هذا الجيل من القاعدة خلق وترعرع في (أحضان)ما سمي بالثورات في المنطقة حيث تم تجنيد عناصر هذا الجيل من التنظيم في الساحات التي كانت للاعتصام والتي كانت خارجة عن سيطرة الدولة وقد تمكنت العديد من الجهات المرتبطة بالإرهاب من الاستفادة المطلقة من تلك الثورات ومثلت لها تلك الساحات الأماكن المناسبة للاستقطاب والتجنيد عبر الترويج لمبادئها واستغلال تلك الحالة من (الانفعال) والحماس في الشباب في الساحات بالإضافة إلى الغياب الكامل للدولة في مراقبتهم ومتابعة أنشطتهم نتيجة انشغال الدول بما تواجهه من موجات احتجاج ومطالبات بإسقاط الأنظمة ..! وفي اليمن تمكنت القاعدة من تجنيد الآلاف من الشباب في ساحات الاعتصام تحت مظلة(الثورة)وكانت ساحة التغيير في العاصمة صنعاء هي الساحة الأولى للتجنيد تلتها ساحة البيضاء وساحة عدن والمكلاء ثم تعز واب . وبحسب مراقبين فقد كان الخطاب الديني التعبوي الذي شهدته موجة (الثورة) في اليمن هي العامل الأهم في وقوع المئات من الشباب في الفكر المتطرف والاتجاه نحو العنف في ظل الغياب التام لأجهزة الدولة ..نتيجة الأوضاع التي مرت بها البلاد وأشار المراقبون أن القاعدة في اليمن تمكنت من استغلال ذلك الخطاب الديني والتعبئة الدينية التي كانت تتم في الساحات من قبل علماء ومشائخ علم كبار في اليمن كان لهم ثقلهم الكبير في المجتمع وكلمتهم المسموعة بحيث استطاعت القاعدة أن تصيغ تلك الخطابات وتروجها للشباب المتحمس وفق ما يخدم أجندتها وأهدافها خاصة فيما يتعلق بالنظام الحاكم الذي خرجوا ضده والذي بات بحسب خطابات أولئك العلماء و المشايخ بأنه نظام كافر يجب الخروج عليه . هذا من جهة ...كما أن المواجهات التي تمت بين أجهزة الدولة ومن يسمون بال(الثوار)في عدد من المدن وسقط على أثرها المئات من القتلي والجرحى في ظل تلك التعبئة الإعلامية القائمة على التحريض والعنف على أجهزة الدولة والتي من خلالها كان يتم الدفع بالشباب إلى المواجهة والاصطدام بأجهزة الدولة الأمنية التي كانت تحول دون وصولهم إلى المناطق والأهداف التي كانوا يريدونها وكانت في كل مرة تتسب في المزيد من القتلى والجرحى مثلت مادة (دسمة) للقاعدة للعزف عليها واستغلالها لتجنيد وتعبئة الشباب للانضمام إلى صفوفهم .. كما أن المواجهات العسكرية التي دارت بين قوات الدولة النظامية والقوات المنشقة من جهة ومن سموا أنفسهم بأنصار الثورة من القبائل في عدد من المحافظات خاصة في العاصمة صنعاءوتعزوالبيضاء كل ذلك مكن القاعدة من التوغل أكثر في أوساط تلك الجماعات الخارجة عن الدولة سواء في القبائل أو القوات المنشقة بل أنها شاركت معهم في قتال القوات النظامية في كل من أرحب ونهم ورداع والبيضاء . ووصل بها الحال إلى قدرتها على فتح معسكرات ومراكز تدريب واستقطاب في عدد من المناطق في اليمن تحت اسم معسكرات مناصري الثورة كما حدث في كل من العاصمة صنعاء و أرحب ورداع والبيضاء وصولا إلى تعز . وإذا ما تطرقنا إلى العقيدة القتالية لهذا الجيل والقدرات والإمكانيات التي حظي بها فإننا نكون أمام جيل أكثر كثافة وأقل تنظيما وتكتيكا إلى حد ما مقارنة بالأجيال السابقة حيث أن هذا الجيل لم تمل عليه فترة كافية حتى يرتب صفوفه ويقوم قواعده ويدربها بالشكل الذي يجب بالإضافة إلى أنه جيل مكشوف من الناحية الاستخباراتية نتيجة الحالة التي تكون فيها والكم الكبير من الذين انضموا إليه ..ومن الناحية العقائدية فان هذا الجيل يقوم على أساس عقيدة (ثورية)تعتمد (الحماس) ملهما لها والدين وسيلة لها في التعبئة والإعداد حيث اعتمدت في استقطاب الشباب الأكثر تحمسا والأقل معرفة دينية ومعرفية بحيث يسهل على توجيهه وبرمجته وكانت تعمل القاعدة على توجيه أولئك الشباب على عدو واحد هم (الجيش والأمن) وبالفعل تمكنت القاعدة في اليمن من تجنيد العدد الكبير من شباب الساحات والذي شارك الكثير منهم في مواجهات أبين وأرحب وسقط منهم المئات نتيجة ضعف التدريب والإعداد القتالي والعشوائية التي كانوا يوجهون بها الشباب المغرر بهم..!! وإذا ما تأملنا في العمليات التي حدثت خلال العام الماضي من قبل ما صار يعرف بأنصار الشريعة لوجدنا أن كل عملياتهم كانت ضد الجيش والأمن وبدرجة أولى (الحرس الجمهوري والأمن المركزي والنجدة) وهذا دليل واضح على أن هذا الجيل هو جيل الساحات التي شهدت حالة تعبئة واسعة ضد كل من الحرس الجمهوري والأمن المركزي والتي كان العلماء والمشائخ في تلك الساحات يفتون بوجوب جهادهم لأنهم حماة النظام وبأنهم من يحولوا دون انتصار ما يسمونه بالثورة.. بالأخير نذكر هنا بواحدة من العمليات التي تمت عبر الأحزمة الناسفة في العاصمة صنعاء والتي طالت قوات الأمن المركزي أثناء استعراضها في ميدان السبعين والتي نفذها شاب من الذين جندتهم القاعدة في الساحات وتسبب في استشهاد قرابة ال100من جنود الأمن المركزي ومن خلال وصيته ودافعه فقد كانت لديه قناعة إن قوات الأمن المركزي هي من تصدت للشباب وقتلتهم وهو بتلك العملية ينتقم لشهداء الثورة .. ويبقى هذا الجيل هو الجيل الأخطر على وضع اليمن بشكل عام نتيجة سهولة توجيهه والظروف الغير مستقرة التي يمر بها البلاد خاصة في مجال الأمن والظروف الاقتصادية التي تسهل الطريق أمام هذا التنظيم للقيام بالعديد من عملياته