في إطار اهتمام القيادة السياسية بالتواصل الدائم مع أبناء الوطن المهاجرون في الخارج لما يدعم عملية البناء والتنمية ويشجع المغتربون من أبناء الوطن لاستثمار أموالهم في الوطن يفتتح فخامة الأخ رئيس الجمهورية اليوم السبت في قاعة الشوكاني أعمال المؤتمر العام الثالث للمغتربين تحت شعار (لتعزيز الروابط الاقتصادية والاجتماعية) والذي تنظمه وزارة شئون المغتربين على مدى يومين يناقش خلاله ممثلون ورؤساء الجاليات اليمنية في أنحاء العالم مع المسئولين وصناع القرار عدد من القضايا والإشكاليات التي تهم المغتربون وما يواجهونه من صعوبات ومعوقات تعترض طريق عودتهم للاستثمار في الوطن، وكذلك تطوير العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية بين الوطن والمغتربون. قبيل افتتاح المؤتمر عقدت وزارة المغتربين بالتعاون مع الوزارات والمؤسسات والهيئات ذات العلاقة يومي الأربعاء والخميس الماضيين ورشة عمل لمناقشة أوضاع المغتربين والاستماع إلى همومهم وتطلعاتهم. "حشد" حضرت واكبت وتفاعلت مع تلك الفعاليات وأعدت التغطية الصحفية التالية: استطلاع / سلمان بابكر
في البداية تحدث الأستاذ/ احمد مساعد حسين وزير شئون المغتربين مرحباً بجميع المشاركين وأكد حرص وزارته على متابعة أوضاع المغتربين في الداخل والخارج مشدداً على أهمية ان يتعاون المغتربون مع الوزارة لتسهيل مهمة الوزارة في متابعة مشاكلهم وهمومهم والعمل على حلها أولاً بأول بما يضمن تعزيز وتطوير الثقة بين المغترب اليمني في الخارج ومؤسسات الدولة في كافة الجوانب. وعلى الصعيد ذاته أكد الدكتور/ يحيى محمد الشعيبي وزير الخدمة المدنية والتأمينات ان العمل على حل مشاكل المغتربين يأتي في أولويات اهتمام القيادة السياسية خصوصاً فيما يخص الكفاءات اليمنية المهاجرة مؤكداً أن وزارة الخدمة المدنية لا تمانع من استيعاب الكفاءات والخبرات المؤهلة من أبناء المغتربين والمهاجرين في إطار الأنظمة والقوانين بما يكفل توثيق وتعميق علاقة المغترب بالوطن وكان الدكتور/ صالح باصرة وزير التعليم قد تحدث إلى أبناء الجاليات اليمنية حول موضوع المنح والبعثات الدراسية التي يحصل عليها أبناء المغتربون في كافة التخصصات وقال ان هناك مشاكل كبيرة في هذا الجانب ويجب ان يتعاون الجميع على حلها مؤكداً ان أبناء المغتربون يحصلون على عدد كبير من مقاعد المنح والبعثات الدراسية في جميع أنحاء العالم خصوصاً في دول الخليج مطالباً الأخوة المقتدرين على مساعدة الوزارة في هذا الجانب. من جانبه قال الدكتور/ إبراهيم عمر حجري وزير التعليم الفني والتدريب المهني أن إنشاء العديد من المعاهد الفنية والتقنية يأتي في إطار الاهتمام بالجوانب التقنية والفنية ما يساعد في القضاء على البطالة ويفتح الباب أمام الكثير من فرص العمل أمام كافة أبناء الوطن في الداخل والكفاءات العلمية والعملية المهاجرة وهو ما تسعى إليه الوزارة للاستفادة من الخبرات والكفاءات العلمية المهاجرة. زيارة ناجحة على خلفية الإعدادات والتجهيز التي تقوم بها وزارة شئون المغتربين لعقد