موقع أمريكي: صواريخ اليمن استهدفت الدمام و أبوظبي وتل إبيب    فقدان 60 مهاجرا قبالة سواحل ليبيا    نيمار.. موهبة صقلها الفقر ودمرها المال    بين صنعاء وعدن .. على طريق "بين الجبلين" والتفاؤل الذي اغتالته نقطة أمنية    شاهد الان / رد البخيتي على مذيع الجزيرة بشأن وضعه على قائمة الاغتيالات    ترامب يؤكد ان مكان خامنئي معروف ويستبعد استهدافه وإسرائيل تحذّر من انه قد يواجه مصير صدام حسين    ندوة في الحديدة إحياءً لذكرى رحيل العالم الرباني بدر الدين الحوثي    الحديدة.. فعاليتان في المنيرة والزهرة بذكرى يوم الولاية    الإمارات توضح موقفها من الحرب بين إيران وإسرائيل وتحذر من خطوات "غير محسوبة العواقب"    السامعي: حرب الكيان الصهيوني ليست على ايران وحدها وعلينا تجاوز الخلافات    الصحة العالمية: اليمن الثانية إقليميا والخامسة عالميا في الإصابة بالكوليرا    من يومياتي في أمريكا .. بوح..!    بنسبة 20%.. تخفيض أجور النقل من ميناء عدن إلى المحافظات الواقعة تحت سيطرة الحوثي    من يومياتي في أمريكا .. بوح..!    التربية تعمم باسعار الكتب الدراسية ! (قائمة بالاسعار الجديدة)    تراجع الذهب عند التسوية مع ارتفاع الدولار    العبسي: تعرضنا للاعتداء من رجال مرور وكالوا لنا الشتائم    لأول مرة في تاريخه.. الريال اليمني ينهار مجددًا ويكسر حاجز 700 أمام الريال السعودي    افتتاح مشاريع خدمية بمديرية القبيطة في لحج    إيران تطلق موجة جديدة من الهجمات وصافرات الإنذار تدوي في الأراضي المحتلة    وزير الاقتصاد يلتقي المواطنين خلال اليوم المفتوح    إخماد حريق في معمل إسفنج بالعاصمة صنعاء    برشلونة يتوصل لاتفاق مع نيكو ويليامز    حوادث السير تحصد حياة 33 شخصاً خلال النصف الأول من يونيو الجاري    استعدادًا لكأس الخليج.. الإعلان عن القائمة الأولية لمعسكر منتخب الشباب تحت 20 عاما    أخر مستجدات إعادة فتح طريق رابط بين جنوب ووسط اليمن    أبو شوصاء يتفقَّد قصر الشباب ويطِّلع على مستوى الانضباط في الوزارة والجهات التابعة لها    الوزير الزعوري يناقش مع مؤسسات وهيئات الوزارة مصفوفة الأولويات الحكومية العاجلة    تلوث نفطي في سواحل عدن    الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال رئيس أركان الجيش الإيراني الجديد    على خلفية أزمة اختلاط المياه.. إقالة نائب مدير مؤسسة المياه والصرف الصحي بعدن    قصة مؤلمة لوفاة طفلة من ردفان في أحد مستشفيات عدن    اسعار الذهب في صنعاء وعدن الثلاثاء 17 يونيو/حزيران 2025    الإفراج عن 7 صيادين يمنيين كانوا محتجزين في الصومال    طبيب يفند خرافات شائعة عن ورم البروستاتا الحميد    بالأدلة التجريبية.. إثبات وجود ذكاء جماعي لدى النمل!    صوت الجالية الجنوبية بامريكا يطالب بالسيادة والسلام    الشرق الأوسط تحت المقصلة: حربٌ تُدار من فوق العرب!    أمن العاصمة عدن يلقي القبض على خلية حوثية    قرار مفاجئ للمرتزقة ينذر بأزمة مشتقات نفطية جديدة    راموس: اريد انهاء مسيرتي بلقب مونديال الاندية    كأس العالم للأندية: تشيلسي يتصدر مؤقتاً بفوز صعب ومستحق على لوس انجلوس    وجبات التحليل الفوري!!    