بعد أن مررت أمريكا ورقة القرصنة التي من خلالها سيطرت على باب المندب وعلى البحر الأحمر وخليج عدن .. ومن ثم انتقلت إلى السيطرة على المطارات والأجواء اليمنية بذريعة النيجيري والطرود المفخخة .. وبعد ذلك شغلت ورقة ما يسمى بالقاعدة للانتقال إلى احتلال البر حيث أوحت إلى عناصرها الاستخباراتيه بان يتواجدوا في أبين ويعلنوها أماره إسلامية وهذا هو المسلسل الكوميدي الذي أبطاله الاستخبارات السي إي إيه الأمريكية .. مونتاج هوليود ، السيناريو تمت كتابته في دهاليز البيت الأبيض الكامن في واشنطنالولاياتالمتحدةالأمريكية .. فبهذه الذريعة احتلت أمريكا بلدان عربية وإسلامية .. فعندما بدأت أمريكا في تهيئة الشارع اليمني بتقبل المحتل مع عمل حثيث من قبل أياديهم المحلية القذرة لكن الوعي الكبير الذي وصل إليه الشارع اليمني كان كفيلا بفضح هذا السيناريو وهذه اللعبة الشيطانية .. وفي نفس الوقت أحداث سوريا جعلت العدو الأمريكي أن يدفع بكل أوراقه وعملائه إلى سوريا حيث زار السفير الأمريكي قبل عام مدينة أبين والتقاء عناصره الاستخباراتية وقال لهم أن بلادة قد أجلت سيناريو السيطرة على البر في اليمن .. وان هناك جبهة لأمريكا في سوريا لا بد من الانتقال إليها للمشاركة في القتال ضد الشعب السوري العربي الذي لم ولن يخضع للمؤامرات الأمريكية مهما كفلة الأمر .. لا سيما وإنهم قد اكتفوا بالسيطرة على البحر والجو وكذلك السيطرة على المشهد السياسي وان المؤسسة العسكرية باتت بيد السفير الأمريكي يوجهها كيفما يريد .. وبعد أن فشلت الحرب الكونية على سوريا ولم تستطيع أمريكا أن تحقق مأربها الشيطانية وأيقنت أن ورقة ما يسمى بالقاعدة أصبحت أمريكية لا جدال فيها وأنهم يحركونهم عبر ريمنت كنترول في الأماكن والاتجاهات التي تريد أمريكا أن تشغل هذا التنظيم فيه .. في المقابل أمريكا هذه الأيام تبحث عن مبررات جديدة لاحتلال اليمن وتزيد من هيمنتها عليه سيما بعد أن فشلت الإدارة الأمريكية في تمرير بعض المؤامرات على الشعب اليمني وأدركت.. في نفس الوقت أن الشعب بات واعيا ولن تستطيع أن تمرر من خلال ذريعة ما يسمى بالقاعدة من جديد فهي اليوم تبحث عن مبررات من شأنها تزيد التدخلات الأمريكية والهيمنة وتمكنها من استحكام قبضتها على البلاد فما طالعتنا به الصحف الأمريكية التي كانت الأولى في نشر خبر السفينة الإيرانية الذين زعموا أنهم القوا القبض عليها في البحر العربي كانت متجهه إلى اليمن .. فحسب الصحف الأمريكية قالوا انه وبمساعدة القوات الأمريكية التي تقبع في شواطئنا وجزرنا اليمنية أنهم استطاعوا أن يلقوا القبض على باخرة زعموا أنها لإيران وأنها كانت محملة بالأسلحة التي وصفوها بالخطيرة .. وأنها كانت متجهه إلى الحوثيين قبل أن يحققوا فيها وينتظروا حتى تطلع نتائج التحقيقات النهائية .. لكن سارعت الصحف الأمريكية حتى قبل وزارة الداخلية اليمنية بإن تكشف عن السفينة وهويتها وتقدم للعالم أن قوات بلادها ليست في نزهه وإنما هي دائما في حراسة مستمرة للملاحة الدولية .. ويريدون من خلال هذا الخبر أن يثبتوا أنهم مسيطرين على البحر الأحمر والبحر العربي وخليج عدن وباب المندب وكذلك إرسال لجنة من مجلس الأمن إلى اليمن لكي ينظر إلى هذه السفينة .. فالاهتمام الكبير والبالغ من قبل الأمريكيين حول السفينة الإيرانية يدلل على أن أمريكا تريد من خلال هذه القصة والسيناريو أن