1. شوالة تتمترس خلفها جنبية الشيخ،وشريط "شوالي" سوّر به كتفاه وخصره، تقليدا لسور الصين، ومن أجل ان يجسد فن التشييد "الشوالي"، شيّد على جمجمته قلعة "شوالية"، يحاول بذلك التحصين الشوالي ان يضع شخصيةخاصة للمشائخ "الحمر" مع اختلاف عملية توزيع الشوالات على شحومهم، حتى انهم اصيبوا بهوس "الشوالات"،جاعلين منها "رفيق وقت الضيق"، الاستغناء عنه اشبه بالمحال، تستقبلهم وتودعهم خلال فترات دخولهم ومغادرتهم قلاعهم التي علقت عليها حروز "شوالية" أيضاً، تحرسهم من عين الشعب،الذي نهبت ثرواته تحت ممارسة السياسة القبلية الاحمرية المستمدة قوتها من معتقد" تمرد قبلي غلب دولة" المستوحى من سياسة المثل الشعبي القائل "اثنين فسول غلبوا جيد –أي غلبوا قوي-"،داحضين بذلك لمن يعي ما وراء سياستهم، دعوتهم الى إقامة دولة مدنية، مدنيتها بالنسبة لهم "لا صوت يعلو فوق صوت الشيخ و"شوالته"". حب عذري يربط أولاد الأحمر ب"الشوالات" -التي تسمى في بعض المحافظات ب"الجونية" -في أحياء "الحصبة- حدة- الزبيري-..الخ" في العاصمة صنعاء، حينما تجدهم أفسحوا لها مكانا خاصا في غرف نومهم، ومسامرتها على اضواء الشموع، وكتابة المعلقات العذرية فيها والتي بدورها تبادلهم نفس الحب "التمترسي"، حتى قيل ان زياراتهم للمستشفيات أصبحت نادرة، كون الشيخ الأكبر طوّر إمكانات تلك "الشوالات" حتى اصبحت قادرة على القيام بعلاج الصداع حيث يقوم المصاب بالصداع بوضع رأسه على "شوالة" تم تعبئتها برمل من نوع خاص لمدة عشر دقائق، بينما المصاب بالربو يفتح تلك "الشوالة" والقيام بالاستنشاق من داخلها، اما المصاب ب"الفجعة" وصف له الشيخ اخذ قيلولة خلفها تتراوح بين "1-4" ساعات مصحوبة باستنشاق البارود المصاحب لعلعة أعيرتها النارية.. وهكذا لكل مرض وصفة معينة.. و"للمشائخ في شوالاتهم شؤون..!!". تزيد العلاقة بين أولاد الشيخ و"الشوالات" متانة ويمتد تواجدها الى حماماتهم وسلالم قلاعهم واسطحها، حتى انها صارت رفيق سفر فوق أطقمهم المدججة باناس ملغومين بالأسلحة والذخائرتصاحبهم تجولهم في جميع الشوارع. "الشوالات الاحمرية" هي أيضاً تتذمر في الوقت نفسه منهم ، ولكن بصمت، تتذمر حينما تجدهم يمارسون التمييز حتى بينها، جزء منها عرضة للروائح الكريهة، وأخرى أوكلوها مهمة التعرض لتغيرات المناخ، وتذمر سكان الأحياء التي تتواجد فيها الأخرى، بسبب حضورها الدائم على مداخل أحيائهم، ومصادرتها حرية مزاولتهم الحياة اليومية بنفس طقوس إخوانهم في بقية الأحياء، بل والمدن، إضافة الى رسمها صورة بالية يطغى عليها لون الهمجية القبلية، ناهيك عن تمترس كتل بشرية خاوية من جوفها من مشاعر الإنسانية والإحساس بالآخر، بينما أخرى تحصل على خدمات خمسة نجوم بتواجدها في غرف النوم وعلى سررها .. تتذمر حينما سلبوا الحياة المدنية عفتها،وحولوها الى ثكنات قبلية مفخخة بالأسلحة والذخائر والقنابل و"الشوالات".. "شوالات" عكست صورة الدولة المدنية المرسوم لها على الطريقة"الأحمرية"، وان لم تكن "أحمر عين" أكلتك "حمر" الشوالات، ومن أجل ان تسوى "شوالة" ليكن معك "شوالة". وهذا بذاته يعتبر دعوة مفتوحة لكل أبناء اليمن إلى إقامة صداقة مع "الشوالات" واستيرادها الى أمام منازلهم،وغرف نومهم وغيرها،والتمترس خلفها على أمل ان تنفع "الشوالة البيضاء في اليوم الأحمر..!!".