وفود رسمية، وشخصيات سياسية وثقافية وإجتماعية كانت إلى جانب الوفود الشعبية في استقبال ابطال اسطول الحرية العائدين لتوهم من فلسطينالمحتلة، بعدما كانت سلطات العدو الصهيوني قد قامت بالإعتداء عليهم إضافة إلى ما يزيد عن 680 متضامن عربي وأممي وفدوا لنصرة فلسطين، ولكسر الحصار المفروض على قطاع غزة. بهمة وعزيمة كان المئات منتظرين وهم محتشدين منذ ساعات على الحدود مع فلسطينالمحتلة عند معبر الناقورة، بانتظار وصول احد قادة اسطول الحرية المناضل القومي العربي د.هاني سليمان ورفاقه الثلاث المحررين المحملين سلاماً من فلسطين، اللذين غادروا الاراضي اللبنانية إلى فلسطينالمحتلة "قبلة كل حر وشريف في هذا العالم" كما سماها أبو أدهم( قبل يوم من التحاقه باسطول الحرية)،على متن اسطول الحرية المتوجه إلى قطاع غزة والذي قام مئات الجنود الصهاينة المدعومين من الجو، بالهجوم عليه في وقت واحد مستخدمين الرصاص والغازات، مخلفين ورائهم عشرة شهداء على الاقل وعشرات الجرحى. منتظراً إلى جانب عوائل المحررين، كان ممثل الرؤساء الثلاث(سليمان، بري والحريري) النائب عبد المجيد صالح، والنائب القومي العربي في مجلس النواب البناني عباس هاشم، وعضوي كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي والنائب علي فياض، إضافة إلى عضو كتلة تيار المستقبل عقاب صقر، والأمين العام السابق للمؤتمر القومي العربي معن بشور، وممثل دولة رئيس الوزراء الأسبق سليم الحص، ومنسق عمل منظمة الشباب القومي العربي أسعد حمود، ورئيس حركة فلسطين حرة ياسر قشلق، وممثلين عن الفصائل والمنظمات الفلسطينية، ووفود من المنتدى القومي العربي(عائلة د.هاني سليمان السياسية)، ومنظمة الشباب القومي العربي، وحزب الله والقوى والاحزاب الوطنية اللبنانية والفلسطينية. " لقد رفعوا رأسنا عالياً ورفعوا رأس امتهم و شعبهم"، لم يبدو عليه التعب كثيراً اثناء ادلائه بشهادته لموقع "قوميون عرب"، رغم ساعات الإنتظار الطويلة التي قضاها واقفاً، الأمين العام الأسبق للمؤتمر القومي العربي، مستفيدين من الهامش المعطى لنا جراء الفراغ الذي خلفه الإنتظار، واكمل قائلاً: "العدو لم يتعلم من تجربة د.هاني سليمان تحديداً، الذي قال لي بعد عودته في المرة السابقة بانه عائد إلى غزة، فقلت اعرف يا ابو ادهم بانك لا تخطأ و لا تخلف بالميعاد"، وختم بشور بالقول:" بان لهذه الخطوة معنى كبير وانها لن تكون النهاية بل إنها البداية إنشاء الله". تململ عضو كتلة المقاومة السيد نواف الموسوي في بادئ الامر من طرحنا عليه بعض الاسئلة،"لانه عجقة كتير، هلق مندردش عجنب"، ولما بدا واضحاً علينا الإصرار قال:" نحن سعداء بعودة الأبطال في محاولة فك الحصار عن غزة، ومسرورين بأن أحداً لا يقدر اليوم على أسر أي كان دون إعادته، ولكنه شدد على عدم نسيان القضية الأساس والتي هي فك الحصار". الممثل الوحيد لمذهب السيد نصرالله والرئيس بري الذي انتخب من خارج الفلك السياسي لكلا الزعيمين كان وحيداً على غير عادة، عقاب صقر عضو كتلة المستقبل النيابية يبرر قائلاً: "انا هون عشان ما ينفهم وجودي بتيار المعتدلين تطرف او وقوف إلى جانب العدو، ولاني نائب منطقة د.هاني، وصديق عباس ناصر"، وأضاف صقرقائلاً:"انا هنا لاعبر عن اعتراضي على وجود اسرائيل على الخارطة السياسية لهذا العالم، رافضاً كل أساليبها الإجرامية المتوحشة". اما النائب القومي العربي عباس هاشم فقال عند سؤالنا له:" الإعتداء على اسطول الحرية إنما يدل على الطبيعة الهمجية للكيان الصهيوني القائم على العدوان، مما يدل على ان هذا العدو يمارس إرهاب الدولة بكل مستوياتها و ابعادها، فهو الذي إغتصب أرضنا العربية في فلسطين وارتكب المجازر منذ 62 عامأ ولا يزال على حاله، خارجاً على القوانين والقواعد الدولية، متمتعاً برعاية من الإدارة الأمريكية و حكومات الغرب مما جعله يمعن في قضيته و تنصله من كل القيم الأخلاقية"، وختم هاشم بالتأكيد على ان لا خيار لنهضة وقيان هذه الامة إلا بمقاومة الإحتلال الصهيوني وبالثورة على الانظمة والحكومات العربية المرتهنة للكيان الصهيوني. يصول ويجول بين الناس، يدلي بتصريح لتلفزيون، يرافق معن بشور "استاذي" حسب قوله، يلقي التحية على هذا ويقبل ذاك، منسق عمل منظمة الشبا ب القومي العربي الأصغر سناً بين الشخصيات الحاضرة ومن الأكبر حضوراً، يجيب علينا قائلاً:" اليوم ونحن نستقبل اربعة من خيرة الرجال، وعلى راسهم المناضل القومي العربي د.