شهدت المنطقة خلال ثلاث سنوات حالة من المد والجزر بين معسكرين المقاومة والمعسكر الاخر الذي يريد اسقاط سوريا ولا يخفى على المتابع أن امريكا ارادت ان تجعل من سوريا مسرحا للمؤامرات والتجاذبات الاقليمية .. حيث قامت بالدفع بكل اوراقها ومؤامراتها الى سوريا .. فكانت تتوقع أن النظام السوري سيسقط في ايامه الاولى لا سيما وانهم رتبوا لهذا منذ سنوات فأقروا الخطة واستحسنوها واوحوا الى عملاهم بتنفيذها .. فبدات الاحداث في سوريا وفق ما رسم لها وتحت غطاء ربيع عربي وثورة شعبية .. فتعامل معها النظام بكل حكمة وسارع في الاصلاح وتباطئ في تنفيذ خطوات أخرى لكن الواقع انه حتى لو عمل النظام ما عمل فالموضوع اكبر ومن ذلك فهي قد اراد لها ان تكون - فكانت وهذا فعلا ما حصل .. فعند متابعتنا لما يجري في سوريا منذ البداية شفنا كيفية حجم التكالب الكبير على سوريا من قبل امريكا وادواتها ألا عربية القذرة فستخدمت امريكا كل اوراقها في سوريا واستهلكتها .. لا سيما ورقة ما يسمى بالقاعدة الذي كشفته احداث سوريا بانه ذراع استخباراتي امريكي ينفذ الاجندة الامريكية .. وبهذا تعرت وتكشفت كل اوراقها وزيفها وما تدعيه .. وهذا يثبت أن السياسة العمياء التي انتهجتها امريكا قد باتت واضحه وان الشعوب العربية والاسلامية قد صحت من غفلتها .. فاستخدام اوراق كهذه يؤكد على ازدواجية السياسة الامريكية حول هذه العناصر الاستخباراتية التي تحاول امريكا من خلالها ان تفرض سيطرتها على المنطقة .. ففي الامس تحربها وتعلن عليها حرب وتستعمر بلدان تحت هذه الذريعة واليوم تدعمها رسميا وتتحرك هي وادواتها ألا عربية في تجميعهم وارسالهم الى سوريا .. وتفتح لهم المعسكرات في تركيا ويشرف على تدريبهم ضباط امريكيين وبريطانيين واسرائيليين .. وتدعمهم امريكا بالخطط العسكرية والخرائط التقنية التي هي عبر الاقمار الصناعية وتضخ معدات واسلحة و اجهزة الاتصالات والخبرات والسلاح المتطور والنوعي .. فالحرب على ما يسمى بالقاعدة اصبحت ذريعة وغطاء امريكي لاحتلال البلدان العربية والاسلامية .. فعلينا ان نفهم الاشياء وان نتعظ مما جرى للعراقيين وما لاقوه من المستعمر الامريكي وما جناه الفلسطينيين من تخاذلهم تجاه العدو الصهيوني .. في المقابل المحيط لكل هذه التجاذبات يؤكد على ان امريكا تسعى هذه الايام للملمت اوراقها المبعثرة واعادة تموضعها وتغيير ما قد حرق منها وابقاء ما تبقى من اوراق ربما تستخدمها في المرحلة المقبلة .. وبالتالي كل هذه التغيرات التي طرات في المنطقة ابتدأ من الحراك الشعبي الكبير في تركيا والذي خرج الشعب التركي الى ساحات الحرية والتغيير يهتفون وينادون برحيل النظام الذي تماهى مع السياسة الامريكية فضطهد الشعب وجعل من بلاده مسرحا ومنطلقا للمؤامرات الكونية على سوريا .. وكذلك ما جرى في قطر وما سيجرى في السعودية ومصر طبعا هذا التغير كله بعد الفشل الامريكي الذريع في الحرب العالمية على سوريا .. وبعد النصر الاستراتيجي في القصير الذي قلب الموازين والمعادلات وهذا التغير له دلالاته الواضحة الذي تؤكد على أن المنطقة متجهه الى تهدئه شاملة والى تسوية ملفات مابين ايران والصين وروسيا وامريكا والاروبيين .. الجدير بالذكر أنما قام به حمد خلال اعلانه لتسليم مقاليد الحكم في قطر يعتبر توريث الحكم وليس كما بدى في كلام حمد .. حيث بدا كلمته بالحديث عن الديمقراطية وتغليب مصلحة الشعب فلا جديد في كلام حمد إلا اعلان التوريث .. فما بين السطور يوحي على استجابة حمد للارادة الامريكية والتي طلبت منه وبالذات في هذه الظروف ان يتنحى ويسلم الحكم لابنه تميم تلك الشخصية التي لها علاقة بالامريكان .. والذي تربى وترعرع في احضان الاستخبارات البريطانية والامريكية .. حيث تخرج من احدى الكليات العسكرية البريطانية وهو ابن الاميرة موزة .. طبعا بهذا الانقلاب او التنحي فيه ايحاء الى النظام السعودي انه من الافضل ان يعمل الملك عبدالله كما عمل حمد بان يورث الحكم لابنه وهو حي لان النظام السعودي اليوم بات نظاما متأكل .. وباتت صراعات الاجنحة تخرج الى العلن وهذا يقلق الامريكان .. حيث نرى الزيارات المكثفة لوزير الخارجية الامريكية بشكل مستمر واخرها امس بعد ان اعلن حمد تنحية وتسليم ابنه تميم .. فكانت المملكة اول من هنأ تميم وباركت هذه الخطوة فالعقلية التي تحكم في مملكة ال سعود هي عقلية اقطاعية .. فكيف تنادي بحرية وديمقراطية للشعوب المنطقة وهي تمارس الظلم والتجبر بحق ابناء الشعب السعودي .. بقلم / علي القحوم [email protected]