المؤتمر والأهداف من عقد هذا المؤتمر وفي تصريح خاص بالصحيفة قال الأستاذ/ سيف العماري وكيل أول وزارة شئون المغتربين حول زيارته الأخيرة للمغتربين في أمريكا ونتائجها. في البداية أشكر لصحيفتكم اهتمامها بقضايا المغتربين وأتمنى ان تخصص كافة الصحف الرسمية والحزبية والأهلية صفحة لمتابعة أحوال وأوضاع المغتربين في الخارج كون المغتربون يمثلون الشعب في الخارج مؤكداً ان سياسية توجه اهتمامها نحو المغتربين باعتبارهم ثروة يجب الحافظ عليها. مضيفاً ان زيارته للمغتربين في عدد من الولايات والمقاطعات الأمريكية قد حققت نجاحاً لم يكن متوقع وان للمغتربين في أمريكا قضايا تم استيعابها والاستماع إليها مشيراً إلى ان قضايا المغتربين في أمريكا تختلف عن قضاياهم في الخليج أو الصين أو أروبا أو غيرها من دول العالم. مشيراً إلى ان زيارته حققت نجاحاً في استيعاب قضايا المغتربين في أمريكا والتغلب على جانب كبير من التذمر خصوصاً في ظل ما يمر به من أوضاع سياسية مؤكداً تفهم المغتربين للقضايا الوطنية الذي جسدوه من خلال وقوفهم الداعم إلى جانب الوطن في الحفاظ على ثورته ووحدته الوطنية وسلامة أراضيه واستقلاله ومناشدتهم الدولة بالضرب بيد من حديد كل من يحاول المساس بأمن واستقرار الوطن وانهم على استعداد للتبرع بالمال والدم وإذا استدعت الحاجة لمشاركتهم في معارك الشرف فانهم على استعداد تام. وأضاف العماري أن قضايا المغتربون في أمريكا هي قضايا مختلفة وسيتم طرحها وبلورتها على شكل توصيات من خلال جدول أعمال المؤتمر. وأشار العمل إلى أهمية وضع الحلول والمعالجات لقضايا وهموم المغتربين لاستقطابهم لأن مغتربو 2009م أصبحوا متميزين عما كان عليه حالهم في السبعينات حيث أصبحوا أصحاب رؤوس أموال وخبرات وكفاءات. هموم مشتركة على هامش التغطية التقت الصحيفة بعدد من المغتربين المشاركين في الورشة وممثلي الجاليات من أكاديميين وسياسيين حيث تحدث إلينا الدكتور/ محمد احمد المنصوب رئيس تحرير موقع نادي أطباء اليمن المستشار الثقافي والإعلامي للجالية اليمنية جنوب الصين والباحث دكتوراه في جراحة القلب المفتوح في رده على سؤالنا له عن تقييمه لأعمال الورشة قائلاً: بالحقيقة ورشة العمل وأهدافها جيدة وبناءة خصوصاً في أوراق العمل التي طرحت والمواضيع التي أثيرت.. لكن المهم هو التنفيذ ونتمنى ان ترى القرارات والتوصيات حيزاً في الوجود. وفي إجابته على مستوى العلاقة التي تربط المغتربون في الصين بعملية البناء والتنمية قال المنصوب: باعتبار ان وجود الكفاءات العلمية شرط أساسي لنمو أي اقتصاد في العالم وكذا وجود قطاع تعليمي متميز وبلادنا تمتلك كنز من الكفاءات العلمية والخبرات موجودة في أمريكا وأوروبا ومعظم دول العالم لو أن اهتمت لوفرت وقوداً زمنياً لوجودها الذاتي.. أما الأخ نجيب سالم سعدون عضو الهيئة الإدارية للجالية اليمنية بدولة المجر فقد أجاب عن سؤالنا له حول موقف أبناء الجالية اليمنية في المجر من الأحداث الدائرة في صعدة قائلاً: نحن كجالية يمنية في دولة المجر يؤسفنا ويحز في نفوسنا ما