فهمي محمد حسين هناك مزيج رباني بين الإنسان والوطن،، يوضح امتزاج الإنسان بأرضه ووطنه، وترابه، وغناه وفقره، بابتسامته وكرهه، فغياب الإنسان عن وطنه اشد عذاب للروح والعقل والقلب معا.. البعد عن الوطن كابوس مخيف يلتهم الروح والكيان معا، شقاء ما بعده شقاء.. الوطن هو محفظة الروح، فعندما تغادره فأنت تبتعد عن أصلك وبيتك، وروحك.. الوطن منحوت في ظاهر القلب وباطنه، قال تعالى (وَ أَنشَأَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ) صدق الله العظيم.. الوطن هو ذاك الصدى الكبير باستمرار في قلبك وأمتعتك، وغبارها في سعادتك وتعاستك.. الوطن هو الروح التي تسكنك، وتحتار بجمالها الذي يتميز بعلاقته مع القلب والعقل، فتمكنت الروح من كيانك عند الغياب عنها.. فكيف لك ان تغادر وطنك وروحك تناديه..؟ أصعب اللحظات هي نداء الروح لشيء تعشقه دون ان يناديك ويطلب منك الرجوع.. من كل ما سبق نكتشف تجسد العلاقة الربانية بين الإنسان والوطن.. فمن تنكر عن وطنه فقد تنكر عن أرضه ووطنيته وترابه، ومن أحب وطنه فقد خلد ضمير يتميز بتلك الروح الربانية التي توضح امتزاج الإنسان بوطنه، بغناه وفقره، بظلمه وعدله، فالوطن مهما قسى عليك لا مفر منه إلا إليه، وان قسيت عليه لعنك في وجودك على أرضه، ولعنك بعد رحيلك تحت ترابه، لتصير أسطورة للسخرية، والحاضر والمستقبل معا..