القائم بأعمال رئيس المجلس الانتقالي يتفقد مستوى الانضباط الوظيفي في هيئات المجلس بعد إجازة عيد الأضحى    البكري يبحث مع مدير عام مكافحة المخدرات إقامة فعاليات رياضية وتوعوية    تعز.. مقتل وإصابة 15 شخصا بتفجير قنبلة يدوية في حفل زفاف    بايرن ميونخ يحقق أكبر فوز في تاريخ كأس العالم للأندية    علماء عرب ومسلمين اخترعوا اختراعات مفيدة للبشرية    مناسبة الولاية .. رسالة إيمانية واستراتيجية في مواجهة التحديات    حصاد الولاء    مرض الفشل الكلوي (8)    من يومياتي في أمريكا .. صديقي الحرازي    هيئة الآثار :التمثالين البرونزيين باقيان في المتحف الوطني    وزير الصحة يترأس اجتماعا موسعا ويقر حزمة إجراءات لاحتواء الوضع الوبائ    - عضو مجلس الشورى جحاف يشكو من مناداته بالزبادي بدلا عن اسمه في قاعة الاعراس بصنعاء    سرقة مرحاض الحمام المصنوع من الذهب كلفته 6ملايين دولار    اغتيال الشخصية!    فشل المطاوعة في وزارة الأوقاف.. حجاج يتعهدون باللجوء للمحكمة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لن يصبح الاخوان جزء من العملية السياسية ورسالة دكتوراة (أبو مازن) إدانة عليه
في حوار مع عضو سابق في الكنيست الاسرائيلية
نشر في حشد يوم 24 - 09 - 2013

العضو السابق في الكنيست الاسرائيلية- في مقابلة اجرتها صحيفة (جيروسالم بوست) في العام 2001م ، توقع خلالها الكثير من الاحداث التي سترافق دول ما يسمى بالربيع العربي، ولأهمية ذلك قامت أسبوعية "حشد" بنشر المقابلة في عددها الصادر يوم أمس الاول السبت الموافق 21 سبتمبر 2013م وهي كالتالي:
ترجمة: د. بلقيس الحضراني
اعداد / أكرم الجولحي

•الصحفي: ماذا عن البلاد التي غادرتها وراءك، وإذا ما نظرت إلى الماضي من خلال 2011م هل تشعر أن الاتحاد السوفيتي قد "تمقرط" أي حقق عملية الديمقراطية؟ ألا تعتقد أن المناخ السياسي ينزلق مرة أخرى نحو الشمولية.
•شارانسكي: لا تزال روسيا بعيدة جدا عن الديمقراطية في الغرب. وهذا يتضح جليا بوجه خاص من خلال النظام القضائي، فالمحاكم ليست مستقلة في الحقيقة، أما أولئك الذين يقولون أنها لا تزال نفس نوع الديكتاتورية كما كانت في الاتحاد السوفيتي سابقا، فهو أمر مثير للسخرية.
لقد كانت بلدا تدار من قبل مخابرات ال"كي جي بي" والملايين في سجون "الجولاج".
وكان هناك جيشا من المخبرين. أما اليوم فالواقع يختلف. ما حدث هناك، آنذاك، يتوافق مع ما يحدث الآن، في منطقتنا. إذ أن الناس في جميع الثقافات يصبحون تحت حكم الديكتاتور مزدوجي التفكير(1). يعيشون في خوف وهم لا يريدون أن يعيشوا في خوف، لذا فإنهم عندما يجدون فرصة لاختيار إنهاء ذلك فإنهم يصنعون ذلك الاختيار...

•الصحفي: هل كانت الرغبة في أن لا يعيشوا في نفس المناخ الذي كان سائدا هو ما أخرجهم إلى الشوارع؟
•شارانسكي: عندما تكون لديك حكومة لا تتغير، وليست ديمقراطية فسيكون لدى الناس الكثير من الشكاوى، وعندما يعبرون عنها في مثل هذه الأنظمة فإنهم يعاقبون. وهو ما لا يرغب فيه الناس. وعليهم أن يعيشوا في حالة رقابة ذاتية على أنفسهم، وأن يحرصوا على ما يقولونه وإلا فسيتم معاقبتهم. ففي مصر وعلى سبيل المثال، تم اختطاف صحفي قبل خمسة سنوات إلى خارج المدينة وترك عاريا بعد تهديده بعدم نشر أي موضوع ضد مبارك. نفس الشيء حدث مع سعد الدين إبراهيم، إذ تم اعتقاله في اليوم التالي بعد أن طرح بأن الانتخابات غير ذات جدوى لأن الرئيس القادم سيكون ابن مبارك..
هذا ما يحدث على مستوى النخبة وهو ما يعني أنه على المستوى الأسفل يتحتم على الناس أن يراقبوا أنفسهم بشكل دائم- ما الذي يمكن أن يقولونه وما الذي لا يمكن. وهي حياة غير مريحة، فإذا استطعت أن تتخلص منها دون أن تخاطر بحياتك فإنك لا شك سوف تفعل ذلك.