يحدث في صعدة من أعمال تخريب وإرهاب لا تخدم مصلحة الوطن ونتمنى ان تقضي الدولة على ذلك في أسرع وقت ممكن ويعم الأمن والاستقرار والبناء والتنمية جميع أرجاء الوطن.. وحول سؤالنا عن دور الجالية اليمنية بالمجر في دعم عملية البناء والتنمية قال سعدون: رغم ان جاليتنا في المجر صغيرة لكن قلوبهم كبيرة بحجم الوطن وارتباطهم عقلياً وعاطفياً ومعنوياً يجسده حبهم الصادق للوطن الذين نشاطره آلامه ومعاناته ونعيش أفراحه وانتصاراته ومنجزاته وبالنسبة لدورنا في بناء الوطن لا يقاس إلا بالدور المعنوي الذي نقدمه. نرفض المساس بأمن واستقرار الوطن على ذا ت السياق أكد لنا الأستاذ/ مهدي عبدالله السباعي – رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام بجمهورية الهند ان الاهتمام بالمغتربين لا يأتي من خلال المؤتمرات والندوات الموسمية بل ان ما يجسد اهتمام الدولة بأبنائها المغتربين في أي بلد في العالم هو المتابعة المستمرة لهمومهم وأحوالهم وأوضاعهم والعمل على تذليل الصعوبات والعوائق التي تعترض طريق انتمائهم وارتباطهم، وذلك ما يرفع معنوياتهم ويرفع من شأنهم في الدول التي يغتربون بها. وحول سؤالنا له عن مدى قوة الترابط بين أبناء الجالية في الهند ودورهم في الحفاظ على الثقافة اليمنية والموروث الشعبي أجاب السباعي قائلاً: بجهود ذاتية نقوم بتوطيد علاقات التواصل والتآزر فيما بيننا في الهند خصوصاً في أوساط الطلبة والمبعوثين للدراسات في جامعات الحكومة الهندية كما أننا ملتزمون بالحفاظ على ثقافتنا وتقاليدنا حيث تخصص لنا فقرة فنية في أية احتفالات تخرج من أي تخصص علمي نؤدي فيها كافة أنواع الرقص والفلكلور الشعبي بالزي اليمني الكامل وفي أية جامعة هندية وبيننا يوجد المبدعون والمثقفون وأصحاب المهارات والمتميزون في كافة ميادين العلم والمعرفة إلا ان خوف العودة إلى صفوف البطالة في الوطن لازال يؤرق مضاجعنا. وعن حجم الجالية اليمنية في الهند وموقفها مما يدور في ساحة الوطن من أحداث وصراعات سياسية قال السباعي: اعتقد بل وأجزم ان معظم أبناء الجالية في الهند يقفون إلى جانب الوطن ووحدته واستقلاله ومستعدون للتضحية بدماءهم وأرواحهم في سبيل الوطن ويرفضون رفضاً قاطعاً تمرد صعدة ودعوات انفصال الجنوب وللعلم ان حجم الجالية في الهند كبير جداً ففي ولاية اباد وحدها يوجد ما يقارب 450 ألف يمني هاجروا منذ زمن بعيد وأصبحوا ذات وجود رسمي ويشكلون قوة اقتصادية كبيرة إلا أن الجهات المختصة في بلادنا لا تعرف عنهم شيء. دهاليز الانتماء السياسي في الجانب السياسي أخذنا الأستاذ عادل مسعد الكبادي – رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام بولاية نيويوركالأمريكية إلى دهاليز الانتماء السياسي وعلاقته بالارتباط الوطني قائلاً: بحكم تواجد الملايين من أبناء الوطن في بلاد الغربة فذلك يكسبهم تطور كبير في الجانب السياسي والفكري من خلال احتكاكهم والتزامهم بأنظمة وسياسات البلدان التي يقيمون فيها وتنوع الثقافات التي يتعايشون معها فان ذلك ينير معارفهم ومداركهم وهو ما يتطلب