عواصم وكالات: قال مسؤول عسكري رفيع في المجلس الوطني الانتقالي الليبي امس الاربعاء ان سيف الاسلام القذافي ورئيس المخابرات السابق عبد الله السنوسي الهاربين يعرضان تسليم نفسيهما للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي. وقال المسؤول عبد المجيد مليقطة ل'رويترز' من ليبيا انهما يقترحان طريقة لتسليم نفسيهما للمحكمة في لاهاي. وقال المتحدث باسم المحكمة فادي العبد الله 'ليس لدينا تأكيد بهذا الشأن الآن. نحاول الاتصال بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي للحصول على مزيد من المعلومات'. وسيف الاسلام مطلوب بموجب مذكرة اعتقال أصدرتها المحكمة مثلما كان الأمر بالنسبة لوالده الراحل. كما اصدرت المحكمة أيضا مذكرة باعتقال السنوسي. وقال مليقطة انه استقى معلوماته من مصادر مخابرات ابلغته بأن سيف الاسلام والسنوسي يحاولان التوصل الى اتفاق للاستسلام للمحكمة عن طريق دولة مجاورة لم يحددها. وخلص الاثنان الى انهما لن يكونا في مأمن إن بقيا في ليبيا أو ذهبا الى الجزائر أو النيجر اللتين لجآ اليهما بالفعل أفراد من أسرة القذافي. وقال مليقطة انهما يشعران بأنهما لن يكونا في أمان إن بقيا حيث هما أو ذهبا الى اي مكان آخر. وقد قالا على اي حال ان النيجر تطلب مبلغا ضخما للسماح لهما بالبقاء. وقالت الأممالمتحدة الأربعاء إن جرائم القتل التي ارتكبها المقاتلون المناهضون للقذافي والمقاتلون الموالون له خلال المعركة النهائية للسيطرة على مدينة سرت الليبية يمكن اعتبارها جرائم حرب، ورحبت في الوقت نفسه باعتزام الحكومة الانتقالية في ليبيا إجراء تحقيق في هذه الجرائم. وقال إيان مارتن، رئيس بعثة الأممالمتحدة في ليبيا، لمجلس الأمن الدولي خلال جلسة مفتوحة في نيويورك إن جرائم القتل التي ارتكبتها قوات الثوار في سرت تمت بمخالفة أوامر المجلس الوطني الانتقالي. وقال مارتن إن معمر القذافي وابنه معتصم تعرضا 'لمعاملة سيئة وقتلا' بعد اعتقالهما في الأسبوع الماضي في ظروف تتطلب إجراء تحقيق. وأضاف أن 'الأدلة ترقى إلى القتل العمد للسجناء على يد نظام القذافي خلال فترة الصراع، بما في ذلك الأيام الأخيرة في طرابلس، فضلا عن بعض التجاوزات من قبل مقاتلي الثورة'. وتعتزم اسرة معمر القذافي رفع شكوى ضد حلف شمال الاطلسي امام المحكمة الجنائية الدولية تتهم الحلف بارتكاب جرائم حرب لما يتردد عن دور للحلف في مقتل الزعيم الليبي السابق، حسبما صرح محام للاسرة الاربعاء. وكان الزعيم السابق البالغ من العمر 69 عاما قد امسك به ثم قتل الخميس قرب مدينة سرت في ملابسات مبهمة، غير انه تأكد ان طائرة تابعة للاطلسي اطلقت النار على قافلة مركبات موالية للقذافي خارجة من المدينة. وقال مارسيل سيكالدي وهو محام فرنسي عمل من قبل لصالح نظام القذافي ويمثل الان اسرته، لفرانس برس انه سيتم رفع شكوى امام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي لان هجوم الاطلسي على القافلة قاد مباشرة الى مقتل الزعيم السابق. وقال المحامي 'عملية القتل المتعمد (لشخص تنطبق علية معاهدة جنيف) يصنف على انه جريمة حرب بمقتضى المادة الثامنة من ميثاق روما للمحكمة الجنائية الدولية'. وقال انه ليس بإمكانه القول بعد متى ترفع الشكوى، ولكنه اضاف انها ستستهدف الهيئات التنفيذية للحلف الاطلسي فضلا عن زعماء البلدان الاعضاء في الحلف انفسهم. وقال سيكالدي 'جريمة قتل القذافي تظهر ان هدف البلدان الاعضاء في الحلف الاطلسي لم يكن حماية المدنيين بل الاطاحة بالنظام'. وتابع 'إما ان تتدخل المحكمة الجنائية الدولية كجهة قانونية مستقلة ومحايدة او لا تتدخل، وفي تلك الحالة ستكون القوة قد طغت على حكم القانون'. وكان المجلس الانتقالي الحاكم في ليبيا قد اعلن تحقيقا في ملابسات مقتل القذافي. وكانت انتقادات دولية قد وردت للطريقة التي انتهت بها حياة القذافي بعد ان جره مقاتلو المجلس من ماسورة صرف حيث كان يختبئ بها في اعقاب الضربات الجوية التي نفذها الحلف الاطلسي على القافلة التي كان يحاول ان يهرب بها من مسقط رأسه. من جانبه قال رئيس وزراء روسيا فلاديمير بوتين الأربعاء انه شعر بالاشمئزاز من الصور التي عرضها التلفزيون للدقائق الأخيرة من حياة معمر القذافي ولجثمانه بعد موته لكنه لم يدل بأي تصريحات سياسية بهذا الشأن. وقال بوتين 'كل أفراد أسرة القذافي تقريبا قتلوا وعرض جثمانه على كل قنوات التلفزيون العالمية. من المستحيل أن ترى ذلك دون أن تشمئز... كان كل جسد الرجل مضرجا بالدماء وعلى قيد الحياة وأجهز عليه'