•الصحفي: هل هذا ما يفعله المصريون الآن؟
•شارانسكي: نعم... وهذه هي نظريتي التي عبرت عنها في كتابي (قضية الديمقراطية): أنه كلما طال أمد الديكتاتورية كلما تحول المؤمنون الحقيقيون إلى "مزدوجي التفكير" لتجد في السنوات الأخيرة للنظام الديكتاتوري أن كل فرد قد أصبح مزدوج التفكير وهذا ما جعلني أقول منذ وقت طويل بأن إيران أصبحت دون أدنى شك ناضجة لقيام ثورة اجتماعية. والحقيقة أنها مثالا فريدا فخلال جيل واحد وبسرعة كبيرة أصبح معظم المؤمنين الحقيقيين تقريبا مزدوجي التفكير. هناك لحظة حاسمة جدا في الزمن تسمى بالثورة. وهي تحدث فجأة عندما تتمرد جماعات كبيرة من مزدوجي التفكير، لا واحد، ولا اثنين، إنها تشبه لحظة غليان الماء عندما يصل إلى مائة درجة مئوية، حينها، إذا ضاعت هذه اللحظة وتراجعت إلى الوراء فإن هذه اللحظة الحاسمة سرعان ما تختفي. وهذا ما حدث في إيران (اندلعت المظاهرات وتلاشت في إعقاب انتخابات عام 2009م)، حيث شعر بعض الناس منهم منظمات طلاب كبرى اتحادات تجارية- أن بإمكانهم الخروج إلى الحواجز والمتاريس إضافة إلى الملايين من الذين كانوا يجلسون وينتظرون مع مجموعات الفيسبوك والانترنت. ولكن حينها وفي تلك اللحظة خرج زعيم العالم الحر (4) ملمحا بأن ارتباط أمريكا بالنظام الإيراني هو أكثر أهمية من تغييره، وفي الحال إنهار كل شيء.
•الصحفي: في هذه اللحظة الحاسمة خذلهم رئيس الولايات المتحدة؟
•شارانسكي: نعم... وهذا ما قلته لأقرب مستشاريه آنذاك. قلت أنني لا أستطيع أن أفهم كيف يمكن لرئيس أمريكا أن يلقي مثل هذا الخطاب. وبالمناسبة فإن خطابه الذي ألقاه بمناسبة الذكرى الأولى "للثورة الإيرانية" كان رائعا، إلا أنه جاء متأخرا بعد مرور عام على ذلك تماما. لأنك الآن إذا حولت المزدوجي الفكر إلى متمردين مرة أخرى فهم حسنا... لا تزال هناك فرصة، إلا أنك بحاجة إلى مزيد من الدفع الجاد.

•الصحفي: "الخطوة الصحيحة" هو أن يقر ر الشعب المصري مصير مستقبله؟
•شارانسكي: حقا. إن الخطوة الحاسمة التي لم تتخذ بعد ويمكن اتخاذها تعتمد على "الرابط". وهنا فإن العالم الحر محظوظ لاعتبارين، الأول إن ما حدث في مصر حدث ولا يزال، والإخوان المسلمون لا يمتلكون القوة الكافية (لاكتساح السلطة). وكلما طال أمد الديكتاتورية كلما ساعد العالم الحر على تدمير كل حركة احتجاجية ديمقراطية ليصبح الإخوان المسلمون في نهاية المطاف أكثر قوة. وفي عام 2007م في براغ (5) (لقاء نظمه شارانسكي في المؤتمر الدولي للمنشقين) طرح سعد الدين إبراهيم سؤالا على الرئيس بوش : لماذا تدعمون مبارك؟ فأجاب حتى لا يكون البديل هم جماعة الإخوان المسلمون... فرد سعد الدين قائلا: هذا خطأ ترتكبونه.
إذا ما ترك الخيار للمصريين فإنه سيكون قطعا، الأخوان المسلمون. قبل مضي عشر سنوات كان نسبة المؤيدين لهم 10% واليوم هم يقولون أن النسبة هي ما بين 25% أو 30%.
فما يدرينا ماذا سيحدث بعد 10 سنوات إذا لم تتغير الأمور.
الناس تعساء، والبديل الوحيد لهذه التعاسة في اعتقادهم هم الإخوان المسلمون، لقد عمل العالم الحر على تدمير أي بديل ديمقراطي. وعليه فإنه أمر جيد أن يحدث هذا في مصر الآن في وقت لم يصبح فيه الإخوان المسلمون، بعد اقوياء بما فيه الكفاية.
