بي بي سي : قالت وكالة الاستخبارات الباكستانية إنها تشعر بالحرج الشديد لإخفاق أجهزتها في معرفة مكان وجود زعيم تنظيم القاعدة على الرغم من أنه كان يعيش في مجمع سكني بالقرب من منشآت عسكرية. وقال مسؤول في الاستخبارات الباكستانية إن السلطات سبق وأن داهمت المجمع عام 2003 ولكن العملية كانت بغرض اعتقال قائد آخر في تنظيم القاعدة ومنذ ذلك الحين لم تعر السلطات هذا المجمع انتباها. ويأتي هذا فيما نفى الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري ان يكون وجود زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في بلاده عندما قتل علامة على تقاعس السلطات الباكستانية في الحرب على "الارهاب." وقال زرداري في مقال نشرته صحيفة الواشنطن بوست إن بلاده "من اكبر ضحايا الارهاب في العالم." وأوضح الرئيس الباكستاني أن "باكستان لم تكن يوما ولن تكون مرتعا للتشدد كما يصورها الاعلام". تساؤلات من جانبه أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يوم الثلاثاء ان بلاده ستواصل العمل مع باكستان لمكافحة التطرف على الرغم من التساؤلات المثارة بشأن اختباء زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن بالقرب من العاصمة الباكستانية اسلام اباد. وأكد كاميرون دعمه للقيادة الباكستانية مشيرا إلى أنه من مصلحة بريطانيا أن تمد يد العون لما سماه " بالقوى الديمقراطية" في باكستان. وصرح كاميرون لبي بي سي بأنه من الخطأ " عدم التعاون مع باكستان وأن نفض أيدينا ونسير بعيدا". وأثار اختباء بن لادن في مجمع سكني قريب من قواعد عسكرية العديد من التساؤلات حول تلقيه دعما داخليا هناك. وكان مسؤولون أمريكيون قد قالوا إنه من غير المعقول ألا يكون بن لادن قد تلقى "دعما من شبكة محلية داخل باكستان". وجاءت تصريحات كاميرون قبل أن يلقى كلمة أمام مجلس العموم البريطاني حول عملية قتل بن لادن على أيدي قوات أمريكية خاصة مساء الأحد في مدينة ابت اباد مشال غرب باكستان. وفيما يتعلق بتأثر الوجود البريطاني العسكري في أفغانستان عقب سقوط زعيم تنظيم القاعدة قال كاميرون "من الواضح ان هذا تطور مفيد وان كنت لا اعتقد انه سيغير الجدول الزمني لسحب القوات لكن علينا ان نستخدمه كفرصة لنقول لطالبان ان هذه هي اللحظة المناسبة لان تنأى بنفسها عن القاعدة وتنبذ العنف ". على صعيد آخر أعلن البيت الأبيض إنه لم يحسم امره بعد حيال نشر صور لجثة اسامة بن لادن وهو اجراء طالب به نواب في الكونجرس الامريكي لتقديم دليل للرأي العالم العالمي على مقتل زعيم القاعدة. وقال جون برنان مستشار الرئيس الامريكي باراك اوباما لشؤون مكافحة الارهاب "سوف نقوم بكل ما هو ممكن لكي لا يستطيع احد ان يحاول نفي اننا قتلنا اسامة بن لادن". من جانبه أعرب السناتور الامريكي كارل ليفن رئيس لجنة الدفاع في مجلس الشيوخ عن اعتقاده بضرورة نشر الصور في نهاية المطاف. وقال "اعتقد انه في وقت ما سوف تنشر صور جثة بن لادن، لا اعرف متى ولكن اعتقد انها ستنشر ويجب ان تنشر". انقسام وفيما يتعلق بالعملية العسكرية التي تم خلالها قتل بن لادن، ذكرت تقارير أن انقساما قد وقع بين مستشاري الرئيس الامريكي باراك اوباما يوم الخميس الماضي حول خيار العملية العسكرية. ردود فعل وتأتي هذه التقارير في الوقت الذي تتواصل فيه ردود الفعل بشأن مقتل بن لادن ما بين ترحيب دولي ووعيد من قبل المتشددين الإسلاميين. فمن جانبها اعتبرت دولة الامارات العربية المتحدة ان مقتل زعيم القاعدة اسامة بن لادن "خطوة ايجابية" لكنها اكدت في الوقت ذاته ان مقتله "لا يعني نهاية الارهاب". ونقلت الوكالة الرسمية عن طارق الهيدان مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية قوله ان مقتل بن لادن "خطوة ايجابية تعزز الجهود الدولية لمكافحة الارهاب مؤكدا ضرورة استمرار التعاون بين مختلف دول العالم للقضاء على هذه الظاهرة". أما الصين فقالت إن تصفية زعيم القاعدة تشكل "تحولا ايجابيا" في الحرب على الارهاب ودعت إلى تعزيز التعاون الدولي. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية جيانغ يو "نعتقد ان مقتل بن لادن تحول مهم وتطور ايجابي في الحرب الدولية على الارهاب". من جانبها هددت حركة طالبان الباكستانية بشن هجمات ضد باكستان والولايات المتحدة. وصرح المتحدث باسم الحركة لبي بي سي بأن " ما حدث لن يمضي دون رد". وقال مؤسس " جماعة الدعوة" أشد الجماعات الباكستانية تطرفا "إن على المسلمين أن يطمئنوا قلوبهم لأن الشهادة التي نالها بن لادن لن تضيع هباءً". وصرح متحدث باسم أمير الجماعة حافظ محمد سعيد بأن حافظ اعتبر أن بن لادن " شخص عظيم وسيظل مصدر قوة وشجاعة للمسلمين".