هاجم الكاتب الصحفي / محمود ياسين في مقالةٍ نشرت له في الصفحة الأخيرة من صحيفة الأولى الصادرة أمس الأحد تحت عنوان ( بانتظار السيل الجرار ) تعليقاً منه على ما كتبته السيدة توكل كرمان على صفحتها على فيسبوك ( إنها ستعود كالسيل الهادر الذي لا يقف أمامه سور أو حائط ، يقول الكاتب : كنا نكتب ضد علي عبد الله صالح ضامنين مباركة الشعب واحترام المناضلين وكان عداؤنا لرئيس فاسد ، وقد نتعرض لملاحقة أجهزته الأمنية ونعرف أننا شرفاء مناضلون ، والمسألة واضحة لدينا الآن توكل الجاهزة لتشويهنا وسرقة نصيبنا من الشرف متمتعة بإعجاب بلد غبي مستعد لتسليم نفسه في كل مرحلةٍ لكذبةٍ جديدة . ويستطرد الكاتب في مقاله : إن طغيان توكل أفظع علينا نحن الكتاب من طغيان علي عبد الله صالح ، هذه امرأة ستسلمنا لآلة التنكيل الثوري وستتصرف الأيام القادمة بجلافة غبي يعتقد أن سلطاته محل شك ، لقد فعلتها توكل أكثر من مرة ضد شباب كانوا يذهبون أول أيام الثورة لإحضار توكل من بيتها ، لقد استخدمت ضدهم واحداً من أكثر أشكال الترهيب دناءة " أنت أمن قومي " فيرتعب الفتى من هذه التهمة وينسحب مفوضاً أمره إلى الله . يقول الكاتب محمود ياسين ( حتى وإن سلمت بأن توكل وحدها أقامت الثورة لا يمكنني قبول طغيانها ولو كانت مرسلة من عند الله ، هي الآن تفرك يديها في الخارج للعودة وتقديم عرض جديد مروع يخلب ما تبقى من لب اليمن ، حين تشعل الساحات من جديد وكأننا بنو إسرائيل أثناء غياب موسى ، فأضلنا السامري وتعود هي لتعيد الحماسة والاستشهاد ومحاكمة لرئيس . يقول الكاتب : الحياة فرص ، هكذا تفكر توكل التي توهجت بتفاعل غامض بين القدر والحظ ،، لست هنا مجبراً على المفاضلة بين توكل وعلي عبد الله صالح غير أن الأخير كان يعرف بينه وبين نفسه إلى أي مدى يمكن للحظ أن يقرر مصائر الرجال ، وبقي يعتبر نفسه محظوظاً إلى أن قامت الثورة ، وصعدت توكل معتبرة نفسها ملكة عظيمة .وكما أني لست مجبراً على ابتلاع هذه التاريخية التي تعتقد نفسها هبة اليمن وشفرتها وسرها الغامض المؤثر . ويقول الكاتب : إن جائزة نوبل التي منحت لتوكل كرمان كانت عملاً سياسياً هدفه دعم الربيع العربي وكانت جاهزة أكثر من غيرها ، والصحافة الأمريكية وهي تصنفها كأحد أهم مائة مفكر في العلم قد بينت لنا أن العالم الاستهلاكي بحاجةٍ لنموذج جاهز وإن لم تكن هذه المفكرة العالمية قد قرأت كتاباً واحداً يشتمل على الفكر ودراسة التحولات الاجتماعية والتاريخية . كل ما يملكه أحدنا في هذا العالم هو جملة أرائه وطرائق فهمه للأحداث والمؤثرين فيها ، فكيف أتخلى عن إدراكي لضحالة توكل على كل المستويات ، لا أستطيع الصمت وأنا أرى زمننا يتشكل لأسباب سياسية متعجلة على هيئة توكل التي ستضر بماكينة لتحول في بلادنا مختزلة ذهن المورد البشري المعتاد على لحماسة والمشاركة مع العالم من خلال الافتقار لبطلٍ يشرفنا أمام العالم ، وكأننا من فرط دونيتنا سنقبل بحكم العالم القاطع ، وسنقبل بالسذاجة وتسويق الأكاذيب وهذه التركيبة الثورية المتهافتة التي تمثلها توكل . وفي أخر مقالته يشير الكاتب إلى أن توكل لم تذكر اسم ناشط ثوري ولم تسترع انتباه مثقف محترم ، ولم تظهر ولو كذباً أي تواضع وخلق يتحلى به الأشخاص الباحثون عن العدالة ، تتعهد للأمريكان بملاحقة الإرهاب وتكذب بأنها سلمت ملف علي عبد الله صالح لمحكمة الجنايات الدولية وتحرص أن يلتقط الصحفيون صورتها وهي تسلم الملف بينما كان المظروف يحوي مجموعة صور لضحايا العنف الرسمي . وتصرح أنها سلمت الملف وتريد سرقة كل ما تمثله أرواحنا وتتوق إليه بهذه الطريقة . ويسخر الكاتب من تصريح السيدة توكل قائلاً : إن السيدة توكل لن تدعنا نحاول أن نكون جيدين ، كيف تكون جيداً وتتلمس طريقك بحضور السيل الجرار توكل !! وهذه السيدة لا تحترم أي عاقل أو مثقف ، ستعود كالسيل ، يا الله كم أن هذه الحياة مليئة بالترهات – يختم الكاتب مقالته .