تزيد من تدخلاتها في اليمن وبطريقة شرعية .. وهي تبحث أيضا عن مبرر لتحليق الطائرات الاستطلاعية وبدون طيار فوق محافظة الجوف ومأرب وصعدة وعمران وحجة وبقية المحافظات الأخرى .. وبالتالي صمت الحوثيين وعدم ردهم على هذه الترهات يدل على أنهم واثقون من أنفسهم كل الثقة وهذا كان محرج لصانعي هذه اللعبة حيث كانوا متوقعين أن الحوثيين سيردون بالنفي أو التأكيد .. فما أثبتته المعطيات وما راقبناه من ردود أفعال عربية وأمريكية أثبتت أن السفينة المزمع أنها إيرانية إنما هي مجرد لعبة استخباراتية تلعبها أمريكا والنظام السعودي وبعض الأيادي المحلية القذرة وهذا ما خلف شكوك كثيرة في الشارع اليمني .. فالنجاح الكبير لمناسبة المولد من الناحية الأمنية والسياسية والحشود المليونية التي حضرت المناسبة والذي أكسبت أنصار الله قوة سياسية وشعبية لا نظير لها في اليمن وربما هذا النجاح وهذه القوة الشعبية التي تحضى بها جماعة أنصار الله جعلت الأمريكيين أن تختلق مثل هذه السيناريوهات .. لا سيما وأنهم قادرون ويسيطرون على البحر ويدفعون بأشخاص وسفينة محملة بالأسلحة ويسخرونها في الضغط على إيران وعلى الحوثيين .. فموضوع الأسلحة التي تصل إلى اليمن بالأخص الأمريكية التي تصل بشكل رسمي إلى مطار صنعاء وهي الخطيرة فهم قد حولوا منطقة شرتون إلى ثكنة عسكرية أمريكية يتدفق إليها السلاح بشكل مستمر .. وكذلك تحويل قاعدة العند الجوية اليمنية إلى قاعدة عسكرية أمريكية والنشاط ألاستخباراتي الأمريكي النشط وتحركات السفير الأمريكي الذي بات يتحرك وكأنه الحاكم الفعلي للبلد .. وكذلك نشاط الطائرات الأمريكية التي باتت تجوب سماء المدن اليمنية وتقتل اليمنيين كل يوم فلماذا لا نرى مؤتمرات تنعقد ؟ ولا نرى احتجاجات ضد هذه الإعمال الإجرامية ؟ ولا نرى أيضا لجنة من مجلس الأمن تأتي إلى اليمن تحقق في الأسلحة الأمريكية والطائرات التي تحصد أرواح اليمنيين ؟ .. وعلى الصعيد الأخر قام النظام السعودي بدعوة دول العالم لحضور مؤتمر تحتضنه الرياض المنعقد يوم الأحد بتاريخ 17 فبراير 2013م من شأنه تكاتف المجتمع الدولي في مكافحة ما يسمى بالإرهاب الأمريكي لا سيما بعد أن أمريكا باتت تتلقى احراجات كبيرة على أجرامهم وقتلهم لليمنيين بدون مبرر كل يوم وتريد من خلال هذا المؤتمر أن تثبت أن هناك خطر لا بد للجميع من الاصطفاف ضده .. فمن العجيب أن يعقد النظام السعودي مؤتمرا دوليا في الرياض من شأنه كما يزعمون مكافحة الإرهاب الأمريكي والذي تعتبر المملكة بلد المنشئ لهذا الإرهاب .. ومن الأعجب أن النظام السعودي والقطري والتركي كانوا خلال العامين المنصرمة يقومون بتأهيل السلفية الوهابية من جميع أنحاء العالم ويجهزوا لهم المعسكرات وأماكن التدريب وكذلك تسهيل انتقالهم إلى تركيا ومن ثم دفعهم إلى سوريا ليكونوا وقودا لحرب بالوكالة كما عملوا في أفغانستان .. واليوم وبعد أن فشلت الحرب الكونية على سوريا وانتصر الشعب السوري على هذا التكالب العالمي نرى أن الداعمين للإرهاب الأمريكي يدعون إلى مكافحته ويدعون العالم إلى اجتثاث هذه المصطلح الأمريكي واللعبة الاستخباراتية المسماة بالقاعدة .. فهذا التسارع الكبير يثبت فشل السياسة الأمريكية في المؤامرة على سوريا ويكشف بجلاء ازدواجية المعايير مع التعامل مع ما يسمى بتنظيم القاعدة وهذا ما جعل أمريكا في أن تبحث عن مبررات جديدة لاحتلال اليمن ..