لمياء المقدم - هنا أمستردام - تونسية مرشحة لجائزة نوبل للسلام. خبر تناقلته وسائل اعلام عربية وأجنبية كثيرة. التونسية المقصودة هي المدونة والحقوقية لينا بن مهني المرشحة لجائزة نوبل للسلام التي سيتم الاعلان عنها يوم الجمعة القادم . هذا الخبر اعتبره بعض التونسيين انجازا عظيما للمدونين التونسيين والثورة التونسية ورأوا فيه اخرون اجحافا في حق شخصيات اكثر استحقاقا بالترشيح. من هي لينا بن مهني مدونة وصحفية وناشطة حقوقية وأستاذة جامعية وعضوة سابقة في الهيئة الوطنية المستقلة لإصلاح الإعلام والاتصال.عرفت بمعارضتها لسياسة حجب المواقع على شبكة الانترنت زمن نظام زين العابدين بن علي. تكتب في مدونتها" بنية تونسية" ( بنت تونسية) التي يتابعها عشرات الالاف. تقول لينا: "بدأت نشاطي الحقوقي سنوات قبل سقوط بن علي وكنت اتناول بالخصوص المواضيع الاجتماعية وحرية التعبير وحقوق الانسان وخاصة حقوق المرأة، لكن الكثيرين لم يعرفوني الا بعد رحيل الدكتاتور عن طريق وسائل الاعلام. ابان الثورة تنقلت في مناطق تونسية عديدة وكنت اغطي الاحداث التي حاول النظام جاهدا ان يعتم عليها ". لينا بن مهني هي ابنة لاحد القادة اليساريين الذين عارضوا الحبيب بورقيبة في السبعينات وتم سجنهم. جائزة نوبل لا تعرف لينا من رشحها لجائزة نوبل التي سبق ان رشحت لها عام 2011 و تقول في حديث ل "هنا أمستردام": "تفاجأت تماما بخبر ترشيحي لنيل الجائزة، وعلمت ذلك من وسائل الاعلام تماما كالباقين"، وتضيف قائلة: "هذا فخر لي وتتويج لنضالي و جهودي من اجل حرية وكرامة التونسيين ورغم ان همي بالدرجة الاولى هو النضال المستمر من اجل الحرية والكرامة وليس نيل الجوائز، إلا انني سعيدة بهذا الترشيح". و تأمل لينا ان تؤول الجائزة الى الباكستانية ملالا التي تدافع عن حق الفتيات الصغيرات في التعليم. بين القبول والرفض تباينت مواقف التونسيين من ترشيح لينا بن مهني لجائزة نوبل للسلام بين الترحيب والرفض. وعلى الرغم من أن نشاط لينا الحقوقي لا يخفى على التونسيين، الا ان كثيرا منهم يعتقد انها لا ترقى الى مستوى المناضلين المعروفين ضد نظام بن علي من أمثال سهام بن سديرن وراضية النصراوي. كما انها لم تتحول الى النضال الحقوقي الا بعد سقوط النظام السابق، وهي فترة قصيرة مقارنة بمن قضى عشرات السنين في المنفى والسجون. تقول لينا في هذا الصدد: "لا اعرف المقاييس التي تعتمد وبالتالي لا أعرف ان كنت جديرة بالجائزة أم لا، لكن الأكيد ان الذي رشحني يرى انني جديرة بها".
في المقابل يعتقد آخرون أن لينا جديرة بالجائزة أكثر من غيرها لما تبديه من شجاعة في مواجهة التيارات الرجعية التي تحاول العودة بتونس الى عصر الظلمات، اضافة الى نضالها من أجل المحافظة على مكتسبات المرأة التونسية في ظل التهديد الذي تواجهه على يد التيارات السلفية وهو ما عرضها الى التهديد بالقتل، اذ ان اسمها موجود على قائمة الاغتيالات التي طالت عددا من رموز المعارضة في تونس كشكري بلعيد ومحمد البراهمي. تقول لينا: "اسمي على قائمة الاغتيالات وأنا تحت الحماية اللصيقة الا ان ذلك لم يمنعني من ارتياد كل المظاهرات وتغطية كل الانشطة الحقوقية". التدوين كوسيلة للمقاومة بدأ التدوين في تونس في أواخر التسعينات على يد ثلة من الشباب الذي اكتشفوا مبكرا دور الانترنت في التعبئة وقدرتها على الوصول الى الشباب. ويعتبر زهير اليحياوي الاب الروحي للمدونين التونسيين وأول شهيد للأنترنت. عرف بنضاله ضد بن علي وتعرض للسجن والتعذيب مما ادى لوفاته مبكرا، وقد كرمه الرئيس التونسي المؤقت المنصف المرزوقي بإعلان يوم وفاته يوما وطنيا لحرية الانترنت. الا ان التدوين اخذ منحى جديدا بعد الثورة واصبح يوظف لأغراض حزبية ضيقة ومصالح سياسية بعينها، الامر الذي تأسف له لينا بن مهني كثيرا: "بعد رحيل بن علي فهم الجميع اهمية الانترنت والتدوين واستغلته احزاب كثيرة للبروباغاندا. أغلب من يشرف الآن على صفحات الفيسبوك هم مرتزقة يتقاضون أجرا من الجهة التي يروجون افكارها واطلاق حملات من اجلها وتشويه الاحزاب الاخرى".