أما الاعتبار الثاني، فهو أنه أمر جيد أيضا أن هذا يحدث في مصر التي تحصل على ثاني أكبر مصفوفة مساعدة من أمريكا (بعد إسرائيل). إن أمريكا لديها الكثير من النفوذ. الكثير من الروابط مع أي رئيس مصري في المستقبل. (فأي رئيس منتخب لمصر كائنا من يكون، إذا اراد حل المشاكل لا بد أن يعتمد على المساعدات المقدمة من العالم الحر، فهو لن يذهب إلى إيران لطلب المساعدة. فإذا ما طرح العالم الحر بوضوح بأن مساعداتنا مربوطة بالإصلاحات الديمقراطية ستكون هناك أخيرا فرصة للبدء في بناء تحرك إلى الأمام. أما تلك المعاهدات، التي يتعذر الدفاع عنها، والتي تمت بين مجموعة من الديكتاتوريين تحت مزاعم أنها ستأتي لنا بالاستقرار فإن العالم الحر لم يقم بإبطالها، من قام بذلك هم الناس الذين نزلوا إلى الشوارع. إنها فرصة وأتمنى أن تلتقطها أمريكا.
•الصحفي: تابعنا سرعة تخلي "البيت الأبيض" عن حليفها مبارك وهو الأمر الذي أثار استياء بعض الأسرائيليون، إضافة إلى تشجيعه لمشاركة الإخوان المسلمون في العملية الانتقالية. هل ما تقوم به أمريكا هو صواب.؟
•شارانسكي: ما قامت به أمريكا هو صواب فقد أدركت أن مبارك حليف مثير للمشاكل (6) ولن يشكل تم على المدى الطويل، إمكانية أن يكون حليفا من أي نوع وهذا ينطبق ايضا على جميع الحكام الديكاتوريين. وفي لحظة ما ستدرك ذلك فيما يتعلق بالمملكة العربية السعودية. لقد كانت دائما هذه القضية هي القضية الأصعب حتى بالنسبة لرؤساء أمريكا الذين يدركون...
•الصحفي مقاطعا: مثل جورج بوش.؟
•شارانسكي: بوش ذهب أبعد من أي رئيس آخر فيما يتعلق بأجندة الحرية (7). فهو حقيقة يؤمن بذلك بشكل مثالي. والنقطة- التي لا يتفق معي حولها- مع أنه تحدث إلى الجميع كي يقرأوا كتابي: هذه النقطة هي مسألة الانتخابات. فعلى العكس مما آمن به بوش فإن الحرية والديمقراطية لا تعنيان الانتخابات. إذ أن الديمقراطية ترتبط بانتخابات حرة ومجتمع حر وعليه يجب أن يكون لديك مؤسسات حرة.
•الصحفي: لو تفضلت أن توضح لنا لماذا لا تشكل الانتخابات بمفردها الديمقراطية، وحول لماذا تحتاج إلى الانتخابات في مجتمع حر؟
•شارانسكي: المجتمع الحر يعني أن هنالك مؤسسات تضمن لكل فرد فرصة الاختيار بين طرق مختلفة للحياة، دون أن تتعرض حياته للخطر مهما كانت خياراته. وعلى سبيل المثال المجتمع الفلسطيني كان تحت الاحتلال الإسرائيلي بعد ذلك، جاء ياسر عرفات الذي حول سلطته إلى مافيا تدير البلاد، في حين يخضع له الناس. وكوزير سابق للصناعة والتجارة حاولت التفاوض مع نبيل شعث حول مشاريع مشتركة لمساعدة بلاده وخلق المزيد من فرص العمل، إلا أنه لم يكن مهتما بأي شيء، اهتمامه الوحيد هو كيف يوطد المزيد من التحكم. وكان الناس قد سئموا من ذلك. بعدها كان هناك انتقال للسلطة إلى أبومازن بعد وفاة عرفات. وقد سألني بوش عن رأيي في أبومازن هل هو رجل سيء أو جيد؟ فأجبت بأنني استطيع أن أثبت أنه رجل سيء من خلال قراءة اطروحة الدكتوراه التي قدمها عن "العلاقة بين القادة الصهيونيين والنازيين في روسيا" كما أنني استطيع أن أثبت لك أنه جيد مقارنة بياسر عرفات حيث وقد شاهدتهما معا على طاولة المفاوضات..... وبعدها انتقل الفلسطينيون للانتخابات مباشرة في وضع لا يزال هناك خوف كبير من نظام عرفات. وفي بعض القرى المسيحية اعتبر المسيحيون حماس أكثر حرصا على حمايتهم ، وعليه فقد أصبح المسيحيون فجأة أصوليين وصوتوا لحماس.. وهذا ما يحدث عندما تدير انتخابات في مجتمع يعيش في خوف... لقد حصلت حماس على 51% في حين كانت النسبة ستختلف تحت ظروف أخرى..
