جنديان إسرائيليان يحتجزان أحد رماة الحجارة في الاشتباكات تلت اقتحام الاحتلال للحرم القدسي (رويترز) نفى مسؤول أميركي أن تكون واشنطن وافقت على بيان صحفي أصدره مجلس الأمن الدولي يعرب فيه عن قلقه إزاء الوضع المتوتر في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما في ذلك القدس الشرقية. وأصدر المجلس بيانه إثر المواجهات التي حصلت أمس بعد اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي للحرم القدسي عقب صلاة الجمعة, مما أوقع عشرات المصابين. وقال رئيس المجلس مندوب الغابون لدى الأممالمتحدة إيسوزي نجونديت في ذلك البيان غير الملزم إن أعضاء مجلس الأمن يحثون كل الأطراف على ضبط النفس وتفادي الأعمال الاستفزازية ويشددون على أن الحوار السلمي هو الوسيلة الوحيدة للمضي قدما إلى الأمام ويتطلعون إلى استئناف مبكر للمفاوضات. لكن مسؤولا أميركيا قال لرويترز شريطة عدم نشر اسمه إن الوفد الأميركي لم يوافق على البيان، وقال إنه أقر بسبب ما وصفه المسؤول "ارتباك في الإجراءات" دون أن يتضح على الفور ما هو هذا الارتباك. وعلمت رويترز من عدة دبلوماسيين بمجلس الأمن على اطلاع على المفاوضات أن الوفد الأميركي لم يقم بمحاولة لإثارة أي اعتراضات على النسخة النهائية للنص والتي قالوا إنه تم إقرارها بالإجماع. ويتم الاتفاق على البيانات الصحفية لمجلس الأمن الدولي بالإجماع ولكنها غير ملزمة، وكثيرا ما يعرقل الوفد الأميركي بيانات مجلس الأمن الدولي المقترحة التي تدين إسرائيل. وقد اتهم المندوب الفلسطيني لدى الأممالمتحدة رياض منصور الحكومة الإسرائيلية ببذل قصارى جهدها لتخريب عملية السلام, محذرا المجتمع الدولي من تصعيد الوضع في الأراضي الفلسطينية. السلطة الفلسطينية تتهم إسرائيل بالحيلولة دون استئناف مفاوضات السلام (الفرنسية) حرب دينية وفي وقت سابق أصدرت رئاسة السلطة الفلسطينية بيانا اتهمت فيه الحكومة الإسرائيلية بمحاولة الحيلولة دون استئناف مفاوضات السلام.
واعتبرت أن قوات الاحتلال تخترق كل الخطوط الحمر، وأن إسرائيل تجر المنطقة إلى "حروب دينية" مشيرة إلى أن الرئيس محمود عباس يجري اتصالات "لوضع حد لهذه الاستفزازات".
وفي غزة اعتبرت الحكومة المقالة ما جرى من عدوان على المقدسات مقدمة لمجزرة تخطط قوات الاحتلال لارتكابها في القدس والخليل، أسوة بما قام به غولدشتاين بالحرم الإبراهيمي في الخليل عام 1994، أو مجازر الأقصى المتتالية.
كما أكد وزير الداخلية في الحكومة المقالة فتحي حماد أثناء مسيرة حاشدة نظمتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بغزة أن يد المقاومة الفلسطينية غير مكبلة للدفاع عن المسجد الأقصى والمقدسات في أي مكان تختاره.
ونظمت حركة الجهاد الإسلامي بدورها مسيرة مماثلة استنكارا للاعتداء على الأقصى والمقدسات. وقد أكدت حماس والجهاد أن الاعتداء على الأقصى هو أولى ثمرات الغطاء العربي للمفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل. جانب من مظاهرات في غزة تنديدا باقتحام الاحتلال للحرم القدسي (الفرنسية) اقتحام الأقصى وجاءت كل تلك المواقف والتحركات بعد إصابة نحو خمسين مصليا بالرصاص المطاطي والاختناق بالغاز المدمع إثر اقتحام قوات الاحتلال باحات المسجد بعد صلاة الجمعة واعتدائها على المصلين.
وقالت مراسلة الجزيرة في القدس شيرين أبو عاقلة إن المواجهات مع قوات الاحتلال امتدت إلى باب حطة وحي العيساوية ورأس العامود.
وأشارت إلى أن الرواية الإسرائيلية تدعي أن شرطة الاحتلال تدخلت بعدما رشق مصلون الحجارة على باحة البراق التي يسميها اليهود "المبكى" كما تنفي مصادر الشرطة الإسرائيلية استخدامها قنابل الغاز أو الرصاص المطاطي.
وطبقا للمصادر الإسرائيلية أصيب 18 من أفراد الشرطة في مواجهات وصفت بالطفيفة، كما اعتقلت قوات الاحتلال خمسة شبان في القدس.
وعقب اقتحامهم باحات الأقصى أغلق جنود الاحتلال جميع الأبواب الداخلية والخارجية، وحاصروا مصلين داخل المسجد، وفق ما أفاد رئيس وحدة القدس بمكتب الرئاسة الفلسطينية أحمد الرويدي للجزيرة.
وفند المسؤول الفلسطيني الرواية الإسرائيلية بشأن اقتحام باحات الأقصى والتي تدعي أنها جاءت بعد رشق الفلسطينيين للحجارة معتبرا أن الأمر كان مبيتا، حيث دمرت سلطات الاحتلال سماعات المسجد الأقصى الأسبوع الماضي.
وأشار الرويدي إلى أن الهجوم بدأ بالاعتداء على المصلين من كبار السن والسيدات، وأكد وجود إصابات بالرصاص المطاطي.