واشنطن - بغداد - وكالات - كرر البيت الأبيض الثلاثاء دعوته للقيادة العراقية كي تشكل حكومة جديدة بعد أن لم تسفر الانتخابات التي جرت في آذار عن فوز حاسم لأي طرف. وقال مسؤول في البيت الأبيض من على متن طائرة الرئيس الأميركي «على العراق أن يمضي قدما بشيء من العجلة.» و أفادت تقارير إخبارية امس بأن المفاوضات بين ائتلافي «العراقية» بزعامة إياد علاوي ، الرئيس الأسبق للحكومة العراقية ، و»الوطني» ، بزعامة عمار الحكيم ، رئيس المجلس الأعلى الإسلامي ، تسير في اتجاه التحالف بينهما . وذكرت صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية أنها علمت من مصادر مسؤولة أن أساس التحالف سيكون أن يترأس الحكومة المقبلة كل من علاوي ، مرشح «العراقية» ، وعادل عبد المهدي ، القيادي في الائتلاف الوطني ، ونائب رئيس الجمهورية ، وفق مبدأ تقاسم فترة الولاية ، أي عامان لكل منهما. في غضون ذلك ، وصل جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي ومسؤول الملف العراقي إلى بغداد للمشاركة في حفل انتهاء المهمة القتالية الأمريكية وسحب القوات. من جانبه ، قال مسؤول أمني عراقي للصحيفة إن «الفراغ في العراق نفسي ، وليس فراغا على أرض الواقع أو فراغا عسكريا ولوجيستيا». و ذكر عضو في قائمة «العراقية» امس أن خيار اقتسام رئاسة الحكومة العراقية بين علاوي والحكيم تم طرحه خلال اليومين الماضيين ولايزال موضع دراسة ولم يتم حسمه حتى الآن. وقال النائب جمال البطيخ ، « فكرة اقتسام رئاسة الوزراء بين علاوي وعادل عبد المهدي مطروحة لكن الصدريين متحفظين عليها وان عبدالمهدي سيزور ايران للاجتماع بمقتدى الصدر لحسم الموضوع». وأضاف أن» خيارات تشكيل الحكومة العراقية هي خيارات تخص النخب السياسية في البلاد ولا أعتقد أن نائب الرئيس الأمريكي سيضغط لفرض خيارات جديدة علينا». وأوضح «خلال الاشهر الخمسة الماضية لم تفلح كل التدخلات التي قام بها بايدن او المسئولون الأمريكيون والدول الاخرى للضغط على الكتل السياسية من اجل تسريع تشكيل الحكومة ..لان النخب السياسية في البلاد أدركت أن الحل يجب أن يكون عراقيا». من جهته رجح عضو في قائمة»ائتلاف دولة القانون» العراقية أن يعاود بايدن طرح فكرة اتفاق قائمتي المالكي وعلاوي لتشكيل الحكومة المقبلة. وقال النائب عزة الشابندر ، «أعتقد أن بايدن سيعاود اليوم طرح الفكرة رغم ادراكنا أن الجانب الأمريكي ليس له نفس طويل في موضوع حسم تشكيل الحكومة حيث يطرح مشروع وسرعان ما يذهب لمشروع اخر دون متابعة النتائج المتحققة من المشروع الأول». كما استبعد نائب في قائمة «العراقية» بزعامة علاوي اليوم أن يتمكن بايدن من فرض مشروع على الكتل السياسية لتشكيل الحكومة العراقية المقبلة. وقال النائب فلاح حسن زيدان ، «لقد انتهى ذلك الزمان الذي تستطيع فيه الإدارة الأمريكية فرض إرادتها ومشاريعها على العراقيين لتشكيل حكومة ولا أعتقد أن بايدن قادر على فرض أجندة لتشكيل الحكومة». والتقى المالكي امس بنائب الرئيس الأمريكي. وذكر بيان للحكومة العراقية أن الجانبين بحثا « عملية الانسحاب بموجب الاتفاق الموقع بين البلدين وأهميتها وضرورة الانتقال إلى العمل وفق اتفاق الإطار الاستراتيجي وتطوير العلاقات الثنائية في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والعلمية والثقافية«. كما جرى « بحث الجهود التي تبذلها الكتل السياسية لتشكيل حكومة شراكة وطنية». كما اجتمع الرئيس العراقي جلال طالباني بنائب الرئيس الامريكي. وذكر بيان لهيئة الرئاسة العراقية ان الجانبين تناولا خلال الاجتماع «عملية انسحاب القوات المقاتلة الأمريكية من العراق بانتهاء عملياتها وتغير مهام واجبات القوات المتبقية لحين الانسحاب الكامل من العراق والتطورات السياسية الحاصلة في البلاد لاسيما المباحثات الجارية لتشكيل الحكومة العراقية والسبل الكفيلة للاسراع في إيجاد صيغة توافقية من أجل مشاركة القوى السياسية العراقية في هذه الحكومة».