وفي خطاب استقالتي من حكومة اريك شارون حذرت من ان حماس ستسيطر على غزة في ابريل 2005م (تحت خطط فك الارتباط). وهو لامر سيئ بالنسبة لليهود وللفلسطينيين. وفي مصلحة حماس، وبدلا عن فك الارتباط اقترحت أن تكون هناك فترة انتقالية لمدة ثلاث سنوات للاصلاحات بالمشاركة مع الأمريكان وربما المصريين. وفي هذه السنوات سيتم ترسيخ اقتصاد مستقل، التعليم، تفكيك مخيمات اللاجئين وخلق ظروف افضل لهم، وبالطبع سيكون هناك تعاون في مجال مكافحة الارهاب. واقترحت أن تتم الانتخابات بعد ثلاث أو اربع سنوات من هذا العمل.
هذه الانتخابات قطعا ستكون انتخابات حرة، ولدى الشعب خيارات مختلفة دون أن يخاف بل ستتم حمايته. حينها سيكون لديك شركاء كي تتفاوض معهم حول عملية السلام. سيكون عندك أناس جاءوا عبر الانتخابات سواء أحبوك أم كرهوك، كانوا من المعادين للسامية أم لا، إلا أنهم سيحرصون على رفاه شعبهم.
•الصحافي: هل يحدث شيء من هذا الآن في الصفة الغربية مع رئيس الوزراء سلام فياض؟
•شارانسكي: أن القضية لا ترتبط كثيرا بفياض، ولكن تعود إلى اللجنة الرباعية حيث أدرك بلير في نهاية الأمر كما استوعبته إلى حد ما أوربا وهو أنه لا وجود لما سمي بعملية السلام وأنا أعتقد أيضا أنها لم توجد بتاتا لأن بناءها تم منذ البداية حول هذه الفكرة ألا وهي فكرة الديكتاتور القوي الذي سيقوم بتقديم السلام لنا. لم تكن مطلقا عملية سلام لقد كانت فقط تدور حول كيفية تسوية وضعنا مع الحكام الديكتاتوريين. ولكن لأنهم حكاما ديكتاتوريين فإن كراهية شعبهم لهم، قطعا، ستزداد نموا... وعلى كل فقد كانت هذه هي فكرة السلام التي دعمها الاتحاد الاوربي وامريكا ومعظم الاسرائيليون.
•وقد كان نتينايهو أكثر تفهما لمحدودية فعالية عملية السلام مع الديكتاتوريين" فيما قال أريك شارون حسنا، ناتان لقد تمكنت من اقناع بوش بشيء غير موجود. فأفكارك لا تمت بصلة إلى الشرق الأوسط، وعليك أن لا تتدخل كثيرا".
•في الضفة الغربية هناك البشاير الأولى لاقتصاد سوق حقيقي وهذا جيد. فيما لا توجد هناك مؤشرات عن تحسن في النظام التعليمي. وهناك مؤشرات عن استقلال... عن قوى تتعاون معنا في مجال الأمن.
•هذه هي البدايات وإذا ما استمرت هذه العملية التي يجب أن تتضمن التعليم أيضا.
