مضي كُل شيء ياجارالله عمر ونحن في طريق واحد هو الغدر والكذب والقتل ! يست الأماكن التي نحُِن إليها , نكتب باسمها في حقيقة الأمر سوى أمكنة لعاثري الحظ , زوايا تتدفق منها ولائم السحر الاْنفصالي والذهبي , ليست سوى مُكابدات وغصات يُواجهها الإنسان بستائر مُصطنعه وبأكثر من حُجج للعيش والتعامل مع عرافي الثورات , وبائعي الأقدار الجاهزة .... ستمر علينا الذكرى الحادية عشر لاْستشهاد جار الله عمر الذي استشهد في يوم السبت 28 ديسمبر 2002، تحديداً في صالة 22 مايو المغلقة بمدينة الثورة الرياضية بصنعاء عند افتتاح أعمال المؤتمر العام الثالث لحزب التجمع اليمني للإصلاح في دورته الأولى أقدم علي أحمد جار الله (26) عاماً على اغتيال جار الله عمر عقب إلقاء كلمته........ ستمرالذكرى مرور عابر سبيل اْن لم يضاف اليها جنازات مغدورة أخرى لشرفاء اخرون , مرت الأرض , والوطن يمر وشعبنا يجمع أشلاء كُهوف ومقابر كرتونية جاهزة ...... النعي هي الوسيلة الجاهزة لتبرير جبانتنا للتصالح مع الحاضر تعاطفا مع الماضي , إيغالا في جُرح المُستقبل ... رحلت ياجارالله عنا سريعا ,فلاْ غرابة فالناس المناضلين الشرفاء في اليمن هكذا كالظل يموتون قبل أن يكملوا اهدافهم , وقبل أن ينهوا مُهمة وطن لم يكون صالح للعيش السوي .... لسنا أكثر من شعب حاقدة على تاريخه , لسنا أكثر من قبائل واحزاب وجيوش تُمجد الكُره وتعيشه كبداية ونهاية الى فشل محتوم ..... لم نستطع أن نصمد أمام قوة الأحداث التي تنتشلنا تارة باسم الحُزن وتارة أخرى باسم الغيرة والوطن والوحدة والدين , وتارة أخرى باْسم التغيير و باسم الإنسان اليمني والتعاطف مع من يسقطون سريعا ...... إن اللحظات التي نعيشها اليوم ايها الشهيد نشعر فيها بعدم قُدرتنا على مُواجهتها في أحيان كثيرة لا نستطع أن نكتب عنها لا نستطع أن نقترب من حاضرها المُشتعل ..... أكثر من أحدى عشر عاماً لاْستشهاد جاراللع عمر , أكثر من ديوان للنضال الوطني ولم أستطع أن أكتب سطرا واحدا عن هذا الاْنسان الرائع ..... جارالله عمر اعرفه عن قرب كان أكثر من ظل ينام في جُفونه الاْنسان اليمني وتطويره باْبعاد وملامح لن ينساها التاريخ الحديث والمُعاصر .... لن أستطع أكتب عن عبقريته الهادئة والرصينة , ولن أستطع أن أحصي المسافات التي اشعر فيها لخسارة اليمنيين له وفداحتها ,الذي يفترض انها تفتح أبواب كثيرة لنقل أكثر من يقظة لرفع السنام الذي يتمدد فوق ظُهورنا المنحنية .... للقضاء على عامل الزمن الذي نعيشه الذي يُقابل بالتماهي بالخضوع التام وحالة الاْستكانة التي نحدثه بالضجيج اليومي كي نكتشف أحيانا أننا لسنا أكثر من كائنات تكتب عن المآتم والعزاء الجاهز .... وهذا المُسلسل الجاهز لم يعُد يتوقف عن اليمن الملتهب الذي نعيشه ونندمج فيه حُبا وكُرها بل أن يتعدي لمسيرة رفاق كتبناهم وحلمنا يوما ما أن نتتلمذ على ذائقتهم ليس بالأمر السهل والهين .... اْنها فُرصة الحقد التي أخذت منا كثير من النُبلاء , كثير من الرائعين قبل جارالله عمر اخذ موت الحقد ابراهيم الحمدي وسالم ربيع علي وعبد الفتاح اسماعيل ... لم أستطع المُقاومة والكتابةأكثر , أجهشت بالبُكاء كالجريح الخائب ................. ماذا اْصنع أكثر من مُجرد هذه االكلمات كي اتعايش معها , قلبي يقطر دما , ولا اْستطع في مُناسبة قادمة أن اْقرا ما اْكتب سوى بمزيد من الصداع النصفي من الحالة النفسية التي اْعيشها لذكرى مثل هذا الحدث المؤلم .... الاْستشهاد سُنة إلهية , لكن بقائنا على هذه الحالة هو فداحة بشرية نضطلع بمسؤوليتنا تُجاهها كي نحصد مزيدا من الخيبات مع تقدم العُمر , وبمزيد من النزق والنباهة كي نثبت أننا الأجدر في مُمارسات عنف الحياة المُتعددة .... مضي كُل شيء ياجارالله عمر ونحن في طريق واحد هو الغدر والكذب والقتل , الفناء , الرحيل , التغييب النهائي ويبقى ما هُنالك يمكن أن اْكتبه في زمنا الغادر عن محطات الاْ عن شهداء يمنيين رائعون جديرون بالثناء .... !!!