مدخل: " قل للصوغ كل مشخص أصلي لاتجعثونه بالمطارق خلوه شهره لي عليه القهر والحنات مايستحق حرف الذهب حسان يمحي من جنوبه رسم مولاه " الشاعر :حداد بن حسن الكاف في التراث الشعبي العربي تأتي الحكايات طافحة بمآثر (الشطارة)وفن البيع والشراء إلى حد ( السمسرة)عند أولئك الذين امتهنوا وارتهنوا إلى مهنة (الدلالة ) التي لها من التوصيف والفتاوى الفقهية والقانونية مالها عند أرباب التجارة بكل أسواقها …!!وخذ مثلا يضرب على سوق النخاسة وبيع الحواري وفيها من مصوغات حكايات (الدلل )وأفعالهم الشيء الكثير الذي ينم تراثيا على خلق ذميم مع إنها في الأصل هي مهنة أكتسبها أبا عن جد ولها من استنساخ مدلولات ( الوضاعة )والنظرة الدونية مالها عند أفراد المجتمع لأولئك الممتهنين لها ..!! في التطور للحياة البشرية وبما فيها من استنساخ لقيم وأفعال قديمة حدثت بفعل قوة العادة وماكينة التغيير المجتمعي العام فانتقلت هذه المهنة من أسواقها التجارية العادية إلى حالات أخرى وأسواق جديدة هي برزت بفعل رياح (التغيير) السياسي عند أرباب الممتهنين للسياسة حرفة في الاشتغال ..!! فعند تقفي أثر تلك الحرفة ( الدلالة) في الأسواق السياسية بكل مافيها من تغير وتعدد وتلون نجد أن ( الدلالة) هنا مهمتها الترويج للمشاريع السياسية وكيفية تسويقها في أمكنة محددة وكيف لها قبض أثمان ذلك ولا عليها بعد إن نجحت أم لم تنجح كفعل ذلك النخاس الذي يذكر محاسن جاريته في السوق عارضا محاسنها الظاهرة ولا عليه من بواطنها رافعا بذلك سقف ثمنها عند الشاري لها وله من المالك أجره المجزئ ثمنا لقدرته على إقناع المشتري بها ..!! في المشهد السياسي العام لدينا نجد أن هذه الفئة من( الدلل ) تزداد تنوعا وعددا وتتهافت على الأسواق المفتوحة على واقعنا الذي هو بكل مافيه مغريا بهذه البقعة المباركة الطيبة بكل خيراتها وهم بذلك ( الدلل) عندهم من إمكانات الإغراء في المعروض مايمكنهم أن يجعلوا الأثمان باهظة في قبض (دلالتهم ) ..!! الرائحون والغادون اليوم على مختلف مشاربهم بالداخل والخارج هم يحملون حقائب سفرهم ليل نهار وبها من مغريات ( البيع)ولاء و( الشراء)دلالة مافيها حتى يكاد البعض منهم يأخذ على مساحة الزمن تلونا في التنوع يشبه الحرباء عند تماهيها مع لون المكان الواقعة عليه وهم بذلك يسوقون كل مالديهم بحرفة وذكاء- كما يتوهمون –على اعتبار أنهم أصحاب القدرة والقوة المطلقة في التحكم بالبيع والشراء لكل شيء توهموا امتلاكه على مساحة الوطن ..!! إن الإدراك الحقيقي في الفرق بين المهنة( الدلالة) و( الدلال) هو معاني الاحتكام للشخصية الدالة على فعلي ( البيع والشراء) وتبقى للأثمان المتحكمة فيهما لكنها في المقابل وأمام كل هذه الأسواق العاجة بمثلهم في تشابه مشاريعها تكاد تكون مكشوفة بل مفضوحة وهي لاترى أو تتغاضى من إدراك حقيقة ذلك وربما مستغفلة في تصورات ذكائها فرضية غباء أصحاب المكان المقامة عليها هذه الأسواق ..!! هنا فقط يجب أن يدرك الجميع أن كل هذه الأسواق التي تعمل اليوم معراة وتحت شمس العين الشعبية الراصدة بل إن كل الذين يبذلون جهدهم في الترويج لكل المشاريع المطروحة فيها ومن خلالها ويمتهنون هذه الحرفة ( الدلالة السياسية ) أيضا لاتخطئهم عين ولاهم ببعيد عن الرصد التاريخي التوثيقي الذي سوف يكون له من أمرهم أمرا آخر يقول التاريخ والشعب كلمتهم فيهم دون رحمة …فهل يعتبرهؤلاء ..؟؟!! نأمل ذلك والله يحفظ الوطن من شرور مكائدهم ..!! خاتمة: "على كف الدلل تفحسك كل يد لأنك قاصر القيمه وبزك عيف تقليد توقع ياحبيبي لاتغرك شبعة العيد ." الشاعر/ عبدالرحمن المفلحي