الصحفي:ما الذي يحتاج إليه التعليم في فلسطين؟
•شارانسكي: التعليم الرسمي في قطاع فلسطين لا يزال يدور حول أن اسرائيل ليس لها الحق في الوجود. لا يوجد هناك قائد فلسطيني لديه استعداد للذهاب إلى أي معسكر للاجئين ليقول لهم : يا جماعة اسمعوا، ستكون لديكم دولة ولكنكم لن تعودوا إلى تل أبيب. وعليه فلنبدأ مناقشة خيارات أخرى" أنا أتذكر- لا اعرف في أي اجتماع كان- قدم اولمرت مقترحات سخية لأبوا مازن وطلب منه الاعتراف بنا كدولة يهودية ديمقراطية وأيقن بوش حينها أن أبومازن سيعلن ذلك إلا أن أبومازن قال لا. اندهش بوش.. كما اندهش اولمرت، فقد كانا واثقين أن ذلك المقترح السخي سيجعله يوافق. إلا أن أبو مازن قال "إنها خيانة لشعبنا في مخيمات اللاجئين الاعتراف بدولة يهودية ديمقراطية". وبالطبع فالمسألة ليست مسألة الذهاب إلى مخيمات اللاجئين وأن تقول ذلك، يتعين عليك البدء في عملية بناء حياة طبيعية للناس فأنت لا تستطيع الاستمرار في إبقائهم في المخيمات كي تستخدمهم كسلاح ضدنا. وعلى كل هناك شرارات أولى إلا أنها عملية طويلة. وهذا ما يفسر لنا لماذا أن جميع التصريحات التي خرجت حول التوصل إلى اتفاق سلام خلال عام أو نصف عام أولا خلال سنتين لا تعني شيئا وهذا يعيدنا أيضا إلى نفس الفكرة وهي فكرة الحرص على الارتباط بأي شخصية نستطيع التوقيع معها على اتفاق..
وهي الفكرة التي تقوم على اعتماد أبو مازن على الجيش الإسرائيلي وعلى أمل أن يكون بطريقة ما أكثر اعتمادا، وعليه فإنه سيقوم بتوقيع الاتفاقية (7).
•الصحفي: وما هو الخطأ في ذلك؟
•شارانسكي: ما تحتاج إليه هو بناء عملية السلام من الاسفل إلى الأعلى يعني اصلاحات ديمقراطية ولكنني كنت دائما ما أسمع "انسى تماما هذه الفكرة... إنها لا تنفع مع الحكومات العربية..
إنها تأتي من النهاية الأخرى. وليست اطلاقا من عملية السلام. هنا... يأتي الناس يطالبون البناء من الأسفل دون أن يكون لديهم أي ارتباط (بعملية السلام). إنها فرصة عظيمة.
•الصحفي: والآن ما العمل وفي السياق المصري، ما الذي يحب أن يتخذه الغرب؟ وما هي الإشارات التي يجب أن يتم ارسالها. فرضا.. انك قائد العالم الحر ما العمل الذي ستعمله؟
•شارانسكي: كنت سأقوم بإصدار قانون مباشرة لإلغاء المساعدات الأمريكية لمصر بشرط أن يذهب منها 20% للاصلاحات الديمقراطية المطلوب هو رابط حقيقي.
إن رغبة الشعب يجب أن تسمع، والمسألة لا تخصنا، وتقرير من سيكون هذا الرابط ، عمر سليمان أو البرادعي أو أي شخص آخر هي مسألة لا تخصنا فالمهم أن أي رئيس كائنا من يكون لمصر لن يرغب في الاعتماد على إيران أو حتى على السعودية، وعلى أي حال فمصر بين العالم الحر والأصوليين الإسلاميين. وعلى جميع العالم الحر أن يقول: "نحن على استعداد لمساعدتكم نحن على استعداد لدعمكم...نحن على استعداد أن نكون معكم ولكن بشرط أن : أولا أن لا يكون هناك مصادرة لحرية التعبير وحرية الصحافة الخ...ثانيا: اقتصاد مستقل حر: ثالثا: نظام تعليمي متسامح وتعددي يتمكن الناس فيه من اختيار كيف يتعلمون وماذا يتعلمون وأخيرا... كل الاتفاقيات التي تم توقيعها مع الجيران المتعلقة باستقرار المنطقة يجب أن يتم احترامها".


على العالم الحر بأكمله أن يقول بأنه لن يُسمح لأحد بالمشاركة وبالتمكين السياسي من خلال عملية الانتقال إلا لأولئك الذين يقبلون بهذه المبادئ ويقبلون بمبادئ التغيير الديمقراطي. وإذا تقبل الإخوان المسلمون بشكل صادق كل ذلك فبإمكانهم أن يكونوا جزءا من العملية ولكنهم اذا استمروا (ومهما تذرعوا) بالحديث في مساجدهم عن الحرب ضد إسرائيل أو إذا ما صرحوا بأن الديمقراطية لا تملك سلطة تشريع القرارات حينها لن يكونوا جزءا من العملية . لا يزال بإمكان العالم الحر بأن يفعل ذلك في هذه اللحظة التاريخية.
•الصحفي: وعليه أنت تعتقد بأن هذه فرصة غير عادية الآن، وبأن أمريكا قد قامت على الأقل بإرسال بعض الإشارات الصحيحة؟
•شارانسكي: نعم... لم تكن هناك فرصة طالما اعتقد قادة العالم الحر بأن الحكام الديكتاتوريين الأقوياء في العالم العربي هم من يستطيع أن يأتي لنا بالاستقرار، وبأن الديكتاتوريين الأقوياء فقط هم حلفاؤنا، وقد استمر هذا الاعتقاد طويلا.. لم تكن هنالك فرصة.
