حمل الكاتب والصحفي نجيب أحمد النظام اليمني مسؤولية اندلاع حرب يمنية سابعة، ويقول إنه "يسعى إلى توريط السعودية وإشراكها إلى جانبه في تنفيذ اتفاقية الدوحة كما ورطها في دخول الحرب". وأوضح أحمد في حديث للجزيرة نت أن "إصرار الرئيس اليمني علي عبد الله صالح واضح عندما قال في مؤتمر صحفي إن اليمن أضاف نقطة سادسة للاتفاقية المتعلقة بالحوثي والحدود السعودية، لكن (رئيس الوزراء) ووزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني قال إن هذا البند شأن داخلي يخص اليمن وحده".
وقال إن هناك من "يدفع لتصفية المشايخ والقبائل التي ظلت فترة كبيرة تقف إلى جانب السعودية، ويعتقد النظام أن إضعافها سيضعف خيارات السعودية عندما يحين الوقت لترتيب البيت الداخلي للحكم في اليمن خلال المرحلة المقبلة". ويرى الصحفي أحمد أن صنعاء "لم تلجأ إلى قطر إلا بعدما تباطأت المعونات التي كان يتلقاها النظام اليمني من السعودية والمقدرة بعشرة ملايين دولار شهريا". وأضاف "وبعدما أصبحت الميزانية العامة مهددة مع تراجع عائدات النفط، وعندما يحصل النظام على الأموال في هذه المرحلة لتخفيف الضغوط الاقتصادية، فإن النظام (اليمني) سيعود من جديد إلى افتعال مشاكل في صعدة وأخرى في الجنوب". ويذهب إلى أنه بذلك "ستزدهر أنشطة القاعدة على اعتبار أن الأزمات الحاصلة نقاط ضعف للنظام، ولكنها أيضاً نقاط قوة لا يستطيع العيش دونها، وبذلك سيخيف الجيران والمجتمع الدولي ويحصل على مزيد من الأموال والمنح". ويلفت الكاتب الصحفي إلى أنه إذا استمر الدعم للنظام اليمني الحالي "دون البحث عن شركاء جدد في الحياة السياسية -وهم موجودون- فهذا يعني مزيدا من تدهور الأوضاع". يشار إلى أن محللين يحملون صنعاء مسؤولية عدم الاستقرار في البلاد والمنطقة، وكان أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة الملك سعود بالرياض الدكتور خالد الدخيل قال في مؤتمر العلاقات اليمنية الخليجية الذي عقد في أول فبراير/شباط الماضي، إن الحكومة اليمنية مسؤولة عن تصدير "القلق الحوثي نحو السعودية". وقال الدخيل إن "حكومة صنعاء تحتفظ بالورقة الحوثية لابتزاز الرياض في الوقت الذي تشاء". وقد قوبلت هذه التصريحات بالرفض من الجانب اليمني الرسمي في حينه. ودعت أوساط سعودية السلطات اليمنية وجماعة الحوثي إلى الحوار باعتباره الطريق الوحيد لحل الخلافات وتحقيق الإصلاحات الداخلية. وحذرت هذه الأوساط من عودة التوتر في اليمن واتهمت قوى إقليمية خارجية بالتدخل، كما حذرت من نقل الحرب إلى الجنوب. وكانت تصريحات أميركية قد أشارت مؤخرا إلى ضرورة قيام السعودية بدورها في حلحلة الأزمة اليمنية، وحذرت من اندلاع حرب سابعة بين السلطة المركزية في صنعاء والمتمردين الحوثيين. وتتقاطع التصريحات الأميركية مع ما قاله مسؤول يمني بارز من ضرورة قيام الرياض بواجبها تجاه صنعاء لمساعدتها على الخروج من أزماتها الداخلية، بعدما أشيع عن قيام الحوثيين بعمليات اغتيال وتصفية للحسابات ضد مشايخ القبائل الذي تعاونوا مع سلطة صنعاء المركزية.