يُصرّ أصحاب اللاءات المؤقتة والمتغيرة والمتبدلة من وقت لآخر ، المتجددة والمتكررة بشكل اعتيادي في كافة القضايا والمواقف خاصة التي تتعلق بإنهاء حالة الانقسام والانفصال بين شطري الوطن على فرض أجندتهم الخاصة والغير منسجمة والوضع السياسي الفلسطيني العام وذلك من خلال استخدام كافة الوسائل وأساليب الرفض غير آبهَ بكل الجهود الدبلوماسية العربية التي تُبَذل على طريق إنهاء هذا الملف الذي شكل ضربة موجعة في صميم القضية الوطنية ، لاءات تضرب بعرض الحائط المصالح العليا للشعب الفلسطيني وتطلعاته وآماله وأولياته في العمل الوطني والسياسي ، لاءات ملأت ساحات العمل النضالي والثقافي والاجتماعي كل هذا الوقت من الزمن الفلسطيني المختلف وأبقت على الانقسام يبعثر النسيج الوطني ويبعد فرص التوافق بيننا ويزيد من فجوة الخلاف كنوع من الشتات فوق الشتات ، لاءات أثقلت كاهلنا وعمقت صور الخلاف والاختلاف الداخلي وشكلت عقبة دائمة تعترض طريق المصالحة والوفاق الوطني بهذا الانقسام الذي حمل إلينا المزيد من الويلات والماسي ، ولكن بنوع مختلف عن الذي اعتدنا عليه من قبل الاختلال ، هذه المرة انقسام داخلي فرض أجندته الخارجية علينا بشكل همجي ومفاجئ حتى استطاع أن يفرق صفوفنا ويبعثر أجزاء من القضية تحت أحداث هذا الانقسام الدنيء ، في البدء اعتقدنا أنها حالة طارئة لن تلقي بظلالها علينا كثيراً وستمضي في حالها وتصطف الى جانب النكبات والنكسات العديدة في الزمن الفلسطيني المنكسر ولم ندرك أن هذا النهج موجوداً بهذه الصورة وان هناك قوى إقليمية توفر الدعم المادي والغطاء السياسي وتحاول من خلاله أن تحقق مكاسب لها وتتخذ القضية الفلسطينية العادلة غطاءً لأجندتها . إن مجموعة اللاءات السلبية التي ظهرت في الآونة الأخيرة شكلت حالة إحباط كبيرة في الشارع الفلسطيني تضاءلت معها فرص تحقيق الوحدة الوطنية وسبل إنهاء الانقسام وإعادة اللحمة لشطري الوطن ، وبالتالي فقدان أمل إعادة اعمار غزة وفتح المعابر وإنهاء حالة الحصار الخانق الذي يعيشه القطاع منذ زمن بعيد ، الى جانب تعطيل الجهود السياسية المبذولة في إطار إعادة عملية السلام الى طريقها والضغط على إسرائيل للوفاء بالتزامات خارطة الطريق لإطلاق عملية سلام حقيقية و شاملة تضمن حقوق الشعب الفلسطيني خاصة وبعد المواقف الدولية والأمريكية الداعمة للقضية الفلسطينية و نجاح الرئيس محمود عباس في تشكيل التفاف دولي ضاغط على حكومة تل أبيب حول ضرورة وقف الاستيطان في الضفة الغربية والقدس المحتلة وتوفير مناخ حقيقي لعملية سلام تضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ، الأمر الذي يدعونا للتفكير جدياً بضرورة إنهاء الانقسام لسحب الأعذار من حكومة اليمين المتطرف التي تحاول أن تستفيد بأكبر قدر ممكن من الوقت لفرض حقائق جديدة على الأرض ولتبقى تتعذر بحالة الانقسام الفلسطيني للهروب من استحقاقات عملية السلام. عدة لاءات بحجم مساحة الوطن المذبوح تعترض طريق المصالحة والوفاق الوطني والذي رعته جمهورية مصر العربية عبر شهور طويلة للتوصل لصيغة تفاهم تنهي هذا الملف إلا انه في كل مرة تتوصل فيها الشقيقة مصر لإطار توافقي تفاجئ بلاءات جديدة تفشل كل الجهود التي بذلت وتعيد الأمور الى نقطة البداية ، فمن البداية الى البداية في دهاليز اللاءات المتعددة الأشكال تضيع فرص تحقيق المصالحة وتتبعثر الجهود المصرية وتتسع ألهوه وتكبر الخلافات ليصبح الأمر معقداً وتصير الوحدة حلماً من الأحلام الكثيرة للشعب الفلسطيني والتي يتوق لتحقيقها. فمن يا ترى المستفيد من هذه الحالة والتي أصابتنا بخيبة أمل وانكسار أمام ذاتنا وأمام كل الأشقاء والأصدقاء في العالم ونحن مختلفون بداخلنا ، منقسمون بشكل غريب وقد نسينا قضايانا وثوابتنا وبحثنا عن لاءات رافضة تعطل الحوار وكل أشكال الحلول المقترحة بما فيها العودة للشعب عبر صناديق الاقتراع ليبدوا الوضع غير مفهوماً وضبابياً الى حد بعيد ، فلغة الرفض مستمرة بلاءات غامضة ومتعددة وكفيلة بإفشال أي جهد على طريق المصالحة الوطنية .