تناول المشير عبدربه منصور هادي – رئيس الجمهورية- في خطابة عدة مواضيع مهمة وإجاب على كثير من الأسئلة التي كانت تشغل الناس وحتى رجل الشارع البسيط التي كان من اهمها هي تسريبات التمديد او التعديل الوزاري وتعديل المبادرة الخليجية، وبالطبع مكافحة الارهاب لا يقل اهمية، ولكن لم يكن متوقعا ان يقول الرئيس سوف نتوقف عن مكافحة الارهاب أي انه من البديهي الاستمرار في هذه الحرب طالما ان هناك من يحمل البندقية في مواجهة الدولة ولكن تأتي اهمية موضوع التمديد والتعديل الحكومي من منطلق ان المواطن اليمني كان متفهما جدا بل مع هذا التوجه لان الجميع شبه متفقين ان مدة السنتين لا تكفي مطلقا لاستكمال عملية بناء دولة نظام تصدعت مداميكه طول عام ونصف من ازمة سياسية قسمت المجتمع بشقيه المدني والعسكري افقيا بالإضافة الى ان الحكومة "حكومة الوفاق" ظهرت عليها اعراض مرضية متوقعة تبدأ من العجز عن تلبية حاجات المجتمع الأساسية نتيجة قلة الخبرة وعدم التحصيص لدى كثير من وزراء الوفاق فهم سياسيون وليسوا تكنوقراط والعرض الآخر هو عدم القدرة على النئي باداء الحكومة بعيدا عن التعصبات الحزبية والولاءات الشخصية ومراكز النفوذ والعودة الى مربع الفساد الاول. وهو المحسوبية وعدم الشعور بالمسئولية الوطنية تجاه كل مكونات الوطن وهذا كفيل بمفرده اسقاط أي حكومة مهما كان الدعم الدولي والإقليمي لها،.. وهو ما شعر به باسندوة مما جعله يتأهب للقفز من العربة كعادته عندما يشعر انها تترنح ولكن خطاب المشير عبدربه منصور هادي كان حاسما في هذا الجانب، لا تمديد ولست من الذين يطلبون السلطة او الطامعين بها فليس فيها ما يغري وليس هناك أي تعديل حكومي وعلى الجميع تحمل مسؤولياته واكمال المشوار الذي بدأناه ولا مجال للقفز من العربة ومن تذوق طعم القرارات الجمهورية والتعيينات الجديدة يجب ان يتذوق معاناة تنفيذ ما تبقى من المبادرة الخليجية وسم الفشل امام الشعب حتى تتضح الرؤية امام المواطن لمن سيدلي بصوته في الانتخابات القادمة وما هي قدرات كل طرف سياسي على قيادة هذا البلد والدفع بقدراتها المحدودة نحو التنمية والبناء على المواطن ان يعرف الفرق بين لغى الخطابات والتباكي على الاطلال وبين لغة الإدارة بعيدا عن العواطف من هنا تأتي اهمية خطاب الرئيس في احراج جميع اطراف الأزمة اليمنية وأولهم باسندوة الذي عاد الى العربة محرجا وبعد ان كان يحاول الفرار نحو الحسم الثوري وللتصعيد الاعلامي والهروب من استحقاقات المبادرة الخليجية لصالح اسياده الراغبين بالتضحية ولو بجزء من الحكومة مقابل منصب نائب رئيس الجمهورية وقد بدأ هذا جليا من خلال الوساطة التي قامت بها دولة خليجية منذ شهر إلا ان خطاب الرئيس حسم المسألة لصالح الاستمرار بتنفيذ المبادرة الخليجية بكل حزم بل والتحذير من مغبة الالتفاف عليها او على جدولها الزمني من قبل أي طرف منهيا بذلك حقبة سوداء عرفت في تاريخ اليمن المعاصر وهي حقبة التحالف القبلي العسكري الذي كاد يؤدي بالنظام الجمهوري وكل مكتسبات ثورتي سبتمبر واكتوبر والعودة الى نقطة الصفر ومربع الامامة والحكم الشمولي وتقسيم البلاد مناطقيا وطائفيا.. فهذا الحلف الأسود لا يتروع في سبيل الحفاظ على مقاليد السلطة في يده ان يضحي بكل شي وبخطاب المشير هادي حُسم الامر فلا يوجد سلطة في يد احد سوى رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة المنتخب من الشعب والذي يمثل ارادته الشرعية ولا احد فوق هذه الشرعية ومن يقف امامها فمصيره المحاكمة او النفي وعليه فان المشير هادي اعلن منذ اليوم تدشين صرح "الجمهورية الثانية" على انقاض جمهورية "القبيلة والعسكر" على انقاض "جمهورية ملوك الطوائف" وحكم المماليك والانتقال من شرعية "القوة والامر الواقع" الى شرعية اختيار الشعب وشرعية الستة ملايين وثمانمائة الف صوت والتي قالت "نعم" للجمهورية الثانية – جمهورية النظام والقانون والدستور والمؤسسات الموحدة والمواطنة المتساوية- والديمقراطية المسئولة.. واخيرا اتمنى ان تكون رسالة الرئيس وصلت الجميع وفهمها الجميع.. والله من وراء القصد