•الصحفي: فرصة لتحقيق ماذا؟
•شارانسكي: لم تكن هناك فرصة للإصلاح أو لعملية سلام. وفي لحظة إلغاء هذه المعاهدات بين الديمقراطيات (والعالم الحر) وبين الحكام الديكتاتوريين حينها ستكون هناك فرصة لتصورات جديدة ومقاربات جديدة. وهذا يعتمد علينا الآن.
أما على الجانب العربي فلقد قاموا بدورهم. لقد أعلنوا موقفهم من خلال "نحن هنا" و أن " أولئك الذين اعتقدوا أن الديمقراطية لا تنفع لنا، حسنا، ها نحن نبرهن أنها تصلح لنا "ويقع الدور الآن على قادة العالم الحر أن يثبتوا لهم أنهم يؤمنون بأن الديمقراطية تصلح للعرب".
•الصحفي: ماذا لو أن مصر وبقية الدول العربية والفلسطينيين ذهبوا في هذا الاتجاه من خلال الاشارات الصحيحة التي يرسلها الغرب والدعم؟ ماذا لو اتضح أن ارادة الناس تحت حكم ديمقراطي حقيقي هي إزالة دول إسرائيل من الوجود وهو الأمر الذي سيبرر بأن هذا ما يريده الناس؟
•شارانسكي: بالطبع لا يمكننا عدم الاعتماد على قوة الجيش الإسرائيلي ولو للحظة واحدة، إنما هذه هي الفرصة الوحيدة أمامنا (لتغيير حقيقي).. فخلال كل ما سمي بعمليات السلام كان اعتمادنا كله على الجيش الإسرائيلي وعلى قدراتنا وامكانياتنا الحربية أكثر فأكثر. ولا أزال أؤمن بأنه يجب أن لا تضعف. ولكن الفرصة الوحيدة لخلق شيء يجعلنا أقل اعتمادا على قوتنا العسكرية هو إعطاء فرصة للإصلاحات الديمقراطية. وأنا اعتقد أنها ستنجح لأن الغالبية من الفلسطينيين في نهاية الأمر لا يرغبون في استمرار العيش في مخيمات اللاجئين و هم الأكثر قربا من الآخرين من أفكار العالم الحر، ومن اقتصاد السوق والأكثر تعليما، ولكن الحقيقة هي أنه لم تُعطى لهم فرصة الاختيار. ففي عام 1993م جئنا بعرفات الذي قال "الآن سنصبح ديكتاتورية".
•الصحفي: إذن على إسرائيل أن لا تقلق مما يحدث في المنطقة؟ علينا أن نقول للجماهير العربية حسنا ما قمت به كي يعرف الغرب أنها لا ترغب أن تعيش تحت حكم الديكتاتورية.؟
•شارانسكي: هذه هي اللحظة التاريخية بالنسبة للإسرائيليين الذين يؤمنون بأن السلام يجب أن يتم بناؤه من الأسفل إلى الأعلى وعليهم أن يستعدوا لهذه الفرصة. الإسرائيليون أمثالي كالوزير موشى "بوجي يالون" هم ليسوا كثيرين. هذه لحظة عظيمة فلنحاول أن نستخدمها. ولكل أولئك الذين يؤمنون بهذا، ولكل من يعتقد مثلما كان يحدثني إريك شارون، أن هذه الأفكار حول الحرية ليست ذات جدوى في الشرق الأوسط. أقول لهم: هذه هي اللحظة التي يجب علينا أن نعيد فيها التفكير. قد يكون من الخطأ إبقاء هؤلاء الناس للأبد تحت سيطرة الأنظمة الديكتاتورية، وهو أمر كان يعمل ضد مصلحتنا، إذ كانت نتيجته صعود الإخوان المسلمون سواء في إيران أو في السلطة الفلسطينية أو في مصر. لقد تطلعنا أن يكون لدينا اتفاقيات سلام عظيمة مع هؤلاء الديكتاتوريين، إلا أن الإخوان المسلمون سيحلون محل هؤلاء الذين وقعوا معنا اتفاقيات السلام هذه. قد تكون هي اللحظة التي يجب ان نحاول فيها وضع كل ثقتنا في الحرية. فنحن لن نخسر شيئا.
