقة ، مبيناً أن اليمن دخلت بعد التوقيع على المبادرة في وضع سياسي جديد، وتحت التدويل الاقليمي والدولي وذلك عبر عدد من قرارات وبيانات مجلس الامن الدولي، وهذا "للأسف" ما جرنا اليه أطراف الصراع السياسي والعسكري والقبلي والديني في صنعاء. وأضاف السفير بحاح في معرض سؤال وجهه له موقع "هنا حضرموت" حول رؤيته لمسيرة الانتقال السياسي للسلطة في اليمن بعد التوقيع على المبادرة الخليجية أن النظام السياسي القائم هو المشكلة الكبيرة في إدارة الدولة، والناتج لهذه المكونات، نحن الآن مختلفين، ولدينا تجارب سابقة غير ناجحة، لدينا تجربة وحدوية اندماجية تمت إدارتها بعقلية أحادية وشمولية، وأقولها بصوت عال أنها غير ناجحة، وعبر عنها الجميع سلفا، ولكن ثقافتنا يجب أن يقع الفأس بالرأس حتى نعي الدرس. أعتقد أنه علينا الآن أن نقف وقفة صادقة ووطنية لنتفق عن ماهية الوصفة التي من الممكن أن تخرج اليمن من هذه الأزمات الكبيرة والمستمرة، بعيدا عن العواطف والشعارات، وأقول أن أي مهدئات أو مسكنات هي عبارة عن تأجيل للمشكلة، علينا ان ندرس نماذج حكم مجربة لادارة الدولة مثل الفيدرالية او الكنفدرالية او الاتحادية ، وأن لا نعود إلى وسائل وتجارب فاشلة تؤدي للضغائن والحروب بين أنباء الوطن الواحد. وأوضح السفير بحاح أن اليمن أمام مرحلة ليست أقل تحديا من سابقاتها، والحوار الوطني بقدر ماهو ضرورة، إلا أن عدد من الاطراف المتنفدة تسعى لعرقلة مسيرة الحوار وذلك بخلق مزيد من التوتر هنا وهناك، وهذا ما يجعل كثير من القوى الوطنية الجنوبية خاصة مترددة أو رافضة للحوار، لعدم ثقتها في مخرجات او تطبيق بنود الحوار، كما كانت علية العادة في عدد من الأحداث السابقة. انها الفرصة الاخيرة لليمنين، اما التغيير، او العودة الى مربع المجهول. وربما نجدها مناسبة أن نفصح عن جهد مايقارب العامين وهي سعينا الحثيث لعقد مؤتمر في اليمن حول مفاهيم الحكم الرشيد ونظام الفيدرالية، وكانت الفكرة في بدايتها ان تكون في المكلا، ورغم موافقة شخصيات دولية كبيرة للمشاركة الا ان الفكرة لم تكتمل، بعدها سعينا لخيار اخر وهو نقل الفكرة الى صنعاء كورشة عمل وذلك عبر منتدى الفيدراليات الدولية http://www.forumfed.org/en/index.php في العاصمة الكندية أوتاوا، وتم بحمدالله عقد هذه الورشة يوم الجمعة الموافق الاول من مارس 2013م وبحضور عدد من المسؤليين وممثلين عن منظمات المجتمع المدني والحكومي وبحضور السفير الكندي الغير المقيم لليمن، وهي مبادرة نتمنى ان نطورها لكي تصبح برنامج دائم لتقديم الدعم الفني لاصحاب القرار. http://www.sabanews.net/ar/news300535.htm ليس هنا للتعبير عن فكرة او اتجاه سياسي، بقدر ايماننا بالحاجة الى ثقافة "الحكم الرشيد" كآلية حكم تحت اي مسميات و كيانات. كذلك أجدها فرصة لدعوة العقلاء لوقف العنف والعنف المضاد، وتجريم استخدام السلاح في وجه المواطن تحت اي مبرر، وعدم جر اليمن واليمنيين الى حرب الوكالة، فلدينا من تجارب الماضي مايكفي ، كذلك لاننسى بان الهيكلة الحقيقية على ارض الواقع للادارات السيادية الدفاعية والامنية والمدنية على أسس وشراكة وطنية أولوية لعودة الروح لجسد الوطن المثقل بالجراح. وأخيراً نقول : إننا بحاجة إلى تصالح ووحدة وطنية حقيقية تعمل "لإعادة الارتباط"، وليس الخوف من "فك الارتباط".