شهدت العاصمة صنعاء مساء الأربعاء، احتشاد هائل، في الذكرى الرابعة لجمعة الكرامة، 18 مارس، والتي سقط فيها 52 شهيداً من شباب الثورة في العام 2011 في ساحة التغيير بصنعاء، برصاص قوات النظام ومسلحيه. وشاركت حشود كبيرة بالعاصمة صنعاء، عند جولة سبأ بحي الحصبة، حيث كانت نقطة انطلاق المسيرة التي رفعت صور الشهداء الذين سقطوا في الجمعة الدامية، متعهدين بالوفاء لدماء شهداء الكرامة، والجرحى والمعاقين، وأن الجريمة لن تسقط بالتقادم، مؤكدين أن مرتكبيها لن يفلتوا من العقاب. وطالبت حشود العاصمة صنعاء بالتحقيق الشفاف في جريمة جمعة الكرامة البشعة، منددين بالمماطلة في محاكمة من يقفون وراء تلك المذبحة، محذرين من التلاعب بالقضية التي أصبحت مكشوفة وواضحة للرأي العام المحلي والدولي. ووصلت المسيرة الحاشدة إلى ميدان التحرير وسط العاصمة، مرددة الهتافات ضد الانقلاب، الذي استهدف الدولة والثورة اليمنية، وتضحيات شهداء اليمن، وفي مقدمتهم شهداء جمعة الكرامة. وجدد الحشود رفضها للانقلاب الحوثي، وللميليشيات واحتلالها للعاصمة ومدن عدة، وطالبوا بسرعة انسحابها، واستعادة الشرعية كاملة، ومؤسسات الدولة التي سيطرت عليها ميليشيات الحوثي بقوة السلاح. ونددوا بالقمع والانتهاكات التي تمارسها ميليشيات الحوثي ضد شباب الثورة، وما ارتكبته من جرائم مستهدفة قوى الثورة السلمية، مجددين تمسكهم بأهداف ثورة فبراير والعمل على تحقيقها باسقاط الانقلاب، واستعادة مؤسسات الدولة، وصولاً لى بناء الدولة المدنية الحديثة التي ضحى من أجلها خيرة شباب اليمن. وقد قام مسلحون حوثيون بالاعتداء على المسيرة، في محاول لتفريقها، وقاموا باختطاف أحد المشاركين، حسب مركز حقوقي. وقد أكد شباب الثورة في بيان، على أن هذه الذكرى الرابعة لمذبحة الكرامة "والتي كانت في الثامن عشر من مارس 2011م تحل والثورة الشبابية الشعبية السلمية تمر في منعطف خطير، عقب المحاولات المتكررة لمليشيا الحوثي استكمال حلقات الانقلاب الغاشم". وقال البيان "ولابد ان تعلموا ان ثورتكم تواجه خطرا محدقا جراء تحالف قوى الشر، ضد ثورتكم المستمرة، وفي هذه الذكرى المؤلمة فإن القوى الثورية والوطنية إذ تحييها بألم بالغ لتؤكد على استمرار النضال السلمي حتى تحقيق أهداف ثورة فبراير كاملة". وأكد البيان "على التمسك بشرعية مؤسسات الحكم الحالية حتى انتهاء الفترة الانتقالية" مطالباً "مليشيات الحوثي الانقلابية سرعة سحب مسلحيها من العاصمة صنعاء وكافة المحافظات، ورفع احتلالها لمؤسسات الدولة، والإفراج الفوري عن كافة المعتقلين من شباب الثورة منذ 2011م إلى اليوم". كما طالب البيان بإنهاء كافة الخطوات والإجراءات الانقلابية قبل أي حوارات" داعياً "إلى ضرورة التحقيق الشفاف في كافة الجرائم المرتكبة بناءً على قانون العدالة الانتقالية الذي يجب أن يخرج للنور" مؤكداً على استمرار التصعيد الثوري لإسقاط كل المؤامرات ضد الشعب والثورة.