من بلادنا الانتباه له حيث وان للمغتربين دور كبير في دعم التوجهات السياسية لأي نظام حكم في العالم مثلما لهم دور في دعم الاقتصاد والتنمية لبلدانهم. وأضاف: المطلوب هنا هو توجيه أنظار الحكومة في بلادنا إلى أبناءها المغتربين في كل مكان من خلال المتابعة والإشراف على إقامة الفعاليات السياسية والندوات الثقافية بما يعزز حب الانتماء للوطن والوقوف إلى جانبه في كل الأحوال، كما تفعل ذلك وممارسة بعض القوى السياسية في كل مكان تتواجد فيه الدماء اليمنية. وفي أجابته عن سؤالنا فيما يتعلق بموقف الجالية اليمنية عما يدور على الساحة الوطنية وأسباب احجام المغترب اليمني عن الاستثمار في الوطن رد الكبادي قائلاً: وجهة نظري شرحتها لك في حديثي السابق كاملاً ولكني أطمئنك ان موقف أبناء الجالية في نيويورك يصب في ساقية الوطن والقيادة السياسية بأغلبية كبيرة غير ان ذلك لا يكفي فالاهتمام بهم وبمشاكلهم وأوضاعهم من قبل الدولة مطلوب.. أما بالنسبة لاحجام معظم المغتربين عن الاستثمار في الوطن فذلك يعود كما تعلمون ويعلم الجميع إلى ما يجري في الداخل من ممارسات وخروقات قانونية تمس حقوق وممتلكات المغتربين بالذات.. ونأمل ان توجد الدولة حلول ومعالجات تضمن حقوق وممتلكات المستثمرين كما تضمن لهم ذلك الدول التي يعيشون فيها دون تمييز. استشعار المسئولية خلاصة القول ان جميع المشاركين في ورشة عمل المغتربين أجمعوا على ان الوطن ومصالحه العليا فوق كل اعتبار إذا وجدت الحلول والمعالجات التي يتفق عليها الجميع.. غير ان قضايا وهموم ومعاناة المغتربين في الخارج تكاد ولو بجزء بسيط ان تقترب مما يعانيه أبناء الوطن في الداخل من ممارسات وتجاوزات تطال حياتهم وحقوقهم أن تدوس على الأنظمة والقوانين النافذة. ولعل ما جذبني ولفت انتباهي بقوة في هذا المؤتمر ورشة العمل الأكاديمية هي المداخلة التي قدمها الدكتور محمد عبدالله الدعيس – الأكاديمي وعضو الجالية اليمنية بالولاياتالمتحدةالأمريكية الذي تطرق من خلالها إلى سلبيات التعليم العالي في بلادنا والتي من أبرزها تجاهل أساتذة ودكاترة الجامعات اليمنية لواجباتهم تجاه طلبة العلم والاعتماد على الأساتذة الأجانب الذي لا يعينهم مستوى التحصيل العلمي للطالب اليمني بقدر ما تعنيهم العوائد المالية بالعملات الصعبة التي ترهق خزينة الدولة، وكذلك عدم توفير وسائل الاتصالات وتقنية المعلومات في معامل الكليات والجامعات اليمنية لتسهيل حصول الطالب على المعلومات الكافية لبحثه العلمي أو دراساته العليا، الأمر الذي يعزز أمية التكنولوجيا ويضعف العملية التعليمية وذلك ما يعود سلباً على اقتصاد وسياسة البلد، كما تطرقت المداخلة إلى عدد آخر من السلبيات التعليمية.. التي من خلالها نعتذر وبشدة للدكتور الدعيس عن عدم استضافته في هذه التغطية نظراً لضيق وقته ووقتنا مكتفين بنشر جزء مما جاء في مداخلته.. على أمل أن يستشعر الجميع المسئولية الملقاة على عاتقهم تجاه الوطن مثلما يستشعر المغتربون المشاركون في المؤتمر والجاليات اليمنية في كافة بقاع الأرض وممثليهم.