نت .. على بعد 10 كيلومترات من معرة النعمان، تقع مدينة كفرنبل السورية التي أصبحت بحكم المنتفضة على كل شيء، لم يعد المعارضين من أهلها يريدون إسقاط النظام السوري فقط، أصبحت الأماني تراودهم في إسقاط جميع أنظمة الدول في العالم، وصولاً إلى مجلس الأمن، من دون نسيان الجامعة العربية. طموحات معارضي كفرنبل تنطلق من تخلي دول العالم عنهم كما يقولون، فالدور القطري السعودي، لا يتخطي الأفكار الممتازة( نسبة إلى كلام وزير الخارجية السعودية سعود الفيصل الذي إعتبر أن تسليح الجيش الحر فكرة ممتاز) دون أي تطبيق فعلي على الأرض، أما الدول الغربية فلا مصلحة لها بإسقاط النظام، هذا على الأقل ما أصبح يردده المعارضون في "المدينةالمحتلة" كما يطلقون على كفرنبل. وبينما كانت أنظار العالم متوجهة إلى معركة حلب، حاولت ميليشيا الجيش الحر السيطرة على كفرنبل كما يقول رجل يقدم نفسه على أنه قائد أحد سرايا المجموعات المسلحة لعربي برس، ويشير إلى أن "معركة تحرير المدينة بدأت منذ يوم أمس، حيث إندلعت إشتباكات عنيفة بين الجيش الحر، والجيش الأسدي، وإستمرت حتى ساعات متأخرة اليوم". دمار هائل لحق بمواقع المسلحين على الأقل هذا ما لحظناه أثناء جولة تفقدية قمنا بها برفقة القائد العسكري الذي أكد "أن الظروف الصعبة التي رافقت سير المعركة أفشلت خططنا في تحرير المدينة، بالإضافة إلى ان أغلب مقاتلي الجيش الحر يفتقدون إلى الخبرة، الحماس وحده لا يكفي، وعدد كبير من المقاتلين أقدم على التراجع فور سماع أصوات الأعيرة النارية، معظمهم لم يسبق له وان شارك في دورات عسكرية تدريبية(بحكم ان عددا منهم لم يبلغ بعد سن الثامنة عشر)". سبب آخر ساهم في فشل الجيش الحر بحسب أحد قادته، وهو "النظرة الإستخفافية بعناصر الجيش الأسدي، لأننا كنا نعتقد أنهم سينهارون في ضوء هجومنا، إلا أنهم أبلوا بلاء حسنا في المعركة، وهذا يعود إلى حسن تدريبهم، إضافة إلى ان ذخيرتهم لم تنفذ كما حصل ويحصل معنا في كل معركة، ولكننا لن نعتبر ما حصل اليوم هو نهاية المطاف لأننا سنعاود الكرة مجددا فور تحسن الظروف". لا يخفي القائد العسكري سخطه على القنوات الداعمة للثورة السورية، فهم "لم يأتوا على ذكر كفرنبل في نشراتهم الإخبارية، وكأننا غير موجودين على خارطة المعارك في سورية، والأنكى من ذلك، لا ينقلون أخبارنا إلا إذا كانت مثيرة للسخرية، فليعلموا أننا نخوض حربا، ولا نقدم للعرب برامج مسلية فكاهية، فقناة العربية عملت في شهر نوفمبر الماضي على إظهار تحقيق مصور عن اليافطات الساخرة التي نرفعها، وتغض النظر اليوم عن المعارك الدامية التي تشهدها مدينتنا". وعن الكتائب التي تقاتل في المدينة يلفت قائد المجموعة المسلحة إلى "ان كتيبة فرسان الحق بقيادة محمد خالد بيوش هي من تولى افرادها بدء الهجوم"،وعن الخسائر التي لحقت بالمهاجمين يقول" سقط لنا حوالي 12 شهيدا عرف منهم منير البيوش- محمد الخلف - محمد الحشاش– حسن جولاق – مجاهد يعرف بالصقر وهو من الطيبة- محمد دحام البيوش -محمد مالك الشرتح من حاس- ياسر محمد خير الأمين - ابراهيم خالد جولاق من كفروما- خالد عبد الحليم الدندوش- وياسر البكري من حزارين، بالإضافة إلى جرح نحو 40 مقاتلاً". قائد المسلحين يختم بالقول " وصلني خبر يفيد بوصول اول دفعة من الصواريخ المحمولة على الكتف مضادة للطيران موجهة بالليزر، وعسى ان يكون صحيحا لنقارع النظام في معركة متوازنة". إحدى المعارضات السوريات كتبت على صفحتها على مواقع التواصل الإجتماعي "لا حدا يزعل مني فيديوهات عمليات كفرنبل كلها محبطة، عدم تنظيم، تشتت، لا يوجد خطة، لايوجد مشفى ميداني، لا يوجد سلاح، حتى آربيجي لم نشاهد، قال مولوتوف ورصاص على العربات المدرعة، الكل متجمع بنفس المكان وما معروف مين عم يضرب،احتمال وقوع قذيفة على الجميع ونسفهم امر وارد. كل هذا سبب اطالة العملية وارتفاع الخسائر، اكثر من 8 شهاء و35 جريح !. اطالة العملية يعني استجلاب دعم للجيش الخائن وتحديد مواقع القتال وقصفها كفرنبل بحاجة لتخطيط عسكريين والثوار وحدهم ممن كانو بالشرطة او ممن خدم التجنيد الالزامي لا يمكنهم قيادة معركة تحرير قرية وحدهم. حتى تنسيق مع باقي الكتائب كصقور الشام وكتائب المجلس العسكري بالمحافظة غير موجود.