رغم محاولات المنع والضرب وإطلاق الرصاص الحي من قبل قوات الأمن والجيش بالمكلا ، نجح الحراك السلمي الجنوبي بالمدينة من حشد حشود ضخمة أسطورية فاقت كل توقعات المراقبين للمشهد ،لإظهار رفض أبناء حضرموت للحوار الوطني الذي من المقرر أن تنعقد أولى جلساته صباح يوم غداً الأثنين . شعارات " لا تفاوض لا حوار نحن أصحاب القرار " وهتافات التكبير التي كنت تزعق بها الآف الحناجر كانت هي المسيطرة اليوم على المشهد الثوري بالمدينة الحالمة على ضفاف بحر العرب . المهرجان الحراكي الرافض للحوار الوطني تميز هذه المرة بحضور كثيف لإعلام الدولة الجنوبية السابقة والتي يطالب أبناء الجنوب باستعادتها من جديد ، القصائد الشعرية الثورية كان لها دوراً كبير كذلك في ألهاب حماس الثوار ، بالإضافة إلى الرقصات الفلكلورية والشعبية التراثية التي يزخر بها التراث الشعبي الحضرمي . وخلال المهرجان تحدث الشيخ" أحمد محمد بالمعلم " رئيس مجلس الحراك السلمي الجنوبي بحضرموت قائلاً " إن هذه الحشود العملاقة ماهي إلا رسالة لداخل والخارج مفادها أن شعب الجنوب قد قرر مصيره المتمثل في استعادة الوطن المسلوب والمنهوب من قبل عصابات الأجرام والتكفير حسب وصفه ، داعياً الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي وغيرها من المنظمات والهيئات الدولية إلى الالتفات إلى شعب الجنوب الذي يقاوم الظلم والقمع والإرهاب منذ أكثر من سبع سنوات بطرقة سلمية حضارية. ووصف" با معلم " في كلمته الحوار الوطني بأنه حوار الطرشان والعميان والمتصارعين على السلطة في الشمال ، وأن العار والذل سيطال كل من يشارك في ذلك الحوار من أبناء الجنوب ، كون إن شعب الجنوب قد قرر رفض الحوار ما لم يكن الحوار قائماً بين الشمال والجنوب على أساس دولتين ، ما لم فإن شعب الجنوب سيفشل نتائج هذا الحوار مثلما أفشل من قبل مسرحية الانتخابات الرئاسية في 21 فبراير من العام 2012 ، مشيداً بالرسالة الأخيرة التي وجهها الرئيس البيض للمبعوث الدولي السيد " جمال بن عمر " التي طالب من خلالها الأممالمتحدة بإخراج القوات اليمنية من الأراضي الجنوبية واستبدالها بقوات الحماية الدولية . وأستنكر رئيس الحراك السلمي بحضرموت ما قامت به قوات الأمن والجيش من محاولة اعتداء وضرب وأطلاقاً للرصاص الحي تجاه الثوار من أبناء مدينتي روكب والشحر ومنعهم من الدخول إلى مدينة المكلا ، معتبراً هذا الآمر بأنه دليل افلاس حقيقي لدى هذه القوات . وبحسب بعض مراقبين فإن الحشود التي احتشدت اليوم في مدينة المكلا بدعوة من الحراك الجنوبي كانت مخيبة لجميع أمال القوى المعادية للحراك الجنوبي ولثورة شعب الجنوب ، كما إن قوات الأمن والجيش في المكلا كانت قد قامت بالعديد من المحاولات الفاشلة لاستفزاز أنصار الحراك الجنوبي من أجل أفشال الفعالية , حيث قامت هذه القوات وفي تمام الساعة الثالثة بالتوقيت المحلي من عصر اليوم بإطلاق الرصاص الحي في الهواء من أمام البنك المركزي وديوان المحافظة من أجل إرهاب وإخافة المشاركين في المهرجان ، إلا إن هذا الأمر قد جاء بردود عكسية ، حيث كان له دور كبير في خروج الالاف إلى شوارع المدينة تأييداً للحراك الجنوبي ورفضاً للوضع الذي يعيش به الجنوب .