هاني سليمان، لا بد من كلمة سواء، نرفع عبرها الصوت عالياً لنقول لرموز الخيانة والفساد من امثال جعجع، بان الارتهان للصهاينة والأميركيين بالنسبة لنا لم يكن في يوم من الايام تعبير عن الرأي بل هي خيانة، واؤكد على اننا كقوميين عرب لدينا ايماناً مطلق بان المقاومة المسلحة هي الخيار الوحيد الذي نملكه لتحرير الأمة من العدو الصهيوني والأنظمة العربية الحاكمة باسمها"، واضاف حمود قائلاً:"نقف في رأس الناقورة رافعي الهامة، ومنتصبي القامة، فمقاومتنا التي تستطيع تغيير وجه المنطقة قادرة على ضرب هذا الكيان الغاصب من اقصى شماله إلى اقصى جنوبه، وليس مجرد الوصول إلى ما بعد بعد حيفا، لا بل يعود الأبطال محررين لمجرد انتمائهم لهذه المقاومة البطلة، دون ان يستبدل المئات لا بل الالاف منا بجيفة صهيوني او اثنين او اكثر". ومع بريق اضواء الإسعافات كنا نختم لقائاتنا مع رئيس حركة فلسطين حرة ياسر قشلق الذي صرح لنا بالتالي:" كنا نحب لبنان واليوم نحبه اكثر اليوم نشاهد قيمة التحرير و ان تكون وراءك مقاومة و قيمة ان يكون هناك شعب يحترم نفسه و يحترمه العالم، هؤلاء هم المدعين بانهم رسل الحرية والديمقراطية، الصهاينة، يثبتون مجدداً للعالم اجمع بانهم مجرد عصابة من السارقين والقتلة". وختم قائلاً:"نحن نفتخر بهذا اليوم و هو فرحة لنا لأن دماء الشهداء لم تذهب هدراً، أسطول الحرية حقق كافة نتائجه، وسوف نكمل المشوار و نعاهد الشهداء باننا سنكمل مع اسطول الحرية 2 و 3 إلى أن تتحرر فلسطين و يكسر الحصار ة نعود إلى أرضنا بكرامتنا". "فتحو طريق، وصلو الشباب" صرخ الجندي في الجيش اللبناني معلناً انتهاء معاناة اربعة من الاسرى العرب اللبنانيين الذين اوقفوا على اثر وجودهم على سطح احدى سفن اسطول الحرية التي لم يريد الصهاينة إغراقها بالبحر الأبيض المتوسط فأغرقوها بدماء من ركبوها. هادئاً بدى اندريه خوري، خوري اول الواصلين توجه مباشرة إلى زملائه في قناة الجزيرة، لم يقل سوى:"الحمد لله كلنا بخير"، وغاب بعدها بين اسرته الإعلامية، على عكس زميله خرج عباس ناصر ليحتضن ابنته وليرفع على الاكف وسط تصفيق حار من الحاضرين وردد على مسامع مستقبليه:"رفضت التوقيع على إقرار يفيد بأنني دخلت الأراضي الإسرائيلية بطريقة غير شرعية"، وأضاف:" بأنني لا أعترف بإسرائيل أصلاً، فكيف أوقع؟، فمارسوا علي ضغوطاً معنوية وجسدية، ضربوني وأبلغوني أنه لن يطلق سراحي مع رفاقي اللبنانيين، بل سابقى في السجن، وجعلوني اراقب زملائي وهم يركبون الحافلة، لكن في النهاية أخرجوني معهم". اما ابو الشهداء، ابو محمد(حسين شكر)، فخرج مردداً بانه حاكم الصهاينة على قتلهم لاولاده الخمسة ولم يحاكموه. لم يظهر د.هاني سليمان إلى العلن، إلا ان رفاقه الذين دخلوا خلف السياج قبل دقائق عادوا والضحكة تعلو وجوههم، فرفيقهم له حالة خاصة، لا يقوى على الحركة جراء اصابته بطلقات نارية كان الصهاينة اطلقوها عليه يوم اعتقاله، وقد قامت سيارة اسعاف تابعة للصليب الأحمر بنقله مباشرة إلى مستشفى الجامعة الأميركية، فكان ختام تقريرنا هذا مسك نسمعه من رفيقنا ابن المناضل القومي العربي د.هاني سليمان، ويقول أدهم:"منذ اللحظة الاولى لقيام الصهاينة بالإعتداء على اسطول الحرية وانا اجيب كل من سألني عن ابو أدهم بانه بخير، ولا تخافوا فهو قدها وقدود"، ويضيف سليمان شارحاً:"بان خبرتنا الطويلة مع العدو الصهيوني لا تدعنا نستنتج غير ان لهذا العدو لغة واحدة يفهم فيها الا وهي لغة القوة"، ويختم سليمان قائلاً:"ان المدرسة التي تخرج منها د.هاني عظيمة وعظيمة جداً، الا وهي المدرسة القومية العربي، فهذه المدرسة التي بها نحمي مجتمعاتنا من التفتيت، وعبرها نزود عن الوطن، ولاجلها نخوض الصعاب نصرة لصاحب حق كائن من كان، فما بالك بان يكون عربي مثلي مثله؟، اطمئنكم، ابو ادهم بخير كما رايتم وسيتعافى ويكون بيننا خلال ايام انشاء الله". أعد التقرير وحدة الإعلام: ملاك خليل محمد جمعة المصور خالد عياد