الإخوان المسلمون قادمون على أي حال، إذا استمرت الأمور على ما كانت عليه. فمن المحتمل من هذا المنطلق أن تكون لدينا فرصة لعدم مجيئهم. على إسرائيل أن تدرك هذا.
فإنا لا أريد استبعاد كل هذه المشاعر. لقد عملت التغييرات الحديثة على تقوية الأصوليين.
•الصحافي: في لينان، في إيران ، في غزة وفي تركيا؟
•شارانسكي: يجب أن ننتبه لأن شركاءنا...
•الصحافي: ارجو أن توضح هذا؟
•شارانسكي: أوروبا تطالبنا بالتفاوض مع حماس ثم بعد ذلك يطالبوننا بتقبل مشاركة حزب الله بنسبة 50% في الحكومة اللبنانية. ليأتي قادة أمريكا ويقولون "حسنا، ان الارتباط بالنظام هو أكثر أهمية بالنسبة لنا، من مَن هو في داخل هذا النظام".
•حقا هناك أسباب للقلق، نحن دولة صغيرة ويمكن أن يتم تدميرنا خلال يوم واحد إذا ما خفضنا سقف جاهزيتنا، ولكن من الناحية الأخرى وبينما نحن مستمرون في المحافظة على هذه الجاهزية،علينا أن نشعر بالفرح لأن ما يحدث الآن، في الشارع العربي يحدث قبل أن يسيطر الإخوان المسلمون على كل الشرق الأوسط. وهذا ما قد يتم. علينا أن نفرح لأنه يحدث في دولة لا تزال تعتمد على العالم الحر بشكل كبير، ولنحاول أن نبحث عما إذا كنا نستطيع أخيرا، إيجاد طرق جديدة لتحقيق عملية السلام، وليس فقط تلك العملية التي تعتمد فقط على شيء واحد- على قوة الجيش الإسرائيلي.
•الصحافي: لنعود الآن إلى بداية الحديث. هل ما يحدث في الشرق الأوسط هو شيء يشبه مع ما حدث من انهيار للاتحاد السوفيتي؟
•شارانسكي: ليس بهذه البساطة. كما ذكرت أن ما يحدث هنا هو تجربة ديمقراطية بحته، بينما هناك لم تكن فقط، تجربة ديمقراطية، فقط أنها لحظة امتلاك كل تلك القوميات والعقائد الحرية في أن تعود مرة أخرى إلى قومياتها ومعتقداتها. ولهذا تفككت .... تفككت بشكل سريع. وقد اندهش العالم لكيفية تفكك هذه الامبراطورية الشيوعية.
أما هنا فلديك تجربة ديمقراطية بحتة تجسد قوة الديمقراطية. إن عنوان كتابي "قوة الديمقراطية لهزيمة الاستبداد والإرهاب" وهو ما يحدث. وعليه فإن دور العالم الحر هو في أن يكون هناك تعاون حقيقي مع رغبة الناس في أن لا يعيشوا تحت الخوف مهما كانوا حتى لو كانوا من المعادين للسامية و ممن تربوا على الثقافة التقليدية التي تدعو إلى قتل اليهود. فالأمر لا يتعلق بنا وبهم. إنها قضية تتعلق بهم وبقياداتهم. وفي هذه اللحظة فإن كل شيء تقريبا يعتمد على الموقف الذي سيتخذه العالم الحر. وفي الحقيقة كان هناك بعض القادة في العالم الحر، وبعض الصحفيين البارزين يأتون إلينا ويقولون لنا: "لقد حان الوقت. لقد حان وقت تقديم التنازلات". وهو الأمر الذي يعكس أنهم حقيقة لا يدركون ماذا يدور. أقصد، لمن نقدم التنازلات.؟
هل للناس الذين في شوارع مصر أم للحكام الديكتاتوريين التي أصبحت أيامهم معدودة؟
أما الآن فهذه هي اللحظة التي ليست للحديث عن التنازلات مع ابو مازن ولكنها للبدء في بناء سلام من أسفل إلى الأعلى.... وتحقيق الديمقراطية في النهاية للفلسطينيين.
إذا ما ساعد العالم الحر الشعب الذين خرج إلى الشوارع، وتحول إلى حليف للشعوب بدلا عن الحكام الديكتاتوريين ، فستكون هناك فرصة لبناء معاهدة جديدة من بين العالم الحر والعالم العربي. وسنكون نحن الإسرائيليين من المستفيدين. والسبب بكل بساطة، أن الناس سيكونون حينها منهمكين في حل مشاكلهم الحقيقية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.